كتابة وتصوير / نجدت كبو
قدمت فرقة الوعد مساء يوم السبت 30 / 8 / 2025 مسرحية زهايمر على مسرح مركز بانكستاون للفنون والمرحلة من تأليف محمد السعودي وإخراج عباس مراد وتمثيل كل من الفنانين بلال ابو عياد ، نجاح حيدر ، ادي عصباتي ، عيسى البابا ، يارا خليل ، مايا دقدوق و مارال شاهين .
المسرحية كوميدية هادفة بكل جوانبها بعيدة عن الاسفاف والتبريكات حملت في معانيها ثلاث محاور المحور الاول تحدث عن الهجرة والغربة وسلبيااتها بالنسبة للمهاجر العربي وتاثيرها في بناء العائلة . أما المحور الثاني فتحدث عن تأثير مرض الزهايمر الذي يصيب كبار السن وكيفية تعامل افراد العائلة الاب والام والأبناء مع الجدة ورعايتها وعدم اهمالها وهل يتم رعايتها اسريا او التفكير بحلول بديلة كوضعها في دار رعاية كبار السن وابعادها عن بيت العائلة مع إبراز الدور الكبير الذي تقوم به الممرضات والممرضات في هذه الدور لرعاية المسنين وتلبية احتياجاتهم الشخصية رغم اصابتهم بأمراض العصر مثل الزهايمر والخرفان .
المحور الثالث تناول موضوع صراع الاجيال فنحن شاهدنا ثلاث أجيال تمثلت بالجدة المصابة بالزهايمر والتي تمتلك احلام الماضي الجميل وكل العادات والتقاليد في الوطن الام
والجيل الثاني المتمثل بالاب والأم وانشغال الاب بالعمل والابتعاد عن الأسرة لتامين المال للاسرة وإهمال لغة التحاور مع الأبناء ووجود فجوة بينه وبين الأبناء بسبب اللغة فالوالدين يتحدثون اللغة العربية والأبناء يتحدثون اللغة الانكليزية لانهم يتكلمون لغة البلد استراليا ورغبة الاب في فرض رأيه على الأبناء في تحديد نوع دراستهم بعيدا عن تحقيق طموحاتهم واحلامهم فالولد يهوى دراسة الموسيقى والبنت تريد تطوير هوايتها وتدرس الرسم اما الام فهي ربة بيت مشغولة في امور المنزل في التنظيف والطبخ وإلتزاور مع الجيران وتكوين صداقات مع جاراتها بعيدا عن تربية الأبناء والاهتمام بهم وإهمال والدتها والتقرب إليها خاصة انها مصابة بالزهايمر .
اما الأبناء الذين تطبعوا بصفات أبناء البلد استراليا فهم غير منسجمين مع الأسرة ويرفضون تواجد الجدة في المنزل وتفضيل إرسالها الى دار الرعاية رغم نصائح الجدة لهم ومحاولة التقرب إليهم من خلال العودة إلى الجذور والتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الأصيلة مما اصاب الجدة بالاحباط أدى هذا الى هروبها وذهابها للمكوث في دار رعاية المسنين دون علم العائلة .
كما سلطت المسرحية الضوء على العادات القبيحة المكتسبة في المجتمع الاسترالي مثل عند بلوغ الابن او البنت سن الرشد وترك منزل العائلة والمساكنة مع الجنس الاخر دون رابطة الزواج وغيرها من العادات التي لاتمثل مجتمعنا العربي الاصيل .
اخيرا لاحظنا التغيير في سلوك العائلة نحو الافضل وذلك بالعودة الى الجذور والصالة ومحاولة اقناع الجدة بالعودة الى المنزل في ظل اهتمام الأسرة بها بمساعدة ملائكة الرحمة في دار الرعاية وتغيير سلوك الأبناء حبث بدأت الام بالتقريب الى ابنتها واعطاها دور اكبر في المنزل وتتعليم ابنتها الطبخ وابعادها عن فكرة ترك المنزل والمساكنة مع صديقها و فعلا استجابت البنت وكذلك دور الاب في ارشاد الابن الى التواصل مع الموسيقى الشرقية ذات التراث والفولكلور العربي الاصيل ورجوع الجدة للبيت وبث روح الحياة في العائلة بشكل اصيل وراقي .
القد تحمس الجمهور الغفير الذي حضر المسرحية التي شملت فصلين جميلين وتفاعل مع احداثها والأداء الجميل لجميع الممثلين وخاصة الفنانة ادي عصباتي التي قامت بدور الجدة فقد أدى كل ممثل وممثلة الدور ببراعة في إيصال رسالة المؤلف محمد السعودي والمخرج المبدع عباس مراد رغم اابساطة في الديكور والجوانب الفنية الاخرى الا ان الابداع كان هو السمة التي طغت على هذا العرض الجميل.
اخيرا نقول شكرا لكل من كان وراء ولادة هذا العرض الراقي من رعاة وخاصة نذكر الدكتورة بهية بو حمد رئيسة جمعية انماء الشعر والتراث ودورها في رعاية الفن والفنانين والى المزيد من النجاح والتقدم لمسرحنا العربي في بلاد الاغتراب استراليا .