ثقافة وفنون

قصة قصيرة للأطفال – (قنفوذ يلعب الكرة ) /عبدالامير المجر

 عبد الامير المجر 
كان قنفوذ مع أمه حين عادا من السوق ومرّا قرب ساحة للعب كرة القدم، وشاهد الأطفال يلعبون بالكرة المرقّطة بالأبيض والأحمر ويرتدون ملابس جميلة زاهية، فقال لأمه إنه يريد أن يلعب معهم ..
قالت له أمه غدا أشتري لك ملابس رياضية وحذاء لكي تلعب … في اليوم التالي كان قنفوذ يتقافز فرحا حين أكمل بمساعدة أمه إرتداء ملابسه الرياضية، وانطلق مسرعا الى الساحة التي كانت تجري فيها مباراة بين فريق محلتهم وفريق من محلة مجاورة، وما أن وصل حتى وجد الجمهور محتشدا على الجانبين يتفرج ولم يكن هناك منفذا للدخول، لكنه وجد فتحة صغيرة دخل منها وصار أمام الساحة واللاّعبين، فإندفع وراء الكرة التي كان هناك لاعبان من الفريقين يراوغان بعضهما للحصول عليها .. لكن ضجة حصلت في الملعب والحكم اطلق صفارته معلنا ايقاف المباراة والضحك راح يتعالى على قنفوذ الذي دخل الساحة بملابسه التي لاتشبه ملابس أي من الفريقين.
تقدم الحكم نحوه وامسك به بغضب وقال؛ من سمح لك بالدخول، أنت لاتنتمي لأي من الفريقين!
رد قنفوذ: أريد أن ألعب معكم، وأمي إشترت لي هذه الملابس والحذاء وأرسلتني للساحة ..!!
ازداد ضحك المتفرجين، فشعر قنفوذ بالخجل .. لكن السيد دب مسؤول المحلة الذي كان حاضرا يرعى المباراة، طلب إحضار قنفوذ الذي جاءه حانيا رأسه من شدة الخجل والحرج، مدّ السيد دب يده ومسح رأس قنفوذ وقال له بلطف: أنت ولد رائع ياقنفوذ.. أنت لديك طموح وستكون لاعبا ممتازا، لكن مباراة اليوم تجري بين فريق محلتنا وفريق المحلة المجاورة، واللاّعبين تم اختيارهم من بين ابناء المحلتين ليمثلوهما في هذه المباراة ..
قال قنفوذ : انا آسف سيدي لم أكن أعرف ذلك ..
قال السيد دب .. أحسنت قنفوذ ، هذا لأنك مهذب وتحترم الإصول … ثم التفت الى أحد مساعديه وقال له، غدا أريد قنفوذ يلعب ويتدرب ليكون في المباراة القادمة مع الفريق الذي سيلعب مع المحلة الأخرى.
فرح قنفوذ وقال؛ أحقا سيدي ؟! أنا أشعر بسعادة كبيرة وأمي ستفرح كثيرا ..
ضحك السيد دب وقال؛ نعم ستعلب وتتدرب وسأشاهدك في المباراة القادمة، لأنك ولد مهذب وتحب لعب الكرة.
وبعد أن تدرب قنفوذ مع لاعبي فريق المحلة وراح يحفظ وينفذ التوجيهات، توقع له المدرب ان يكون نجما في المباراة القادمة .. فزاد من حماس قنفوذ هذ الإطراء وراح يلتزم أكثر بتعليمات مدربه .. وبعد أن أقيمت المباراة كان قنفوذ في خط الهجوم .. وقد أظهر براعة في اللعب وسجل ثلاثة أهداف، جعلت الجمهور يهتف بإسمه.
تقدمت أمه التي كانت حاضرة تشاهد المباراة، من السيد دب وشكرته لرعايته وتشجيعه ابنها.
وهكذا صار قنفوذ أشهر لاعب كرة في المحلة وأبرز نجوم فريقها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى