أخبار عالمية

الإجهاض ما بين التقدمية والإيمان

خالد عثمان – ملبورن

خالد عثمان
 1- قرار المحكمة العليا الامريكية الغت المحكمة الأمريكية العليا نهاية الاسبوع الماضي الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض وبذَلك فقدت ملايين النساء في الولايات المتحدة الحق القانوني في الإجهاض، بعد أن ألغت المحكمة العليا حكمًا صدر منذ 50 عامًا جعل الاجهاض آنذاك قانونيًا في جميع أنحاء البلاد. وكانت الحكمة قد ألغت القرار التاريخي المعروف باسم “رو ضد واد” والذي صدر عام 1973 ليكرس حق المرأة في الإجهاض وقالت إن بإمكان كل ولاية أن تسمح بالإجراء أو أن تقيده كما ترى، كما كان سائدا قبل السبعينات. وسيغير الحكم حقوق الإجهاض في أمريكا، حيث أصبح من حق كل ولاية على حدة حظر عملية الإجهاض.ومن المتوقع أن تفرض نصف الولايات الأمريكية قيودًا أو إجراءات حظر جديدة. القرار القضائي الامريكي مشبع بالسياسة وأتى لصالح تيار المحافظين ، ولنقل الحزب الجمهوري ، وكما قال الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب هو قرار من الله، واضاف ترمب بانه قد أوفى بوعده الانتخابي بابطال قانونية الإجهاض بتعيينه لقضاة محافظين ابان ولايته ، ولكن الغريب في الأمر بان هذا القرار يتوقع ان يصب في مصلحة الحزب الديمقراطي عند الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم لانه سيضمن مساندة التقديميون من النساء والمثيليون والحركات الانسوية عموماً.
2- وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ حسب ما جاء في تفاسير أهل السنة للآية فان العرب في الجاهلية كانوا يدفنون بناتهم خشية الفقر ، ولكن اذا تدبرنا الآية جيداً نجد ان المقصود هو ؤاد النفس البشرية أو إزهاق الروح، وفي الاديان الابراهيمية ومنها الاسلام لم يختلف الفقهاء في حكم الإجهاض بعد نفخ الروح، فقد أجمعوا على حرمة الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين ، وتشرع بعض المذاهب القتل عند اجهاض الجنين، وكذلك أجاز بعض الفقهاء الإجهاض في الأربعين يومًا الأولى من الحمل لعذر قوي إما لإنقاذ حياة المرأة أو إن كان الحمل من زنا أو اغتصاب. منطقياً يمثل الاجهاض بعد نفخ الروح في الجنين بمثابة قتل للنفس البشرية وهذا يتعارض القانون والدين، ولكن الاجهاض مثل الحركات النسوية والمثلية يأتي ضمن باقة من المحسنات للأفكار التقدمية والاشتراكية في الغرب. وتعد احزاب اليسار ويسار الوطن الناخبين بدعم حكومي وخدمات ميسرة كما ترفع لافتات حماية البئية والحد من مخاطر التغيير في المناخ وانبعاثات الكربون.
3- المهاجرون التقديميون العرب في المهاجر وتحديداً في بلاد الغرب نجدهم يدعمون الاحزاب اليسارية أو يسار الوسط ، مثل حزب الخضر في استراليا ، وهو حزب ينافح عن المثلية والحركات النسوية وفي نفس الوقت يدعم الطبقات الفقيرة وحقوق العمال، ونجد الدعم الغير مسبوق لهذا الحزب من المسلمين الذين يرفضون المثلية وحق الاجهاض، وفي نفس الوقت يرفض معظم المهاجرون المسلمون الاحزاب المحافظة اليمنية لاسباب اقتصادية فقط ، مع انها ننبنى أفكار شبيهة بالاسلام. هنا نجد التناقض ما بين الدين – العقيدة – وبين المصلحة ، من ناحية نجد ان الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية والترقي الى المناصب العليا في ادارة الدولة متاحة بصورة أفضل ضمن الاحزاب التقدمية ، بينما تهتم الاحزاب المحافظة اليمنية بالايمان والعقيدة ، لذلك لابد من معادلة للتصالح مع الذات مع مراعاة المكتسبات الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى