تحقيقات

الطلاق ظاهرة أجتماعية خطيرة والاطفال هم اول الضحايا!

 كانبيرا / وطن برس اونلاين :

 يعد الطلاق من أهم  المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تواجه المجتمعات والاسرة على حد سواء ، واياً كان السبب في الانفصال سواء من الزوج أو الزوجه الاأن النتيجة واحدة وهي الضياع  والتشتت الاسري وبالاخص بين الابناء والاطفال الذين هم  بحاجة الى الرعاية والحنان من الابوين معاً ، والديانات السماوية أبغضت الطلاق فقد قال الرسول الكريم محمد ( ص ) : ( أبغض الحلال الى الله هو الطلاق ) ، وفي الديانة المسيحية يكون الزواج لاخر العمر ويحرم الطلاق الالعلة ( الزنى ) فالذي يجمعه الرب لايفرقه انسان ، ومع هذا فأن هناك عدد كبير من المسيحيين يسعون الى الطلاق .

* أسباب الطلاق :

وللطلاق عدة أسباب منها دينية وأجتماعية ونفسية وجنسية ومادية ، أضافة الى الملل الزوجي وسهوله التغيير وايجاد البديل والبحث عن الذات والانانيه من قبل الطرفين ولعل الخيانة الزوجية واحدة من الاسباب الرئسية للطلاق فضلاً عن عدم التوافق بين الزوجين ويشمل التوافق الفكري وتوافق الشخصيه والطباع والانسجام الروحي والعاطفي وعمل الزوجه خارج البيت وهذا من شأنه أن يخلق بعض المشاكل كأهمال المرأه لبيتها أو الخلاف حول راتبها اذا كانت الزوجة عاملة وليست ربة بيت .
ورغم أن الطلاق قد يسبب أزمة نفسيه للمرآة  جراء وضعها الجديد كمطلقه لاسيما في المجتمعات الشرقية والمحافظة ، الا أن لابد من الاشاره الى أن الرجل المطلق  يتعرض هو الاخر الى مشاكل نفسيه وأجتماعيه صعبة وربما اكثر حدة من المرآة  فهو يعيش حالة من الحرمان الاسري بشكل عام .
* علاج ظاهره الطلاق:
مع تطور الزمن  والتعقيدات الحياتية اليومية  تجعل نسبة الطلاق في تزايد مستمر ، ومع هذا فهناك عدد  من الامور لعلاج هذه الظاهرة الاجتماعية ، ومنها الاختيارالمناسب للرجل والمرأة ، والتزود بالمعلومات عن الحياة الزوجية من ثقافة شرعية وواقعية ،  والالتزام بالمودة والمحبة بين الزوجين والاحتكام لشريعة الله عند كل خلاف يقع بين الزوجين ، فقد ذكر القرآن في كتابه الكريم من سورة النساء : ” فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ” ، ومن النصوص الموجهه للمرأه ” ايما أمرأه ماتت وزوجها عنها راضي دخلت الجنه ” رواه النسائي  ، و” لاتؤدي المرآة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ” رواه ابو داود .
* الحكمه من الطلاق:
بما أن شرع الله أقر بالطلاق كأبغض الحلال فلا شك بأن هنالك حكمة للطلاق وباعتقادي أن الطلاق أشبه العلاج بالكي حيث يكون العلاج
بالكي  كأخر الحلول فأذن الطلاق هو حل وعلاج لأفة اجتماعية وهي التعاسة في الحياة الزوجية التي قد تصل احيانا الى تعرض احد الطرفين  للضرب والاهانات من الطرف الاخر ، وهذا ما يجعل استحالة الاستمرار في الحياة الزوجية وطلب الطلاق كحل نهائي لان عش الزوجيه  يصبح بدون قيمة والازواج لايجمعهم سوى جدران ذلك البيت الذي يعيشان فيه فعندها يكون الطلاق هو الحل المناسب للطرفين .
واعتقد بان الاختيار غير المناسب من البداية والتسرع في أختيار كل من الرجل والمرأه للشخص الذي سيرتبط به هو الاهم فأ لاختيار الصحيح رغم صعوبته  لكنه الحل الوحيد لتجنب الطلاق لاسمح الله والاهم من هذا التوفيق من الله  والنيات الصادقة من طرفي الزواج وهما الرجل والمرآة على حد سواء . والاختيار المناسب هو تقارب الاعمار وتقارب الافكار والمستوى الثقافي و تقارب البيئه وتقارب العادات وطابع الحياة .
* نتائج الطلاق على الاسرة:
أن للطلاق نتائج اجتماعيه ونفسيه خطيره على الاسرة والمجتمع بشكل عام، ومنها تشرد الاطفال وفقدانهم على الاقل لركيزه اساسيه من الركائز تبني عليها حياة الطفل الموازنه ، هذا أن لم يفقدوا الركيزتين معاً فيب

قى الاطفال يعانون من النقص الذي لايمكن تعويضه في حياتهم .
* وللطلاق حكايات:
وخلال كتابة هذا التحقيق استذكرت بعض القصص التي رأيتها وعشت تفاصليها كشاهد عيان واود هنا نقلها اليكم لتكون عبرة في هذه الحياة ، وانقل لكم هذه الحكاية قبل 25 عاماً كنت حينذاك صغيرة حيث كان عمري (15) عاماً ، وادرس في الصف الرابع العام ( الاعدايه ) وأذا بخالي ( ابو محمد ) يحل علينا ضيفاً قادم من ايطاليا  ويحمل شهادة الماجستير في الهندسه المعمارية وكان عمره أنذاك (37) عاماً أنذاك وكان وسيماً جداً وسكن معنا لفترة من الزمن وكنا نحن عائله تتكون من (9) بنات اضافة الى والدي ( رحمه الله ) ووالدتي .
وبعد مرور اشهر قرر خالي الوسيم أن يتزوج وكان قراره أن يتزوج من فتاة  لايتجاوز عمرها ( 15-16) ، وكان فارق العمر كبيراً بينهما وبدأت ووالدتي وأختي الكبيرة التي كانت تدرس حينذاك في الجامعه يبحثون عن زوجة مناسبة لخالي وكان لبنات جيراننا الحلوات حصة ، ولكن كان خالي يرفض كل من نريد أن نخطبها له حيث احتارت والدتي وقالت : له اختر فأنت صاحب القرار وفعلاً بعد ايام قليله وجد العروسه المناسبة وهي نفس المرأة التي لايتجاوز عمرها 15 ربيعاً  وكان قد خطب أمها ولم تتم القسمه لكونه كان يريد أن يكمل دراسته ثم بعد أن اكمل دراسته العليا فكر أن يتقدم لخطبة بنتها. ورغم النصائح تزوج خالي من هذه الفتاة رغما عن انف الجميع .
ومرت الايام والسنوات رزق خلالها اربع اطفال وبعد تسع سنوات
أصبح عمر خالي ( 45 ) عاماً بدأت المشاكل الزوجية وفارق العمر والمستوى الدراسي وبدأ خالي يشعر بالندم ( جراء غلطة العمر)  ولكن ( بعد ماوقع الفاس بالراس ) ويروي خالي ذكريات تلك الايام فيقول : لم أنسى قول أحد الماره حين كنت نخرج للتسوق معاً حين قال لزوجتي ( طليقتي حالياً )  بأن والدك يناديك ، وهو بالاحرى زوجها واصبحت حياتهم كالجحيم حيث قررا الانفصال رغم  تدخل الاهل والاقارب باصلاح ذات البين ولكن كل الوساطات ذهبت سدى  وقرر خالي العيش  باأمان واستقرار حيث ذهب الى دولة مجاورة ، وترك العراق وأطفاله الاربعه و تزوج مرة ثانيه من أمرآه تبلغ من العمر (39) عاماً لكي يستقر معها وانجب منها ولد وبنت ويعيش الان بسعادة ويتواصل مع اولاده الاربعة من زوجته السابقة اتصلت بخالي وقلت له كيف هي زوجتك الاخرى قال لي 🙁 عندما يكون الاختيار صحيح سيكون زواجي ناجح ) وانا سعيد جداً لهذا الزواج و اعيش حياة هادئه مستقره حيث عادلت شهادتي الدراسية وبدأت العمل في مجال الهندسة المعمارية ،  وقلت له أنا بصدد كتابة موضوع عن الطلاق وارغب بنشر قصتك هذه فضحك وقال لي ماذا تريدني ان افعل لقد اصبح كل شئ  من الماضي والان انا اعتز فقط بأولادي الاربعه فأنا احبهم كثيراً وهم على تواصل معي والحمد الله وانا أتمنى أن يعيشوا معي هنا ولكن
لاختلاف اللغه والبيئة من الامور المهمة وأنا لم اقصر م

عهم من الناحيه الماديه وهم يعيشون مع ووالدتهم التي لم تتزوج لحد
الان وقد اغلقت التلفون وضحكت وقلت في نفسي يجب ان يكون ( الاختيار صحيحاً ) ولكن ماذنب زوجته الاولى التي عاشت لتربي الاولاد الاربعه في العراق ذنبها أنها تزوجت رجل أكبر من عمرها ( 18) عاماً اترك الحكم لكم لكي تحكموا بالعدل ولكن رأي من خلال خبرتي والاحداث التي مرت خلال تواجدي في العراق  أن الغلطة يتحملها الطرفين .
* وفي سدني حكايات للطلاق :
وفي سدني لنا مع الطلاق حكايات فبعد وصولي هنا قبل اربع سنوات التقيت بأحدى الصديقات من العراق وقالت لي بالحرف الواحد : ( يجب أن لاتسألي أي أحد هنا عن وضعه الاجتماعي ولا عن عمره ولا عن راتبه فقلت لها لماذا ؟ قالت : لان هذه شؤون خاصه والناس هنا لايريدون أن يذكروا لك شئ عن  حياتهم الخاصة .
وذات يوم كنت مدعوة في سفرة مع مجموعة من الصديقات وكان المدعوين من النساء والاطفال  ( ولاوجود للرجال ) استغربت كثيراً ولكن لاأستطيع أن أسأل ، ولكن ( فضولي الصحفي ) دفعني الى الحديث والسؤال ، فقلت  لصديقتي:   أين أزواج صديقاتك ؟ فقالت ماذا قلت لك البارحه ارجوا أن لاتسألي عن حياتهم الشخصيه قلت لها اريد أن أتعرف عليهم وأكون صداقه حميمه مع ابناء بلدي .
ولكن لم تجيبني وبدأت حائره وبدأ الفضول الصحفي يقتلني وعزمت امري للتعرف  عليهم بطريقتي الخاصه وفعلاً  وبعد مرور بعض الوقت  استطعت ان أكسب أحدى الصديقات وتقربت منها وكانت شخصيه لطيفه ومن نفس مدينتي البصرة وقالت : لي جئت بمعامله زواج الى استراليا وانجبت هنا طفلين ، وبعد مرور اربع سنوات قال لي باني غير جميله واهلي لم يقولوا لي هذا هو شكلك ، ولهذا السبب انفصلنا ، لم اقتنع بالسبب ، فهذا عذر غير كافي للطلاق .
*وللبنات سبب في الطلاق:
وأروي اليكم هذه القصه الواقعية في يوم من الايام ذهبت الى حفلة عرس  وجلست بجانبي  امرأه جميلة ولديها ست بنات جميلات فقلت : لها هؤلاء بناتك قالت: نعم قلت لها انشاء الله السابع يكون ولد قالت لي انا لا اريد زوجي قلت لها لماذا قالت ذهب الى العراق وتزوج من اخرى لكي تنجب له ولداً وانا لاأريده الأن نهائياً لأنه ( خان العشرة ) ومحبتي وقررت الانفصال عنه ولآن أنجاب البنات ليست مسؤوليتي فهي مسؤوليه الرجل فقلت لها نعم صدقت هذا صحيح من الناحيه العلميه وذهبت بعيده عنها وودعتها وانتهى ذلك اليوم

وجئت الى البيت حزينه بما سمعت .
* ( فاتن ) صديقه اخرى تعرفت عليها هنا في فيرفيلد انفصلت عن زوجها بسبب أدمان زوجها على  ( البوكر مشين ) وقالت بحزن أنجبت منه ولدين ، لكنه حطمني ومزق اعصابي وضيع شبابي وتحطمت بمعنى الكلمه ثم أجهشت بالبكاء ، ثم قالت كان عندي بيت جميل بالعراق بعته وحملت حقائبي وخرجت الى عمان ومن ثم الى استراليا وعندما وصلنا كان أصدقاء السوء لهم دور في تحطيمي حيث بدأ يتردد على هذه الاماكن وكانت النتيجه هو فقداني كل ما أملك ولم أعمل شيء بالمبلغ الذي كان معي ولذلك قررت الطلاق والانفصال عنه نهائياً دون عوده وأنا اليوم اعيش بهدوء وسلام في هذه القاره البعيد ة.
* وحدثتني صديقتي ( ام ليث )  عن حالة أحدى صديقاتها جاءت ( معامله زواج ) ولكن اكتشفت ان زوجها عنده ( حاله نفسيه ) اقرب الى الجنون ، ومع هذا قررت ان تعيش  وانجبت منه طفلين  وبعد مرور ثلاث سنوات انفصلت عنه وهي مرتاحه الان ولقد هيأت لها الحكومه الاستراليه بيتاً هي وطفليها وهي تعيش حياة مستقره .
* مسك الختام :
الحديث عن الطلاق يطول وانا لااريد أن أطيل عليكم أكثر واريد أن اقول أن التفاهم بين الزوجين وسماع أحدهم رأي الاخر والتعاون بينهم في كل شيء يحقق لهم الانسجام والموده ولاننسى ان  الرجل مخلوق لطيف يجب التعامل معه بكل احساس وحنيه  مثلما كانت تفعل( امهاتنا ايام زمان) حيث كانت مشاكلهم بسيطة مثل حياتهم وينجبون ( درزن من الاولاد )  وحياتهم الزوجية يسودها الحب والوئام ، وخلاصة الموضوع ان التعاون بين الرجل والمرآة والتوافق بينهما  كفيل بعدم وقوع أبغض الحلال الى الله وهو الطلاق وكذلك يجب علينا أن نحسن أختيار شريك حياتنا منذ البدايه ، ثم الالتزام
بضوابط حسن المعاشرة ومد جسور الود والثقه والحرص على فهم الطرف المقابل فهماُ صحيحاً وان يعرف الزوج والزوجه واجباتهما ومسؤولياتهما وان يلتزم كل طرف بما له وما عليه وان تقام حدود الله في بيوتنا وان نحل مشاكلنا بهدوء ورويه وبأسلوب منطقي .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى