مقالات

المبدعة وأنيابهم

*  أسماء محمد مصطفى

لأنّ نجاح المرأة يغيظ المتخلفين والحاسدين وأصحاب الأخيلة المريضة والنيات السيئة ورافضي نجاح النساء ، فقد قاموا بتحريف المقولة السائدة المعروفة (وراء كل رجل عظيم امرأة ) الى تصور وهمي مفاده 🙁 وراء كل امرأة ناجحة كتف رجل ) !! فقد وضع هؤلاء المرضى المتخلفون المرأة الموهوبة والمبدعة في دوائر إتهاماتهم وتشكيكاتهم الواهية ، إذ يرفضون الاقتناع او الاعتراف بمقدرة المرأة على التفوق الى درجة تجتاز بها تفوق الرجل ، لذا فهم يلصقون نجاحها برجل او مجموعة رجال ! إذ نسمع أولئك الحجريين يتفوهون بالحماقات حينما تقدم المرأة إنجازاً معيناً في ميدان عملها ، لاسيما إذا كانت في مطلع حياتها المهنية ، ومن قبيل تلك الحماقات : لم تنجز العمل وحدها بل ساعدها فلان ، او قام علان بالعمل بدلاً عنها .. و .. غير ذلك من الأقوال المجحفة التي يطلقها الفاشلون من كلا الجنسين .
لسنا نغفل النظر عن بعض النساء اللواتي يستغللن أنوثتهن ويتسلقن على الأكتاف من أجل تحقيق نجاح يصنعه لهن الآخرون .. أولئك الذين غالباً ما تحلو لهم لعبة خداع الناس وهم يصنعون من هذه او تلك أكاذيب قد لاتستمر طويلاً ، فلربما تزول الأكتاف لظرف أو لآخر ، وتنكشف حينذاك حقيقة البالونات وهي تنفجر بوخزة إبرة .
ولكن بعيداً عن المتسلقات ، نجد من المهم إنصاف المرأة الموهوبة التي تبذل كل طاقاتها من أجل أن تحقق لنفسها ولمجتمعها ولوطنها شيئاً تفخر به ويُسَجل في تأريخها الشخصي .. هذه المرأة التي تتحدى كل المتاعب المحيطة بها من أجل أن تعيل أسرتها او نفسها في عالم صعب مادياً من ناحية ، ومن أجل أن تحقق نجاحاً معنوياً من ناحية أخرى ..
هذه المرأة التي تقدم عصارة روحها وفكرها من أجل الإبداع ، يصبح ( امتيازها وتميزها محنة )! في عين زميل مغتاظ أو زميلة أدنى منها نجاحاً او رجل محبَط او متخلف يرفض بروز المرأة .
كونوا موضوعيين في كلامكم وآرائكم بشأنها .. ولاتتجنوا على المرأة الموهوبة الكفوء الصادقة التي لاتحتاج الى ( كتف رجل ) إلاّ للحب وليس لشيء آخر ..
كفوا عقولكم المريضة عنها ، وأصلحوا تصوركم السقيم ، وإنفضوا عن رؤوسكم غبار التخلف ، واستبدلوا أنيابكم بأسنان بشرية اعتيادية ، فالأنياب لابد أن تنكسر أمام صدق المرأة المبدعة وكفاءتها ومقدرتها ، وعند ذاك تدوس المرأة عليها وتسحقها بقدميها .. فالعمل الإبداعي والمهم يفرض نفسه على الجميع سواء بتشجيع من الغير او بغير تشجيعهم  ، والزمن كفيل بتوضيح مدى كفاءة هذه المرأة او تلك ، الامر الذي يتطلب منها ـ وأكرر لاسيما التي في مطلع حياتها المهنية ـ  أن تصبر على التقولات الباطلة  وأن لايكون ردها على كل تشكيك ، بالكلام وإنما بالعمل الإبداعي والمتقن . ذلك أن النتاج الحسن هو الرد الواقعي الأكثر حكمة على كل من يقلل من قيمة عقل المرأة ومقدراتها .  ومهما أشتدت المعوقات التي توضع أمام مسيرة المرأة ، لابد أن تحقق الشيء الكثير سواء أرضيتم أم لم ترضوا .  كفاكم لغواً ، وإسألوا أنفسكم .. ألا يوجد رجال يصعدون على أكتاف النساء؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى