كتب : خليل الحلي – رئيس تحرير صحيفة العهد في سدني
تحت وهج “العهد”… تسعة عشر عامًا من النور والكلمة الحرة
في ليلة وفاء للكلمة الصادقة، احتفل أبناء الجالية المندائية، إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين العرب في أستراليا، بإيقاد الشمعة التاسعة عشرة لصحيفة “العهد”، مساء السبت 14 حزيران يونيو 2025، في قاعة التعارف التابعة للمجمع المندائي في ضاحية ليفربول بسيدني.
هذا الحدث لم يكن مجرد احتفال سنوي، بل كان مناسبة ثقافية وإعلامية مميزة جمعت تحت سقف واحد رموز الفكر والكلمة، احتفاءً بمسيرة إعلامية رصينة استمرت تسعة عشر عامًا من المهنية والالتزام، وكانت طوال تلك السنوات صوتًا ناطقًا باسم الجالية المندائية والعراقية في أستراليا، ومرآةً لهويتها الثقافية والإنسانية.
العهد… بين الجذور والطموح
منذ انطلاقتها، شكّلت صحيفة “العهد” نموذجًا إعلاميًا متفرّدًا في الصحافة المهاجرة. نجحت في أن تكون لسان حال أبناء الطائفة المندائية، وذاكرتهم الجمعية، ومنبرهم الحر، حيث حملت على عاتقها همومهم، وعبّرت عن آمالهم، ووثّقت مراحل كفاحهم في الغربة.
وخلال مسيرتها، كرّست الصحيفة خطًا إعلاميًا متوازنًا، يجمع بين المعلومة والموقف، وبين الجذور والحداثة، وبين الانتماء والموضوعية.
كلمات الافتتاح… شهادة وفاء
افتُتح الحفل بكلمة الترميذا إياد لعيبي ممثلاً عن رجال الدين الأفاضل، حيث عبّر عن اعتزازه بالدور الريادي لصحيفة العهد، مؤكدًا أن:
“العهد ليست مجرد صحيفة… بل هي نبض شعب، ورسالة إنسانية عابرة للزمن.”
ثم كانت كلمة رئيس التحرير الأستاذ خليل الحلي، الذي قدّم عرضًا موجزًا لمسيرة الصحيفة، متناولًا التحديات التي رافقت بداياتها، والجهود التي بذلتها هيئة التحرير في سبيل الحفاظ على رسالتها الإعلامية النزيهة، مؤكدًا التزامها الدائم بشعارها:
“الكلمة مسؤولية… والانتماء رسالة.”
تلت ذلك كلمة الدكتور ناطق اللامي ، رئيس منتدى الجامعيين العراقيين، الذي هنّأ الصحيفة بهذه المناسبة العزيزة، مشيدًا بعلاقته الطيبة والممتدة مع رئيس التحرير منذ أكثر من عشرين عامًا، متمنيًا لـ”العهد” دوام التقدّم والنجاح المهني.
الشعر… حين تُضاء الذاكرة بالكلمات
لم يكن الشعر غائبًا عن الحفل، بل كان حاضراً بكامل ألقه، إذ صدح الشعراء بقصائد تعبق بالحنين وتحتفي بالكلمة، منهم:
• الشاعر ياسين الناشي، الذي قدّم ثلاث قصائد نابضة بالحب لبغداد، وحنينه لتراب الوطن.
• الشاعرة أمان السيد، التي ألقت قصيدة وجدانية مدهشة، لامست عمق الغربة وبهاء الانتماء.
• الشاعر الشعبي عبد الله أبو نجم المندائي، أمتع الحضور بثلاث قصائد باللهجة العامية، أثارت مشاعر الجمهور وتفاعلهم الكبير.
• الشاعر منير يوسف خصاف، عبّر في قصيدته عن محبته واعتزازه الكبير بصحيفة العهد ومسيرتها المشرفة.
تكريم الأوفياء… وفاء بالوفاء
في لفتة تقدير وعرفان، جرى تكريم عدد من الإعلاميين وأعضاء هيئة تحرير صحيفة “العهد”، تثمينًا لعطائهم وجهودهم المستمرة في ترسيخ نهج الصحيفة. قُدمت لهم شهادات تقديرية وهدايا رمزية، وسط تصفيق حار وامتنان كبير من الحضور.
الفن… عندما يكتب الطرب فصله على مسرح الوفاء
أما الفقرة الفنية، فكانت حاضرة بجمالها وبهجتها، وجاءت كما يلي:
• الفنان وجدي العاشق، افتتح الفقرة الغنائية بأغانٍ وطنية وعاطفية أشعلت حماسة الجمهور.
• الفنانة المتألقة سهى الغريب، أسرت الحضور بعذوبة صوتها واختيارها الراقي للأغاني.
• الفنان ميثاق الصالحي، اختتم الفقرة بأغانٍ محببة لاقت تفاعلًا كبيرًا وتجاوبًا لافتًا.
وأضفت الإعلامية المتألقة سو فخر الدين لمسة من الاحتراف والرقي في تقديمها لفقرات الحفل، حيث جمعت بين البساطة والتمكن، وكانت حلقة وصل فنية وإنسانية بين الفقرات، حتى لحظة قص كيكة “العهد” بحضور رئيس وأسرة تحريرها.
وليمة المحبة… ختام بحجم البداية
اختُتم الحفل بوليمة عامرة على شرف الضيوف، جمعت الجميع في أجواء دافئة وعائلية، جسّدت روح المحبة والتضامن التي تسعى صحيفة “العهد” إلى ترسيخها في كل أنشطتها وخطابها الإعلامي.
“العهد”… حين تصبح الكلمة شمعة لا تنطفئ
هكذا تمضي صحيفة “العهد” في عامها التاسع عشر، بثبات وعزيمة، حاملة مشعل الحقيقة والصوت المندائي الحر في أرض الاغتراب. تسعة عشر عامًا من الحبر النظيف، والرسالة النبيلة، والانتماء الصادق
وكانت مفاجأت الحفل عرض احد الاخوة الحضور العدد الاول لصحيفة العهد الصادر عام 2007
محتفضاً به …
وها هي اليوم توقد شمعتها الجديدة، وسط محبة قرّائها، ووفاء جمهورها، ومباركة نخبة من رموز الفكر والثقافة.
كل عام و”العهد” بألف خير… وكل شمعة تُضاء، هي عهد جديد بأن الكلمة الحرة لا تموت.
” وطن برس ” تتمنى للصديق الاعلامي خليل الحلي كل التوفيق والنجاح ، ولجريدة العهد الغراء كل الازدهار ودوام المسيرة في خدمة الجالية المندائية والطوائف الاخرى .
