Sliderالعراق

بين سندان الكهرباء ومطرقة أصحاب المولدات!

 عبدالسادة البصري

مؤسف حقاً أن تكثر الكتابات والنداءات والتظاهرات حول أزمةٍ ما دون إيجاد حلٍ لها ! لهذا نعيد الكرّةَ مرة وأخرى عسى ولعل أن نجد آذاناً صاغيةً لما نقول وتلوح في الأفق بارقةُ حلٍّ لأزمةٍ باتت مؤرقةً للناس جميعاً ! الكهرباء.. ومنذ أكثر من عقدين والناس تشكو وتشكو وبالأخصّ في فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة لتجد الأجساد والأرواح باحثةً عن بصيص أملٍ يفرّجُ أزمتها هذه! أسوق هذه المقدمة كوني أعيش وأسمع وأقرأ ما يعانيه المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي وسطوة أصحاب المولدات الذين صاروا يتلاعبون بأعصابهم بمعنى الكلمة . فقبل ثلاثة أيام انقطع السلك الواصل بين المولدة وبيتي لأظل أبحث عن مكان القطع دون جدوى إذ أن كثرة الأسلاك الواصلة للبيوت كونت شبكة عنكبوتية تجعلك تدور في دوامة البحث حتى يسقطك الإعياء دون حل ، مما يضطرك أن تترك السلك المقطوع وتشتري آخر جديد لتعيد التسليك وكأنك لم تخسر شيئاً . وبهذا تتضاعف الخسارة عليك أكثر ــ أسلاك، جوزات ، لاصق ـــ كذلك تأجير سلّم لربطها وتثبيت السلك بالأعمدة مع أجرة العامل أيضا ، كل هذا وأنت لم تبصر بصيص أملٍ بتحسّن الكهرباء ولو مرّة واحدة في السنة !

عبد السادة البصري

تظاهر المواطنون ويتظاهرون مرة أخرى وأخرى متذمرين وهائجين داعين ومطالبين الحكومة بالسعي الى حل هذه الأزمة المستعصية والتي صُرِفَت عليها مئات المليارات دون أدنى بارقة أمل ! في جميع دول العالم هناك وزارات وهيئات ومؤسسات تُعنى بالكهرباء وتكون ملزمة بتحسينها أمام الناس والقانون وتوفيرها على أحسن ما يكون ، إلاّ نحن حيث نسمع بين الحين والآخر تصريحات عقيمة لهذا المسؤول أو ذاك حول إيجاد حل جذري لأزمتها ، فمنهم من قال : سنصدّر الكهرباء قريبا الى دول الجوار ، وآخر : هذا الصيف سيكون قاسياً وصعباً على المواطنين ، وثالث يوعز بخصخصتها ويطالبنا بالإذعان والموافقة لأنها الحل الأمثل للأزمة ، وبين هذا وذاك تجد الناس وقد أصابهم اليأس من إيجاد الحل ! وفوق همّهم وأزمتهم وصراعهم مع الطبيعة وارتفاع درجات الحرارة واستماعهم لتصريحات المسؤولين نجد سطوة أصحاب المولدات وتحكّمهم بأقدار المواطنين وأعصابهم في أوقات القطع والإيصال، حيث ارتفاع أسعار الامبيرات وتقديم الأعذار والحجج الواهية بعدم وجود الديزل للتشغيل وتحديد أوقات معينة من المحتمل أن لا تنقطع الكهرباء الوطنية ساعتها ! حقاً لو أن المليارات التي صُرفت لأجل تحسين الكهرباء صُرفت بشكلٍ نزيهٍ وبإخلاص وانتماء حقيقي للناس والوطن لانتهت هذه الأزمة منذ زمن بعيد و لنُنتج الكثير منها ، بل ونصدّر الفائض حقاً . لكن مَن يستمع لما يقال ؟! ومَن يقرأ ما يُكتب ؟! ومَن يستجيب لصوت الناس؟! والأكثر حقيقة مَن يمتلك ضميراً صاحياً لينهي أزمةً صارت تأكل وتشرب معنا وتؤرقنا ليلاً ونهاراً ، وينقذَ الناس من سندان الكهرباء ومطرقة أصحاب المولدات كل يوم؟!


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى