Sliderالعراق

مواطن من واسط يجمع نوى التمر لغرسه ضمن مشروع مائة الف نخلة ، لأعادة هيبة عمتنا النخلة

جبار بچاي

يسعى السيد سعد الموسوي، أحد أهالي محافظة واسط الى إعادة الهيبة لنخيل العراق الذي انهكته الحروب وأعمال التجريف الذي قلص مساحات البساتين وأعداد النخيل الى النصف، ويحاول الموسوي الوصول الى مائة ألف نخلة عن طريق غرس نوى التمر الذي راح يجمعه من العائلات التي تقوم بعمل المدكوكة مستغلاً موسمها هذه الأيام.

سعد الموسوي

واختار الموسوي بعض المناطق المحاذية للطرق العامة في المحافظة لغرس النوى ومنها جزء من طريق كوت بغداد وكوت ميسان إضافة الى طريق كوت بدرة وبعض المساحات المتروكة في منطقة الشويجة الى الشرق من مدينة الكوت، مركز المحافظة .

يقول الموسوي في حديثه لـ ( وطن برس ) ، ” تولدت الفكرة أثناء ذهابي على طريق كوت بدرة حيث توجد مساحات واسعة من الاراضي المتروكة والمهملة لم تستغل لا من الدولة ولا من أصحابها المالكين فتبادر الى ذهني القيام بغرس نوى التمر لتكون تلك المساحات في المستقبل بساتين نخيل يمكن تطويرها.”

وأضاف ” الهدف من العملية إعادة الهيبة لعمتنا النخلة التي خسرت تاريخها نتيجة الحروب والصراعات التي مر بها البلد وتداعيات ذلك على البساتين خاصة في المناطق الحدودية إضافة الى عمليات التجريف التي طالت مساحات واسعة من تلك البساتين بعد تقطيعها وبيعها كأراضٍ سكنية خلافاً لكل القوانين وبعيداً عن الحساب.”

مشيراً الى أن ” مشروعه يهدف الى بلوغ مائة ألف نخلة في المستقبل من خلال غرس نوى التمر الذي راح يحصل عليه ويجمعه من العوائل وأصحاب المصانع المنزلية الصغيرة التي تقوم بعمل المدكوكة التي يكثر الطلب عليها في أيام الشتاء والتي أولى مراحلها إفراغ حبات تمر الزهدي من النوى، وهو الصنف الذي بدا انتاجه فائضاً وتصدير كميات كبيرة منه الى الخارج.”  

وقال ” قد تكون العملية متعبة بعض الشيء لأنها تعتمد على جهدي الشخصي فقط دون مساعدة الآخرين لكنني في الواقع المس متعة واستغلال وقت الفراغ في الزراعة ومحاكاة تلك الارض الجرداء على أمل أن تكون واحات خضراء وبساتين نخيل وأشجار السدر ( النبق ) الذي بدأت أيضا بتخصيص مساحات له خاصة بعد توفر العوامل في المناطق التي اخترتها لتكون مهيأة كبساتين مستقبلا خاصة منطقة الشويجة.”

لا يتعمد الموسوي معدات ثقيلة للعمل، فكل أدواته بسيطة جداً عبارة عن مجرفة يدوية صغيرة ومرشة ماء صغيرة لغرض سقى النواة بعد غرسها، كما يقول موضحاً أن “بعض سكان المناطق القريبة تفاعلوا مع الفكرة وأخذوا يشجعونني على المضي بها وتعهد قسم منهم بمراحل السقي اللاحقة مع حماية المساحات التي تم غرسها من الماشية والدواب خاصة وانها أراضٍ يتخذها البدو في بعض الاحيان مراعٍ لأبلهم وهم يتنقلون من مكان الى آخر .”

يؤكد الموسوي أنه ” لن يتراجع عن مشروعه حتى لو تعرض الى الانتقادات أو السخرية أحياناً، فهو يؤمن بالحكمة التي تقول : زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ، وهو مقتنع أن غرسه لنوى التمر يحتاج عدة سنوات ليصل مرحلة جني الثمار لذلك هو يزرع للمستقبل وللآخرين والاجيال القادمة التي يأمل منهم دعم خطواته والمحافظة على هذا النوع من الزراعة طالما أن الهدف من ذلك كله إعادة الهيبة لنخيل العراق وبساتينه التي كانت يوما ما تحتل مساحات شاسعة وهي تحتوي أجود أصناف التمور التي كانت تصدر الى مختلف البلدان.

وشهدت بساتين النخيل في البلاد تدهوراً بدا من النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي إثر تحول الأيدي العاملة المتخصصة بخدمة النخيل الى قطاعات اخرى شجع عليها سوق العمل، وزاد هذا التدهور خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي وما تلاه بسبب الحروب وتراجع مساحات البساتين التي كانت تشتهر بأصناف التمور مثل الزهدي والساير والخضراوي والحلاوي والخستاوي وهي أهم الاصناف التجارية.

يذكر أن وزارة الزراعة أعلنت الصيف الماضي عزمها تصدير التمور الى نحو 10 دول من ضمنها الهند ودول المغرب العربي والخليج ، وأكدت حينها أن العراق نجح في زيادة أسعار التمور عالمياً من 200 الف الى 700 الف دينار للطن ما يؤدي الى تحقيق ايرادات جيدة للمسوقين وأصحاب بساتين النخيل.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى