ثقافة وفنون

مرثية: رحيلُ عبداللّه البصريّ…! للشاعر مسلم الطعان

شعر: مسلم الطعان
الإهداء: الى روح الصديق الوفي والأخ النقي الفنان الراحل عبدالله البصري رحمه الله
عبدُاللّه البَصريّ:
هذا الطفلُ الستينيّ
قبلَ بدايةِ هذا العامِ بيومٍ:
يترّجَلْ
ويطلقُ آخرَ كركرَةٍ بيضاءْ
عندَ الفجرِ
ويمضي دونَ وَداعٍ
وبلا نسمةِ طيفٍ:
تكحّلُ أجفانَ الأحبابْ
كانَ يمّني النفسَ بترابْ
يسكتُ جوعَ عينيهِ الجاحظتينِ
بجوارِ أبي ترابْ….!
عبدُاللّه البَصريّ:
ذاكرةٌ مثقلَةٌ بالأوجاع
تمطرُ عيناهُ دماً جَنوبيَّ الإيقاع
حينَ يرى شحّاذاً أتعبَهُ الجوع
يبكي بحرقَةِ قلبٍ مَفجوع
يبيعُ ملابسَهُ
كي يمسَحَ شَبَحَ الجوع:
عن وجهِ الشَحّاذِ الموجوع…!
عبداللّه البَصريّ:
إنجيلُ وفاءْ
ترتلُّ حروفَ عذوبتِهِ شفاهُ المقهى
في سيدني
الكرسيُّ الفارغُ يبكي بدموعٍ جمريَّة
رَحيلَ ( أبو الضحكاتِ البصريَّة)…!
عبدُاللّه البَصريّ:
في عمّانُ
في مقهى السنترالْ
كنا نجلسُ مَعاً
نتبادَلُ أنخابَ الأحزانْ
كنا نحلمُ ببساطِ الريح
يحملُنا صوبَ بحارِ المنفى
في سيدني:
غرقنا ببحور الحزنِ
وعدنا نحلمُ ببساطٍ آخر :
يرجعنا لذاتِ المقهى….!
عبدُاللّه البَصريّ:
هذا الطفلُ الستينيّ ُ المهمومْ
في بغداد ْ:
يجلسُ في مقهى أم كلثومْ
حزيناً كالمعتاد ْ
رغمَ محيّاه الضاحكِ دوماً
يعيدُ الذاكرةَ
ويقلّبُ أوراقَ العمرِ المَكلومْ
يقرأُ في سِفرِ الأوراد ْ:
وردةَ حلمٍ
خطفتها منهُ يَدُ الأوغاد ْ
يتنطّرُ خبراً يأتيه بعطرٍ منها
عبدُاللّه البَصريّ:
هذا الطفل ُ الستينيّ:
ينقلُ جَمرَةَ حُزنٍ أبديّ:
بينَ يَديهْ
الوردةُ تلكَ الناطرُها دهراً
و المغروسةُ موّالاً في شفتيهْ:
لن تأتيهْ…،
عبدُاللّه البَصريّ:
حَزيناً يَذبُلُ في بستانِ مآسيهْ….!
الأحد الموافق/1/1/2023
الساعة العاشرة
ليل سيدني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى