مقالات

القلم ان حكى بقلم علي الزبيدي

علي الزبيدي

يعرف الكثير منا أن القلم أمضى وأقوى أسلحة الإنسان ولم تأت هذه المكانة للقلم جزافا وإنما لكونه دليل الوعي المعرفي لحامله فكلما كان من يحمل القلم انسانا واعيا أمينا على ما تعلمه في معترك الحياة العلمية والثقافية فإنه بكل تأكيد سيكون قلما أمينا ناضجا بناءا وليس هداما فما يخطه القلم قد يكون انعكاسا لمكنونات النفس وهذه النفس البشرية أمارة بالسوء الا ما رحم ربي ومن هنا ارى ان مهمة حملة الاقلام مهمة صعبة وكبيرة وهي امانة لابد من الحفاظ عليها من الشطط والنزق وان لا ينس كاتب ما عندما يبدأ بخط الكلمات ان يحضر ضميره قبل الورق والدواة لان الكتابة للناس ليس بالمهمة السهلة وليست ترفا ثقافيا أو فكريا

واليوم وفي ظل ما نراه من توسع في الصحف والإذاعات ومحطات التلفزة الارضية والفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ان الكثير بات يستسهل الكتابة وتوجيه التهم جزافا هنا أو هناك لهذا الطرف أو ذاك وقد يصل الحال الى الطعن في أعراض ناس والعمل على تشويه سمعة آخرين وكثيرا ما نقرأ كتابات يشم منها رائحة الابتزاز والدونية والسقوط الأخلاقي حيث سعى كتابها إلى التقسيط السياسي والاجتماعي مقابل نوايا وأهداف لا ترتقي إلى منظومة القيم الاجتماعية الأصيلة التي تربى عليها المجتمع العراقي منذ آلاف السنين وبعيدة عن قيم المروءة والانسانية بل ان بعض الكتابات حين يقرأها المرء يرى أنها غادرت قيم العيب الاجتماعي التي كانت سائدة منذ زمن قريب وماثلة امام اعين الجميع .

فالكتابة هي دليل على وعي وثقافة الكاتب بل هي انعكاس لشخصيته وتربيته البيتية ورقيه الاجتماعي من عدمه

ثم ان الكتابة دليل مادي وقد تكون دليلا ضد الكاتب اذا كانت بعيدة عن الحقيقة وفيها استهداف شخصي معين

فلا تجعلوا القلم أداة لتخريب قيم المجتمع وسمعة الناس فهذا القلم الذي خطت به كل دساتير الدنيا واجمل قصائد الشعر والخطابة والقصة وقبل هذا فإن الله سبحانه قد أقسم بالقلم فهو القائل سبحانه (ن والقلم وما يسطرون ) فالنسطر ما ينفع الناس وفيه خير الناس وسعادتهم وان نكتب ما يجمع الناس على الألفة والمحبة والحياة السعيدة فإن بعض الأقلام ان حكت تكون وبالا على المجتمع وأداة لتخريبه.

فلنبقي اقلامنا مصابيح تنير طريق الناس لا معاول للهدم والخراب.

المقال منشور في جريدة الدستور البغدادية 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى