Sliderقطر

“سيمفونية قطر” قدمت ضمن الفعاليات الثقافية في المونديال

الموسيقار العراقي والعالمي سالم عبد الكريم ينقل تراث قطر موسيقيا الى العالم

بغداد : سامر المشعل
من تاليف وقيادة الموسيقار العراقي والعالمي الدكتور سالم عبد الكريم قدمت ” سيمفونية قطر ” يوم الاحد الماضي في الدوحة ضمن الفعاليات الثقافية التي واكبت مونديال كأس العالم في قطر، في حفل خاص حضره كبار المسؤولين والقادة من مختلف دول العالم.
قاد الاوركسترا التي ضمت أكثر من 100 عازف من مختلف الجنسيات العالمية، الموسيقار سالم عبد الكريم. باجواء حفلت بتفاعل الجمهور معها دون ان يخفي دهشته واستمتاعه بموسيقى باذخة الجمال والتعبير.
” سمفونية قطر ” تحكي بلغة الموسيقى العالمية، قصة كفاح ونضال الشعب القطري لبناء دولة عصرية حديثة، وتربط ماضي البلد بحاضره وتطلعه نحو افق المستقبل بروح متفائلة وثابة.
مؤلف السيمفونية وقائدها الموسيقار العراقي سالم عبد الكريم تحدث الى جريدة الصباح قائلا:” السيمفونية تروي موسيقيا ماضي وحاضر وتاريخ الشعب القطري، بقالب غربي سيمفوني كلاسيكي، احتوت على بعض الالحان الفلكلورية، بمجموعة من العازفين المنتخبين من خيرة العازفين بالعالم “.
يشعر عبد الكريم بالغبطة والفرح ان سيمفونية قطر التي الفها تواصل نجاحها عالميا في هكذا محفل عالمي وامام جنسيات متعددة، منوها الى ان السيمفونية سبق ان قدمت بأكثر من بلد اوربي ولاقت التفاعل الايجابي واعجاب الحضور.
واضاف عبد الكريم، وضعت ” سيمفونية قطر” بقالب غربي ورغم ان اغلب العازفين لا يتكلمون العربية، الا انها تخاطب المجتمع العالمي بروح الشرق، لتعكس الثقافة العربية، لان الموسيقى لغة عالمية تصل رسائلها الى الجميع، كما انها تساهم في تعريف البلد الذي انطلق منه العمل.
رسالة حضارية
تتالف السيمفونية من اربع حركات تبدأ الحركة الاولى التي اطلق عليها اسم البداية وهي حركة كلاسيكية تروي قصة دولة قطر من الماضي الجميل الى الحاضر الأجمل تتبعها الحركة الثانية وهي الحلم وتتحدث عن ” أم الحنايا ” وهو اسم لسفينة قطرية يصور من خلالها مشاعر الوداع والانتظار بين المسافرين واهلهم مع أمل عودتهم غانمين.
اما الحركة الثالثة وهي التحدي والإنجاز فتحمل الطابع السريع النشط حيث انها تصور تحقيق الانجاز والتحديات المرافقة له وهي الحركة التي تعتبر الأصعب بين الحركات الأربع وذلك لاحتوائها الكبير على المعزوفات الشعبية والتي لا تعزف بآلاتها الأصلية، بل بالآلات الأوركسترالية المتعارف عليها.
أما الحركة الرابعة والأخيرة من السيمفونية فيطلق عليها اسم الى الأمام وتتضمن عدة ألحان من الفلكلور القطري منها لحن حمامة نودي. وشكلت هذه الحركة رمزا للتطلع نحو المستقبل والتي اتسمت بايقاعها التصاعدي وبنسق يدفع ويحث على التقدم الى الامام.
تجنب الموسيقار سالم عبد الكريم ان يدخل اية آلة موسيقية عربية الى السيمفونية، كي يمنح الموسيقى صفة عالمية، ممكن ان تعزفها الاوركسترات بمختلف انحاء العالم، فاراد بذلك ان يروي تاريخ وحضارة قطر بلغة الموسيقى، كون الموسيقى لغة عالمية ورسالة حضارية من قلب الجزيرة العربية لم تخلو من ملامحها الشرقية بصنعة احترافية تثير الدهشة، وبعقلية موسيقية عراقية مبدعة، استطاعت ببراعة ان ترسل خطابها الجمالي عبر الفن الكلاسيكي السيمفوني الى العالم، بعدما كنا متلقين لهذا الفن منذ عدة قرون.
عراقي يؤلف لقطر موسيقاها
وعن الكيفية التي صاغ بها سيمفونية تعبر عن تاريخ وارث قطر وهو من بلد اخر العراق، بهذه الموسيقى التي توحي للمستمع بالتشبع المكاني والجغرافي بحرفنة واتقان بين عبد الكريم ” انا استمعت الى حكايات الناس وقرأت تاريخ المنطقة ثم اهديتهم الموسيقى التي تعبر عن هذه الافكار دراميا، الموسيقى لغة عالمية لا تحدها حدود وعلى هذا الأساس استطاع رمسكي الروسي ان يعبر عن الأجواء العباسية وبغداد وألف ليلة وليلة في اوركسترا شهرزاد على الرغم من انه لم يز أو ير بغداد أو العراق”.
ويؤكد الموسيقار سالم عبد الكريم على ان الصدق اذا توفر في اي عمل فني مع التمكن، فانه سوف يصيب النجاح، وفى “السيمفونية القطرية” كنت صادقا وجادا واستعنت بخبرتي المتراكمة فظهر بهذا الشكل الذي اثار اعجاب المتخصصين والمتذوقين للموسيقى على حد سواء.
واضاف عبد الكريم.. كيف وانا مقيم في منطقة الخليج منذ سنوات طويلة وعلى تماس مع اهلها وناسها، ولاتنسى كوني من العراق، فأن الكثير من الملامح والإسس المقامية والإيقاعية الخليجية متأثرة بشكل أو بآخر بالفلكلور والتراث العراقي العريق، هذا فضلا عن إستعدادي الشخصي وخبرتي وتمكني من أدوات عملي.
من هو سالم عبد الكريم ؟
ولد سالم عبد الكريم في منطقة ” راغبة خاتون” في بغداد 1953, كان شغوفا بالموسيقى منذ طفولته ولن يتسنى له اشباع رغبته، حتى دراسته الموسيقى في معهد الدراسات النغمية وبنفس الوقت كان يدرس علم الرياضيات في كلية العلوم بجامعة بغداد. أظهر سالم موهبة مبكرة وقدرات واعدة بالعزف من خلال حفلات وأمسيات المعهد. في الصف الرابع من دراسته في المعهد أستطاع أن يرافق الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية. لتقديم كونشيرتو العود من تأليف منذر جميل حافظ، وهذه هي المرة الأولى التي تصاحب فيها الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية عازف عود لتقديم عمل كهذا. ثم توالت الاعمال والمؤلفات التي قدمها داخل العراق وخارجه في: تركيا، المغرب، سلطنة عمان، الأردن، مصر، ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، لندن، البحرين، ألمانيا.. وغيرها.
ألف سالم عبد الكريم للعود أكثر من ” 250″ قطعة موسيقية بقوالب مختلفة، نال براءة اختراع باستخدام طريقة جديدة في تدوين الموسيقي وتطبيقها، وكذلك ابتكاره جهاز لتعليم المكفوفين القراءة والكتابة.
ومازال الموسيقار سالم عبد الكريم يواصل عطائه في تشكيل الفرق الموسيقية والاوركسترالية والتاليف الموسيقي وراحت العديد من الدولة العربية والخليجية تستفيد من خبراته باستثناء بلده العراق الذي لم يتذكره يوما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى