ثقافة وفنون

الفنانة اللبنانية جويل داغر:لا للقبلات

هي في السينما في فيلم «كاش فلو» اللبناني، وعلى شاشة التلفزيون في مسلسل «أجيال2». وفي الحالتين تؤكد الممثلة الشابة جويل داغر أنها ترفض القبلات أيا كان شكلها ونوعها، خصوصا على الفم. حول حضورها وأدوارها وطقوسها الفنية كان لنا معها حوار.

■ تواصلين تصوير مسلسل «أجيال 2» في الوقت الذي يعرض على شاشة «أم تي في»، هل في ذلك إرهاق؟
– هذه ليست المرة الأولى، اذ غالباً ما يحدث الأمر. حدث في مسلسل «باب إدريس» في شهر رمضان الماضي. كان المسلسل على الهواء ونحن في التصوير. وطالما أن الإنتاج يحتمل توزيع الوقت والإلتزام به فهذا طبيعي.
■ بعد «أجيال2» إلى أين أنت ذاهبة؟
– بين يدي عدد من السيناريوهات أقرأها بترو ولا بد من حسم الموقف منها قريباً.
■ هل يفرحك أن توصفي بالممثلة البارعة أم بالممثلة الجميلة؟
– أنا ممثلة فقط. الجميلة التي لا تعرف التمثيل لا تصل الى أي مكان. تؤدي دوراً وترحل. وهذا ما حصل مع كثيرات. قد تأتي الفرص للممثلة الجميلة أكثر مما تأتي لسواها. الناس تحب النظر الى الوجه الجميل، لكن الموهبة هي الأساس. ثمة مسلسلات تركية أو مكسيكية تعلقت بها الشعوب العربية بسبب أبطالها «الحلوين». لكن الأهم أن يملك الممثل الشطارة والموهبة للاستمرار.
■ هل ان جمالك جواز مرور إلى التمثيل؟
– ربما كان مفيداً ومطلوباً لفتح الطريق. بعدها يأتي دور الموهبة، وبدونها ليس للجمال سلطة.
■ في «أجيال2» كما في «أجيال1» ترفضين القبلة على الشاشة، لماذا؟
– هذا موقفي. لست قادرة على تجسيد هذا المشهد. يشعرني بكثير من الحياء الذي سيظهر من دون شك على الشاشة. القبلة يمكن تجسيدها بما يوحي بها، وليس ضرورياً أن تكون على الفم.
■ هل هو الحياء فقط أم أنك تخافين من حصرك في هذا الدور من قبل المنتجين؟
– الاثنان معاً. مهما فاخرنا بتحررنا فنحن في مجتمع شرقي له أحكامه. والأهم أن الدور يصبح ملازماً لي وأصبح رهناً له، والمنتجون جميعاً يضعون عينهم عليَ وفي أدوار مماثلة. السبب الثالث والأهم أني وبصراحة لا أملك جرأة للقيام بمثل هذه الأدوار. أنا من اللواتي يحسدن الجريئات على أدوارهن.
■ ماذا تقولين للممثلات الجريئات؟
– «برافو» أنهن تمكنّ من تنفيذ دور جريء. بعض الأدوار قد تصلح للسينما أكثر من التلفزيون. للسينما جمهورها الذي يدفع مالاً ليشاهد الفيلم. بالنسبة الى التلفزيون يمكن لكل من يضغط على المحرك من بعد أن يقع على مشهد جريء ويبقى غير قادر على وضعه في السياق الخاص والضروري للسيناريو.
■ في تاريخك الفني يقال أنك بدأت حياتك المهنية بتجسيد دور الثنائية الجنسية. هل كان الدور تحدياً؟
– هذه حقيقة واقعة وثابتة. إنه أول دور لعبته على قناة «الجديد» وفي برنامج «الحل بإيدك». يومذاك كنت لا أزال طالبة جامعية وجسدت الدور بطلب من أستاذي المخرج سمير حبشي. في الواقع الموضوع كان جريئاً، فيما التجسيد كان عادياً. كنت أثق جداً بأستاذي ورغبت في خوض تجربتي الأولى بإدارته. الحلقة كانت من بطولتي. لو حدث وظهرت بالجرأة التي يستدعيها الموضوع، لطُلبت دائماً لأدوار مماثلة. الدور لم يسجل في تاريخي ولن يُسجل بكل تأكيد. السائد عندنا أن أي ممثلة تجسد دوراً جريئاً تصبح مرهونة لمثل تلك الأدوار وبشكل دائم.
■ هل ترين ان دور «علا» في مسلسل «باب إدريس» هو الأهم في حياتك الفنية حتى الآن؟
– نعم. كذلك أحبني الجمهور في مسلسل لونا. لكن مساحة الدور كانت أقل، ولهذا توقف الجمهور عند قدراتي التمثيلية في «باب إدريس» وفي دور «علا». المساحة كانت واسعة والدور كان يحتمل الأداء. وفي تصوري أنني حصدت الحب مع مسلسل «أجيال». فالناس تحب وتنحاز الى الفتاة «الطيوبة» البريئة الناعمة. «أجيال1» والآن «أجيال 2» كرسا شخصيتي لدى المشاهدين.
■ وهل تعتبرين «جويل» ذات حظ لأنها حققت شهرة في زمن قصير؟
– ليس بزمن قصير. خمس سنوات زمن طويل جداً. منهم من لعب دور البطولة من المرة الأولى وحقق الشهرة. اجتهدت كثيراً، وحتى الآن لم أصل إلى الشهرة التي أحلم بها. لم تكن لي بطولة مطلقة حتى الساعة. لست على عجلة، والأمور تأتي في أوقاتها. من يحقق النجاح درجة درجة يحصد الفرح الغامر. تلك المشاعر يفتقدها من يقفز السلم دفعة واحدة، ومن يحصل على النجاح بعد جهد يتلذذ بطعمه. أشكر الله على أن أدواراً لم تكن لي قبل سنوات، وإلاّ لما نفذتها بهذه الاحترافية التي أمتلكها حالياً. مثلاً أدواري في مسلسلات «باب إدريس» و«أجيال» و«لونا» أكدت أني استفدت جداً من كل تجاربي السابقة. إنه النضوج الذي حققته أمام الكاميرا. أدواري في المسلسلات الثلاثة كانت أقل حرفية لو أنني جسدتها في بداياتي. في المرحلة الراهنة الكل اثنى على أدائي.
■ هل يرضيك لقب «ممثلة صاعدة»؟
– بالتأكيد هو في مكانه الطبيعي. من له خمس سنوات في الدراما لن يكون أكثر من «ممثلة صاعدة»، وهل أنا ممثلة مخضرمة؟
■ كنت حيوية جداً في فيلم «كاش فلو». ماذا قالت لك السينما؟
– هي تجربة جميلة جيداً. كما أن الفيلم حصد الكثير من الإعجاب كونه يجمع بين الدراما والكوميديا والرسالة الإجتماعية. ظهرت في «كاش فلو» في دور الفتاة الانتهازية التي تسعى خلف المادة. وهي شخصية موجودة كثيراً في المجتمع.
■ كيف قررت أن يكون التمثيل اختصاصك الجامعي ومهنتك؟
– لم يكن التمثيل في خاطري أو في بالي. في طفولتي كانت رغبتي جامحة في تقليد معلمتي لأكون في مهنتها، أو تقليد طبيبتي. وكما بعض التلامذة كنت أشارك في المسرحيات المدرسية. وفي السنة الدراسية النهائية قررت أن أقصد معهداً لأتخصص في المسرح. تقدمت الى امتحان الدخول في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية. حينها لم أكن قد بحثت عن خيارات أخرى. ولو صدف أن رسبت، لكنت لزمت الفراغ الدراسي لسنة، وهكذا كان تخرجي في سنة 2007- 2008.
■ هل للتمثيل أن يكون مهنة أم شغفاً؟
– التمثيل مهنة لا تستقيم على درب النجاح إن هي خلت من شغف في حدوده القصوى. الحماس للعمل جزء من النجاح. المهنة ليست سهلة، يتخللها الكثير من المصاعب، سواء في التصوير وفي زمنه الممتد نهاراً وليلاً، ومن لا يحبها لا يستطيع المتابعة. التمثيل شغفي ومهنتي، وليس لي في الحياة عمل آخر أعيش منه. إذاً التلاحم قائم بين المهنة والشغف.
■ وهل للتمثيل في لبنان أن يؤمن لك حياة كريمة؟
– الحمد لله. الممثل في أيامنا يعيش أفضل مما كان عليه في السابق، إنما هذا لا يمنع أن يكون لي عمل آخر في المستقبل خصوصاً عندما تكبر المسؤوليات. حالياً لست متزوجة ولا أشارك في مسؤولية عائلة. في ما أنا عليه الدخل من المهنة «منيح».
■ وهل العمل الموازي ضرورة ملحة لمستقبل الفنان؟
– ليس فقط لتأمين المستقبل. هذا الدخل الموازي يحمي الفنان من القبول بأي دور، فقط من أجل تأمين العيش، والقيام بواجبات العائلة. أن يكون الممثل محمياً مادياً هذا يساعده في اختيار الأدوار الجميلة والمؤثرة. من ليس له دخل سيكون مجبراً على تأمين استمرار دخله من التمثيل وبأي دور. الدخل الآخر يمنحنا بعضاَ من الحرية، وقد يقتصر العمل سنوياً على دورين مؤثرين فقط. وهذا كافٍ.
■ هل من نصيحة لا يمكنك نسيانها؟
– أن لا يصيبني الغرور. قالها لي كثر من المحبين. كذلك نصحوني بضرورة التحلي بالأخلاق العالية. أساتذتي في الجامعة كانوا يركزون على الأخلاق العالية كصفة ملازمة للممثل. فمن هو بدون أخلاق لن يكون ممثلاً.
■ وهل تطمحين الى التمثيل خارج لبنان؟
– أكيد. أن أكون في مصر وفي سوريا طموح وحلم طبيعي بهدف الإنتشار، وبهدف الخضوع لتجارب متعددة في الحياة المهنية. حلم سوريا ومصر يأتي طبعاً بعد تثبيت ذاتي في لبنان، وعندها سأرفض أن أكون كومبارساً في الخارج.
■ كثيرون يراهنون على مستقبل لك في التمثيل فماذا تقولين؟
– شكراً وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى