Sliderجاليات

باحثان عراقيان يطوران لقاحاً لحماية صناعة الماشية في استراليا

المصدر /SBS عربي

توصل باحثان عراقيان في جامعة أديلايد الى المراحل النهائية في تطوير لقاح ضد داء “المايكوبلازما- الفطريات” لحماية صناعة الماشية الاسترالية من الأمراض التنفسية. والمايكوبلازما هو مرض تنفسي مستعصي يصيب الماشية ويسبب أضرارًا اقتصادية كبيرة للمزارعين.
وتقول د. ميادة حسون في مقابلة مع أس بي أس عربي24 إن المايكوبلازما هي من أكثر “الكائنات المجهرية التي تسبب مشاكل في الماشية، لذا فإن تطوير لقاح مضاد لها هو من أهم الجوانب التي تعمل عليها صناعة الماشية في أستراليا.”

والباحث د. ماجد الصايغ وزوجته د. ميادة حسون هما باحثان عراقيان مختصان في مجال تطوير اللقاحات للفيروسات التي تصيب الثروة الحيوانية وخاصة الماشية.

وصل الباحثان إلى استراليا في عام 2018 بناء على طلب من جامعة اديلايد بعد تقديمها مقترح بحث يقوم على المشاركة في مشروع بحثي على الماشية لتطوير لقاح مضاد للمايكوبلازما.

وتضيف الدكتورة ميادة حسون المختصة في علم الفيروسات وزراعة الأنسجة إن الجامعة استفادت من خبرتها في زراعة الانسجة خلال العمل في هذا المشروع البحثي.

وكان النجاح في استزراع الكائن المجهري مختبرياً المرحلة الأولى التي مهدت للعمل على اللقاح.
ويقول د. ماجد الصائغ إن المرحلة الثانية تمثلت بدراسة مدى مقاومة هذا الكائن المجهري للمضادات الحيوية.

“باشرنا بتطوير طرق خاصة لعزل هذا الكائن المجهري من أجل إخضاعه للدراسة فيما يخص مقاومته للمضادات الحيوية.”

ويضيف د. ماجد الصائغ إن الأمر أستغرق حوالي السنة للوصول الى مرحلة التدقيق في مقاومة الكائن المجهري للمضادات الحيوية.

وبالفعل نجح الباحثان في نشر أول بحث في استراليا حول عزل الكائن المجهري “المايكوبلازما.”
ولم يتوقف البحث عند هذا الحد بل باشر الباحثان، كما يقول د. ماجد الصائغ، بدراسة الهندسة الجينية لهذا الكائن المجهري من أجل معرفة نوع “العترة” المناسبة التي يمكن استخدامها في استراليا حتى تعطي مناعة قوية للماشية مما يخلصها من هذا المرض مستقبلاً.

وتعود الصعوبة في السيطرة على هذا المرض في الماشية إلى أنه يتكون من مجموعة من المسببات المرضية.

وهنا تقول د. ميادة حسون إن “مجموعة المسببات المرضية تبدأ باصابة فيروسية عادة وتنتهي باصابة ثانوية بكتيرية من بينها الاصابة بالمايكروبلازما.”

وبحسب الباحثان الذين يمثلان جامعة أديلايد، فأن الفريق البحثي الذي يعمل على المشروع يضم أيضاً فريق من جامعة التكنلوجيا في سيدني ومختبرات “أيس” في فيكتوريا.

وتشير د. ميادة حسون إلى أن البحث الذي بدأ عام 2019 حول تطوير اللقاح وصل الآن إلى المراحل النهائية في تحضير هذا اللقاح.

وتوضح الباحثة “إننا عملنا على إنجاز “بنك إحيائي” من أنواع المايكروبلازما التي عزلناها هنا في أستراليا والتي تسبب مرض التهاب الجهاز التنفسي للابقار.
ويؤكد د. ماجد الصائغ أن العمل الآن ينصب على تطوير لقاح أسترالي من “عزلات وعترات” عُزلت في أستراليا وبالتحديد في جامعة أديلايد وفي مختبرات “أيس” في فيكتوريا، مشيرا إلى أن ذلك “هو العمل الجديد الذي نقوم به.”

ويشير إلى أنهم يعملون حالياً على دراسة المقاومة للمضادات الحيوية لهذه المسببات المرضية لأن ذلك هو الجزء المهم في العلاقة بين الانسان والحيوان لأن الأبقار من الحيوانات الانتاجية التي يستهلكها البشر.
ويؤكد د. ماجد أن “أخطر الفيروسات التي أصيب بها الانسان هي عبارة عن الفيروسات التي تنتقل من خلال الحيوانات.”

ويضيف “إن الدليل على ذلك واضح من خلال فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي انتقل إلى البشر.”

ويرى د. ماجد الصائغ ضرورةَ وضع خطط مستقبلية لامراض معينة متوقعة خاصة وأن البحوث “تذكر إنه بحلول عام 2050 فأن البكتيريا ستطور مقاومة للمضادات الحيوية المتوفرة سواء للحيوان أو للأنسان.”
ويقول إنه في فترة زمنية منظورة يمكن أن “نرى أمراضاً لا يتم الشفاء منها حتى وأن تم تناول المضادات الحيوية.

ويضيف “إن هدفنا ليس وقف مقاومة الكائنات المجهرية للمضادات الحيوية بل تعطيلها وتأخيرها.”

ويتفق الباحثان على أن الجامعة توفر لهما كل السبل والتسهيلات لإجراء بحوثهما، لكن د. ميادة حسون تقول إنها تأمل من دائرة الهجرة أن تحل وضع تأشيرتهما في أستراليا وأن يتم منح العائلة الاقامة الدائمة. وتضيف أن العائلة ما زالت على الاقامة المؤقتة مما لا يوفر الاستقرار للعائلة ويتيح للباحثين “التركيز الكامل على بحوثهما على الثروة الحيوانية.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى