Sliderثقافة وفنون

رحيل موجع للشابة سماء الامير

كتبت نرمين المفتي 
ورحلت سماء الامير، ابنة الصديقين المتميزين، اسماء محمد مصطفى وعبد الامير المجر .. ولدت سما بعوق ولادي (دون عمود فقري) في اب ٢٠٠٣، وحاول الوالدان كثيرا لايجاد علاج لها، ولم يجدا علاجا الا عند طبيب ايطالي ولكن منحهما ٥٪؜ فقط نسبة نجاح للعملية  ٩٥٪؜ احتمالية وفاتها  اثناء العملية او بعدها، ففضلت الام اسماء ان تتفرغ لها لانها لم تكن تتحمل فكرة رحيلها..ومنذئذ كان الوالدان اسماء وعبد الامير ينتظران رحيلها في اية لحظة، خاصة وان غالبية الاطباء اكدوا بأنها لن تعيش اكثر من ١١سنة في احسن الاحوال..

من رسوم الراحلة سما
لم يقصر عبد الامير واسماء معها، لكن اسماء كانت اقوى..علمتها بمساعدة عبد الامير القراءة والكتابة ثم تفرغت لها تماما وحين لمست ان سما تحب الرسم، بدأت ترسم معها، وحين كانت تشعر بان سما تحلم پان تكون مثل غيرها من البنات وتمشي على ساقيها، كانت اسماء تصر ان تكون مثلها ولا تتمكن من السير معها، يوما بعد اخر وشهرا بعد اخر، تأقلمت سما مع وضعها واصبحت بشخصية رائعة، ترسم وتشارك بالمعارض وتقطف الجوائز ، اخرها يوم امس من الهند، واصبحت تكتب خواطر وقصص قصيرة وتشارك بالمناسبات ، بل رغم بنيتها الضعيفة جدا، اصرت ان تشارك في مظاهرات تشرين ٢٠١٩ والحت على اسماء ان ترافقها الى التحرير وكتبت سما يومها منشورا قالت فيه ان ذهابها الى التحرير كان اسعد يوم في حياتها..ومن ابرز نشاطاتها ، كان استلامها لرسالة شكر  وتقدير من شركة مارتل التي تنتج باربي استجابة لرسالتها اليهم بأن يصنعوا باربي مريضة لمرة. واحدة ويجلسوها على كرسي متحرك ووعودها ان يصنعوها يوما لاجلها..
تعاونت اسماء وسماء في تأسيس شبكة (الحياة لوحة رسم) واقامتا معارض عدة بمشاركة اطفال من ذوي الهمم واخرين سالمين ومعرضا بعد اخر كان العدد يكبر وتأتي المشاركات من كافة انحاء العراق..سما في لقاء معها على صباح العراقية، شبكة الاعلام العراقي، قبل سنتين، اجابت مقدمة البرنامج وهي تسألها عن امنيتها في الحياة، قالت السلام والامان في العراق.لم تجب بأنها تتمنى ان تكون صبية مثل غيرها، وحين تعجبت من جوابها، قالت انها لا تحاول في حواراتها التلفزيونية او الصحفية ان تتحدث عن امنياتها الخاصة كي لا يقال عنها (شايفة نفسها)، رغم كل وجعها كأم، لم تبك اسماء يوما امامها، كانت تخبيء دموعها حين تكون لوحدها كي لا تجعل ابنتها تحزن، بل كانت تحاول ان تخبيء دموعها حتى امام عبد الامير الذي كانت دموعه دائما حاضرة وهو يرى وحيدته تكبر وتتمنى وتنجح في معارضها..
كان عبد الامير واسماء قدوة لكل ابوين لديهم طفل من ذوي الهمم واعاقات معقدة وصعبة، لم يخجلا من حالتها او دفع عربة الاطفال التي كانت (تستقلها) سما لما قبل ثلاث سنوات حين نجحت اسماء بتحوير كرسي  متحرك مع مساعدة حداد ليكون بحجمها..
واسماء المتميزة كصحفية وقاصة وكاتبة، برهنت انها ام متميزة جدا.. سما التي كانت اسماء تناديها ب (توتة)، موجع رحيلها جدا، وربما كان عوقها الشديد احد اثار الاسلحة الغريبة التي استخدمتها قوات الغزو ضد العراقيين والعراق في ٢٠٠٣، رحلت سماء مع امانيها وحزنها الذي حولته الى ارادة وطاقة ايجابية، بل اصبحت ايقونة ارادة، رحلت ومعها سبب عوقها وحلمها بايجاد علاج لها يوما، وتركت الحزن الشديد لوالديها ولكل من عرفها..قلبي مع اسماء وعبد الامير وسماء تتحول الى طير في الجنة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى