Sliderجاليات

عراقي يجد حياة جديدة في استراليا

عمل المترجم العراقي عصام حمودي مع قوات امريكية وبريطانية واسترالية في العراق خلال خمس سنوات مما اسفر عن تلقيه تهديدات لحياته من جماعات مسلحة. وبعد مرور عامين على طلبات للحصول على تاشيرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، منحته استراليا بشكل عاجل وضع الاقامة الدائمة في يونيو/حزيران 2008 . ويروي عصام (28 عاما) التقدم الذي احرزه في استراليا وما تركه وراءه وخططه للمستقبل: “اذا كنت تحدثت الي في نفس الوقت العام الماضي، كنت ستخاطب شخصا مختلفا. لقد قضيت الاثني عشر شهرا الماضية في التعرف على المكان. انه شيء كبير ان تفهم الناس وتتعلم نظام النقل وتعرف طريقك في الجوار. كان وقتا جيدا كذلك للتفكير في ما حدث لي كنت اتعافى من الارهاب، وازددت الوزن الذي فقدته. حتى وصلت الى استراليا كانت عملية طويلة جدا. تقدمت بطلبات للحصول على تاشيرة بريطانية وامريكية. ثم تلقيت رسالة بالبريد الالكتروني من الاستراليين يطلبون مني التقدم للحصول على تاشيرة. ذهبت لاجراء مقابلة يوم 14 مايو/ايار وبعد ذلك بعشرة ايام قبلت. وصلت الى استراليا بصحبة حوالي 30 مترجما عراقيا اخرين يوم 7 يونيو/حزيران. كان الامر مذهلا، تقريبا اسرع من اللازم! عملت مع الامريكيين والبريطانيين اكثر من عملي مع الاستراليين، لذا لم يخطر ببالي على الاطلاق التقدم بطلب للمجيء الى هنا. بدأت اتلقى تهديدات في عام 2006 . مكثت في المنزل طوال ستة اشهر. عندما استأنفت العمل عادت التهديدات من جديد، لذا ففي العامين الاخيرين عملت بشكل متقطع. ذاكرتي عن هذه الفترة ليست واضحة بالكامل، انا اكره هذه الفترة من حياتي. تلقيت الكثير من رسائل التهديد، وبدأت اتخلص منها. جيش المهدي بعث لي بخطابات كان بداخلها رصاصات، كان بداخلها سكين. كتبوا عبارات في كل مساحة من بوابة منزل والدي. غيرت الشريحة في هاتفي المحمول مرتين، لكن بمجرد ان تذكر الرقم الجديد لعدد من الاصدقاء، يذهب في كل مكان. احتفظت باسلحة في غرفة نومي بمنزل والدي كالجندي. انا في العادة نشيط، احب الخروج لرؤية الاصدقاء، والتنزه سيرا على الاقدام. لكن في بعض الاحيان حاول والدي وشقيقي الاكبر الحفاظ على حياتي بسجني في المنزل. في بعض الاحيان عندما كان يجب ان اخرج، كنت ارتدي سترة واقية من الرصاص. كنت اتوقع ان اتعرض لاطلاق نار وانا اقود السيارة او احتسي القهوة.
كنت قد خطبت فتاة، لكن بعد ما حدث فسخت اسرة خطيبتي الخطبة. لم يرغبوا في ان تكون ابنتهم مخطوبة لشخص ميت. كان الامر مؤكدا، فقط مسألة وقت. في سيدني، حصلنا على مساعدة كبيرة. حضرنا دورة تدريبية في الامن وتطوعنا للعمل كحراس امن. نحصل على مساعدة حكومية تصل الى 1010 دولارات استرالية (835 دولارا امريكيا) شهريا. اقترح علي عراقي التقيته هنا ان اقدم مساعدة عند بوابات مركز كوين فيكتوريا للتسوق. كان هذا الامر جيدا جدا بالنسبة لي، حيث انتشلني من مجرد الجلوس داخل غرفتي وساعدني على فهم الشعب الاسترالي بدرجة اكبر. اعيش حاليا مع شخص عراقي من بلدتي السماوة. كنا قد التقينا هناك لفترة وجيزة عندما كان يعمل صحفيا، بالرغم من اننا لم نكن على معرفة وثيقة.
ثم التقينا في الفندق في سيدني ونحن الان مثل الاخوة. وانا الان ابدأ حياتي. لدي شهادة في علوم الكمبيوتر لكني ارغب في الانتقال الى الهندسة المدنية. اذا اجتزت اختبار الحصول على شهادة اجادة للانجليزية وحصلت على مكان، ستدفع الحكومة الاسترالية تكاليف دراستي في الجامعة. سابقى هنا وارد الاموال لهم. لا استطيع ان اخبرك عن مدى طيبة الحكومة الاسترالية. كانوا داعمين جدا، انا عاجز عن الكلام. والناس في استراليا يعاملونك بلطف جدا. كنت اعتقد اني ساواجه تمييزا بسبب لوني او شيء من هذا القبيل. لكن هنا، الجميع متساوون، هذا يسعدني جدا! بالطبع افتقد اسرتي، اشقائي في العراق. انها فجوة ضخمة داخلي لا تستطيع المكالمات الهاتفية ان تملأها. احيانا تحتاج ان تشعر بهم ماديا. لكني حصلت على فرصة كبيرة هنا. حصولي على الشهادة سيستغرق اربعة اعوام ثم ساعمل هنا لمدة عشرة اعوام او 15 عاما. بعد ذلك ساعود الى العراق لكي اعيد بناء بلدي”.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى