نص للشاعرة لينا كنجراوي
سوريا – اللاذقية
على الطريق بيننا 
يا صديقة
متاريس َ من الأسرار
و مواويل َ 
من أيامنا العتيقة تضجُّ بالألوانِ تارةً
و مرّاتٍ تزقزقُ فيها
عصافيرُ الوحدةِ الأنيقة
أعشقها دياركم
محفورةٌ على حيطانها
كراريسَ أفكارنا البريئة 
و على الأريكة ِ هنا
تصدحُ ثرثراتنا الزاهية
بما عُرِفَ 
و ما لم يُعرَف
من خربشاتنا الواهية
في سراديب ِ كانونتنا 
و تلافيفِ أشرعتنا
على صدرِ أمواجِ حياةٍ
أرهقتنا 
قدر ما أفرحتنا
و لأنني حريصةٌ 
على تلك الوشائج
و أعرف طبعَ الخلائق
أبقيتُ على تلك المسافةِ
بيني و بينكِ
عبّدتها 
بياسمين النوايا الطيبة
و فرشتُ أروقتها
بذبذبات المحبة
نفثتُ لوحدي
دخان َ تعبي
و أودعتُ خرائبي
تحت بلاطةِ قوّتي
حرصاً على دربك ِ
ألّا يبتعد عن دربي
فمن يدري…؟
ماذا تهمسُ لك 
ذاتَ غفلةٍ 
المصلحة ؟
و ماذا لو أشعلتْ 
نار الغيرة ِ
في قلبكِ 
لي مقبرة ؟
لا تشوحي بناظريكِ
عن ظنونٍ مكررة
شهدناها 
في حكايا المغفرة
… أقول هذا 
و كلّي يقين 
بروعة مسافة الأمان
بين المحبين
فلا يكون ارتطام
و لا يؤلمنا صدام
لأجل تفاهاتٍ مقفرة
من جدوى الحياةِ
و المسرة
أحببتكُ دوماً يا صديقتي
و هذه هي العبرة





