ادب وتراث

التصوُّف بين الدروشة والتثوير ” للباحث السوداني عبد الله الشيخ دراسة تستقرأ الواقع السوداني

صدر عن دار ضفاف للنشر للطباعة والنشر والتوزيع كتاب (التصوُّف بين الدروشة والتثوير) للصحفي والباحث السوداني عبد الله الشيخ، يتناول الكتاب في أكثر من 300 صفحة موضوع التصوف لا من حيث مفهومه الديني ومرجعيته الفكرية حسب، وإنما من خلال تأثيره في الواقع السوداني. فالكاتب يرى ” إن التصوف في السودان، ليس مذهباً تعبدياً، يتحدد تأثيره في تفاصيل النشاط الروحي القاصد لثواب الآخرة وحسب، بل هو رؤية تاريخية اصلاحية لدى الطليعة ولدى العامة” ويرى أن التصوف الى جانب الحركات السياسية الأخرى كان له الدور الفاعل في الحياة السودانية.

وعبد الله الشيخ يرى في كتابه أن الدولة في السودان إنما نمت بـ “ماء التصوف القُدسي” على أشلاء القبيلة، و كان الانتساب للثقافة العربية فاتحة لادعاء ان الشريعة طُبقت كاملة منذ عهد دولة سنار وحتى عهد “البشير”الحالي..! والحقيقة أن الشريعة لم تجد حظاً من التطبيق في أية مرحلة من مراحل التاريخ .إن جوهر الأمر هو “امتطاء القداسة”لكسب الشرعية السياسية واتخاذها مسوغاً لقمع الآخر. إن القداسة والعنف هما سمتان متلازمتان لأنظمة الحكم منذ القرن السادس عشر وحتى الآن، وخلال هذا المدى الطويل، كانت النُخبة الحاكمة تُتاجر بالشريعة، و لا تُطبقها..! ويرى ” ان ديناميكية الحراك الاجتماعي في السودان, ظل لقرون طويلة يتخذ من القداسة والعنف أداتين في ميدان السياسة، فالتركية غزو تسربل بالقداسة لقطع مسيرة التطور الداخلي – الصوفي -, ودفع بمجتمع السودان قسراً إلى مناخات الرأسمالية دون اكتمال  شروط الانتقال، والمهدية كانت قسراً صبّ الولاءات الاجتماعية والروحية في قالب واحد، اذ طلبت الغد بتبني الماضي، محتمية بالقداسة دون برمجة لذلك التمثل.” هذه الدراسة التاريخية الاجتماعية مهمة من أجل الاطلاع على واقع الحياة في بلد مثل السودان تتلاحق الاحداث فيه باتجاه لا تبدو بوصلته واضحة الاتجاه.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى