كلمة رئيس التحرير

من ذكريات الطفولة في عاشوراء

 محمد بكر 
 كنت طفلاً في العاشرة من عمري ، نسكن في احد بيوتات الموانئ في المعقل قرب جامع المعقل بشارع يسمونه شارع اللوندري ،وفي ايام شهر محرم ، كنا نلبس الدشاديش السوداء ، والناس تتهيأ للمشاركة الواسعة في احياء ايام عاشوراء واستشهاد ابا عبد الله الحسين ، كنا نشاهد التشابيه والمواكب الراجلة والمقاتلين يمتطون الحصن . ونحن على الرصيف نشاهد تلك المواكب المهيبة ونوزع الماء وبعض الماكولات لاصحاب تلك المواكب ، كبرنا واختفت تلك المراسيم من حياتنا ، ليصبح الطبخ واجراء المراسيم يتطلب موافقات حكومية خاصة لاقامتها ، الى ان اختفت تلك الظاهرة الجماهيرية ، حتى عادت بعد 2003 , واصبح احياء المراسيم ظاهرة حضارية يشارك فيها جميع ابناء العراق بكل طوائفه ، فالحسين هو ابن علي ، وحفيد الرسول الكريم ، ولقد خرج لاصلاح الامة مع فئة قليلة ، لكنها واجهت جيشاً اكثر عدداً وعدة ، وكانت النتيجة استشهاد الحسين وعائلته واخيه العباس واصحابه ومن كان معه ، ولكن ما حصل بعد ذلك ، لقد خلد الامام واصحابه على مر السنين ، فيما حصل اعداءه واعداء الله على الخزي والعار ، فسلاماً على الحسين وعلى علي بن الحسين ، سلاماً على اولاد الحسين و على اصحابه ، ولعنة الله على قاتليه الى يوم الدين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى