وطن برس أونلاين

جريدة عربية مستقلة

أهم الأخبار مقالات

ألبانيزي وكار وكذبة اليمين واليسار؟!

أنطوان القزي*
عندما اختير بوب كار ليكون رئيس حكومة نيوساوث ويلز سنة 1995، فوجئ كثيرون بهذ الإسم المغمور الذي لم يسبق أن سمع به أحد وتوقّعوا له الفشل والسقوط.
مرّت الأيام وأصبح ابن ماروبرا الرئيس الأطول خدمة بين رؤساء حكومات الولاية والذي تميّزت سنواته الأولى بتأييد واضح لإسرائيل التي أقامت على اسمه حديقة في القدس سمّتها “حديقة بوب كار”.
اليوم ، اصبح بوب كار أكثر الناس تأييداً لحقوق الفلسطينيين، ربما في دول الغرب كلّها، وهو يوم كان وزيراً فيدرالياً للخارجية، سجّلت السياسة الخارجية في عهده نقلة نوعية تجاه القضية الفلسطينية، واتبعها كار بمواقف تصاعدية ، كان آخرها هذا الأسبوع حين شبّه ما تقوم به إسرائيل في غزة “بجرائم الحرب والأزمات الإنسانية التي ارتكبها النازيون وجوزيف ستالين وزعيم جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ”، داعيًا الحكومة الأسترالية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
بوب كار لا زال يحيي ندوات دورية في أمكنة عديدة ويشارك في مناسبات داعمة للفلسطينيين.
أما أنطوني البانيزي، فعندما أصبح رئيساً للوزراء للمرة الأولى سنة 2022 ، توقّع المواطنون أن هذا الرجل الآتي من يسار اليسار، سيكون حتماً داعماً للقضايا العادلة في كل مكان، فهو كان يتنافس في مقعد غرايندلر الفيدرالي مع الخضر الأقوياء هناك، على عنوان أساسي هو “مناصرة حقوق المهمّشين والمظلومين”. وكان في كل خطاباته قبل وصوله الى السلطة ، يتحدث عن عزمه في حال فوز العمال، على الإعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن البانيزي أخلّ بمعظم وعوده منذ اليوم الأول، واستمرّ تخاذله يتأرجح بين المد والجزر حتى الأسبوع الماضي حين رفض الإنضمام الى الرئيس الفرنسي ماكرون في الإعتراف بدولة فلسطينية سائلاً عن “الحجم والطول والعرض وأمور لا علاقة لها بحقوق الإنسان”.
ورغم إعلان كل من بريطانيا وكندا أنهما ستعترفان بدولة فلسطين في أيلول سبتمبر المقبل، فإن ألبانيزي أعلن هذا الاسبوع أنه ينتظر الفرصة المناسبة للحاق بهما !! .
من هنا نتساءل: ما معنى ان تكون يمينياً أو او يسارياً في السياسة، إذا كنت ترضخ لمصالح لا علاقة لها بالشأن الإنساني؟ وما معنى ان يكون بوب كار يمينياً ويتعاطف مع حقوق الإنسان، بينما اليساري “القحّ” انطوني البانيزي يمتطي حصان نبلاء القرن الثامن عشر ولا يلتفت الى ما حوله.
وبين البانيزي وكار تبدو جلية كذبة اليمين واليسار في السياسة.
رئيس تحرير جريدة التلغراف الاسترالية 

اترك ردا

Developed and designed by Websites Builder Ph:0449 146 961