مقالات

أوقفوا الكاميرا الغبية

 

•    محمد رشيد

برنامج الكاميرا الخفية ابتكر لهدف واحد فقط هو إسعاد الناس ورسم ابتسامة على وجوههم لإزاحة التعب وكسر حالة الروتين اليومي, وهو برنامج عده البعض من البرامج الجميلة ودليلي هو ما نشاهده في القنوات الأجنبية كون المشرفين على هكذا برامج يفهمون جدا ما يقدمونه دون الإساءة للشخص الذي يكون فخا لبرنامج الكاميرا الخفية وغالبا ما يكون سعيدا بهذا الفخ الجميل.
في دولنا العربية اغلب الفنانين الذين لم يحققوا نجاحا في فن التمثيل يلجأون إلى برامج مثيرة للاستفزاز وهي أشبه بشخص يخلع جميع ثيابه في مكان محترم وهذا يعد سلوك مريض لتعويض نقص ما أو سد ثغرات فشلهم .

برامج الكاميرا الخفية التي اعنيها منها برنامج يستضيفون فيه فنانة أو فنان ويفاجأ الضيف بوجود أسد في باب المصعد, ومنها برنامج يضعون عبوة لاصقة في سيارة الضيف وأثناء مرورها أمام نقطة تفتيش يفاجأ الضيف بوجودها , وبرنامج آخر يستضيفون فيه فنانة أو فنان وأثناء ذهاب الضيف لمكان البرنامج وفي طريق خارجي ينصبون له فخ إرهابي تتم خلاله تعصيب عيونه وإطلاق عيارات نارية وانفجارات حقيقية تكسر زجاج السيارة وفي النهاية وبعد هذا الإرهاب المنظم  والخوف الذي يصدروه عنوة للضيف (الله يكون في عونه) من هذا الجهل والتخلف الذي مارسه عليه الجميع اعني (فريق العمل) بضمنهم مقدم البرنامج  يفاجأ بعد ان يوشك على الموت بأنه كاميرا خفية .
السؤال هو هل انتهت كل الأفكار والحكايات ولم يبق إلا الأسد أو العبوة اللاصقة أو الاطلاقات النارية والانفجارات التي هي سبب رئيس لمرض السكري والسكتة القلبية أو التبول اللاإرادي بسبب الخوف والإرهاب الذي يتعرض له  (الضيف المسكين)  وهو في طريقه للبرنامج (في نشوة من التأمل ) ليسعد المشاهدين في ضيافته .
هل يعلم المخرج ومعد ومقدم برنامج الكاميرا الخفية  ان الدول الحارة لا تتحمل مثل هكذا برامج من العيار الثقيل؟؟؟ والتي لا تصلح في البلدان الباردة بل وحتى المتجمدة وهذه حقيقية علمية كون ارتفاع درجة الحرارة في الدول مثل مصر والعراق والصومال والسودان يكون مزاج الإنسان فيها متوتر ولا يتحمل مزحة بسبب انزعاجه من ارتفاع درجة الحرارة .
أتمنى من القائمين على هكذا برامج الحد منها وإيقافها كونها سببت خسارات كبير معنوية ونفسية وصحية لعدد كبير من الفنانين (وهم يعرفون هذا جيدا) البعض منهم الغى الكثير من الحلقات كونهم اعني (كادر الكاميرا) تعرضوا إلى اهانات وضرب من قبل بعض الضيوف الذين تعرضوا للضرر . احد الأصدقاء اخبرني مرة : ان فنانة محترمة كانت فخا لواحدة من الحلقات أغمي عليها وتبولت بشكل لاإرادي وعلى إثرها نقلوها للمستشفى و…و…. الخ , اغلب المثقفين وحتى المشاهدين وصفوا مقدمي هكذا برامج بالمتخلفين والفاشلين والجهلة وهذا البرنامج لو عرض في البلدان الأوربية سوف يكون تحت طائلة القانون كون حقوق الإنسان  في دستورهم في وضع في المرتبة العليا وخط احمر لا يمكن التقرب إليه.
عن طريق الصدفة تابعت برامج استضافت بعض (ألهؤلاء) الذين يقدمون برامج الكاميرا الخفية كانت فوجئت بتصرفاتهم ولبسهم وأجوبتهم كانت غير ناضجة ومثيرة للسخرية أنهم …..لا يمتون للثقافة بأي صلة وقد أساءوا للوسط الفني واخبرني البعض بان اغلبهم دخل مجال التلفزيون عن طريق الوساطة للأسف الشديد ,
أتذكر مرة برنامج لبناني على الهواء تتابعه الكثير من العوائل العربية عرض مرة فنان أكثر قليلا من مزاحه مع سلحفاة صغيرة , لم تمر الا ساعات قليلة حتى أبدى بعض المشاهدين امتعاضهم وقدموا شكاوى على هذا الفنان عند جمعيات تعنى بــ(الرفق بالحيوان) وأتذكر حينها تم الاعتذار من قبل الفنان وإدارة البرنامج على الهواء بطريقة متحضرة ووعدوا المشاهدين بان هذا خطأ فردي غير مقصود قام الفنان به دون قصد الإساءة ولن يتكرر أبدا  ,تصوروا هي سلحفاة وليس فنانة رقيقة أو فنان رقيق .
من خلال صفتي (عضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان) أدعو كل المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان إقامة دعاوى ضد هكذا برامج كونها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وأطالب بتعويض أنساني ومالي وصحي ونفسي لكل ضيف تعرض إلى الاضطهاد المنظم من قبل كادر برامج الكاميرا الغبية التي انتهكت حقوق الإنسان . 
•    عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان

iraqish99@yahoo.com


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى