Sliderالشرق الأوسط

غزة… وسرقة “القرن”!

بقلم: أ. د/ عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

غزة هي مدينة في قطاع غزة،  والقطاع في فلسطين ،  وفلسطين هي دولة من دول الشرق الأوسط والشرق الأوسط كان يتبع لولاية الشام أو بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) أيام الخلافة (الدولة) العثمانية – القسطنطينية (تركيا) والتي خاضت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وسقطت في العام 1924 على أيدي بريطانيا وفرنسا وحلفائهم.

الحروب بين الشعوب والأمم موجودة منذ القدم أو ربما منذ بدء الخليقة حيث قتل (قابيل) أخاه (هابيل) ولا أحد يعلم تمام ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك تحديد، ولكن من خلاصات التاريخ واستنتاجات الأحداث أن الحروب أو التقتيل والدمار مردها لأحد العوامل أو كلها: الطمع أو الزعامة (السيطرة والنفوذ) أو حتى سلب أو سرقة الحلال (الأرض والماشية والنساء) (وربما هناك أسباب خاصة!)، فبعد الحرب انتقمت بريطانيا وفرنسا مما كان يسمى بدولة الخلافة وهي امتداد للحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية والتي طالت أوروبا وربما تركت الأثر السيئ عند الغرب وحتى يومنا هذا وذلك باستعمار منطقة الشرق الأوسط واستعباد مواطنيها وذلك بعد تقسيمها بين الدولتين العظمتين (بالإضافة إلى إيطاليا) في تلك الحقبة من الزمان.

في العام 1948 قامت بريطانيا (وبدون وجهة حق) بتغيير التركيبة السكانية لدولة فلسطين (5 % فقط من الفلسطينيين اليهود) لصالح ما سمي لاحقا بالكيان الغاصب وزرعه في وسط منطقة الشرق الأوسط ليخدم مصالح الغرب (بريطانيا وفرنسا وأمريكا ومن ثم الدول الحليفة والمؤيدة لها من دول العالم الأخرى)، ومع تجدد الصراعات العالمية مرة أخرى على إعادة تقاسم النفوذ السياسي والاقتصادي والجغرافي بين الدولتين العظمتين (أمريكا وروسيا) كانت الأعين هذه المرة على منطقة الشرق الأوسط وخصوصا بعد ظهور كميات هائلة من النفط والغاز والمعادن والموارد الطبيعية الأخرى ولنا العديد من الأمثلة العالمية والتي أظهرت التصارع على مواطن الثروات (خط باكو – جهان النفطي في بحر قزوين) وثروات دارفور المخبئة تحت الأرض في السودان وحقول كركوك في العراق وغيرها الكثير حيث تمركزت القواعد اللوجستية والعسكرية لكل معسكر من الدول الكبرى (أمريكا/ روسيا/ بريطانيا/ فرنسا والصين وبعض دول أوروبا الأخرى).

المشهد السياسي اليوم تم التخطيط له منذ سنوات ومنذ أن تم رسم العلم للكيان الغاصب (الخطين الأزرقين- من النيل للفرات) وإن كانت البدايات له من فلسطين المحتلة والمتآمر عليها من قبل بريطانيا وأوروبا اللتين أرادتا التخلص من أصحاب تلك العقيدة أو الجالية المفسدة واللتين سيطرتا على جميع الموارد وتركتا مواطنيهم عبيدا للمال والإعلام والشهوات وقد ظهر هذا جليا حين رفع رئيس وزرائهم الحالي خارطة الشرق الأوسط الجديد في مقر الأمم المتحدة (والتابعة لهم) مؤخرا ليتحدى العالم أجمع بأننا سنحقق مشروعنا أو نبوءتنا بالتوسع وبالقوة شاء من شاء وأبى من أبى!

الموقف اليوم سيشهد حربا أو حروبا إقليمية وعالمية لتضارب مصالح المغتصبين (أو اللصوص) فالولايات المتحدة تريد أن تسيطر على المنطقة وتوسع من نفوذها وتسرق ثرواتها وتستعبد شعوبها قبل أن تذهب لصالح الصين أو روسيا (خصوصا بعد تهديد بعض الدول الخليجية الذهاب شرقا)، أما الكيان الغاصب وعلى الرغم من استخدامه من قبل الولايات المتحدة لتنفيذ هذه المهمة باعتباره (البلطجي المسلح والمزروع في وسط المنطقة استراتيجيا) فأنه سيمرر مشروعه التوسعي لإقامة دولته الكبرى ومشاريعه الترويجية الاقتصادية مع الدول الداعمة له (بالتقرب من العرب المخلصين لقضيته) والاستفادة من المال والسلاح والإعلام المقدم له لإقامة مشاريعه التوسعية في المنطقة كما أشهر مؤخرا عن القناة المائية (عوضا عن قناة السويس) والطريق الحريري التجاري البديل(… فلسطين… الهند… أوروبا…!) وما إلى ذلك.
في كل الحروب والصراعات هناك أمور ظاهرية (للتداول الشعبي) وأخرى باطنية (السياسيين والقادة) وكما شاهدنا في السابق فمثلا التصارع في أفغانستان بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا وكذلك كيف كذب العالم أجمع بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق (ملف البرادعي) وذلك لتدمير القطر العربي وإخراجه من موازين القوى العربية المساندة للقضية الفلسطينية (مصر والعراق وسوريا) وهذا ما سعى إليه الكيان الغاصب لينفرد ببقية الدول العربية وليرهبهم بالقوة العسكرية (التي لا تقهر!!!) مع بعض الحوافز الشهرية من الدولارات للمخلصين بعد أن فقدوا هيبتهم ووحدتهم وقد نجح الكيان وبالتعاون مع الرأسين الكبيرين (بريطانيا وأمريكا) في زرع الخلافات والانقسامات في جسم الأمة العربية والتي أصبحت لا تمت للعروبة (ملف جامعة الدول العربية – قسم القمم والمؤتمرات) بأي شكل.

أما غزة وما أدراك ما غزة! فهناك العديد من الأسئلة والتي جالت في خواطر/ مخيلة الكثير من الناس سواء من المراقبين والمحللين أو من عامة الناس، فظاهر الكلام أن حركة المقاومة في القطاع قد شنت حربا على الكيان وقتلت الأبرياء وقطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء وخطفت الرهائن في السابع من أكتوبر 2023 (وهذا ليس بجديد على أيدولوجية أصحاب العقائد الفاسدة في الكيان الصهيوني والتاريخ القديم والحديث يشهد بذلك) أما الحقيقة والتي أخفاها الكيان عن بعض أو كل المراقبين الدوليين أن الممارسات الهمجية والبربرية لهذا الكيان المسخ قد بدأت منذ قيامه- منظمات الإرهاب – الأرجون والهاجاناه (ملفات مناحيم بيجين وإسحاق شامير وموشي دايان وشارون وغيرهم من المجرمين الصهاينة – في مذابح دير ياسين والطنطورة وصبرا وشاتيلا واقتحام المسجد الأقصى ومخيم جنين وغيرها).

غزة اليوم هي المعقل الأخير في أطماع الكيان الغاصب فسواء كانت تمتلك الغاز الوفير في بحرها والبديل (عن روسيا) أو النفط والثروات أو الموقع الاستراتيجي والقريب من الدول العربية ذات الحدود القريبة أو المشتركة تمهيدا للخطوة التوسعية القادمة للكيان وحسب ما جاء في خريطة الشرق الأوسط الجديد أو لمجرد الرغبة في القتل والتشريد وترهيب الأهالي وتهجيرهم خارج وطنهم لأغراض استيطانية توسعية وحسب ما تملي عليهم معتقداتهم وكتبهم الدينية (المحرفة) إذ يعتبرون ما دونهم من ( القويم ) أو من فئة البهائم أو الدواب ولا يستحقون الحياة ويجب التخلص منهم (وخصوصا الأطفال حتى لا يكبروا وينتقموا) وقد جاءت الفرصة المناسبة لهم الآن حيث يقصفون ويقتلون بأيدي لصوص القرن وحتى يتفرق دماء وأشلاء الغزيون بين القبائل (أمريكا وبريطانيا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمخلصين من الأشقاء العرب!) لحشد التأييد الشرعي العالمي المتواطئ مع الاحتلال.
حفظ الله غزه وأهل غزه ورحم الله الشهداء والله المستعان.

Edshublaq5 @ gmail. com

المصدر / مجلة عرب استراليا / سدني 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى