ادب وتراث

الحنين الى الماضي أم عذوبة المستقبل

القاهرة/ متابعة –  وطن برس اونلاين:

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للكاتبة والروائية العراقية  ” هند حسين ” المقيمة في الإمارات العربية المتحدة؛ كتاب « الحنين إلى الماضي .. أم عذوبة المستقبل ». الكتاب يقع في 204 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاث روايات قصيرة هي:  عشتار – سلوى – ليال

لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية: رؤى البازركان.الحنين إلى الماضي .. أم عذوبة المستقبل » روايات كُتبت بقلم نسائها المغتربات يحكين رحلتهن في الحياة من بغداد، والغربة عنها… ( بغداد تلك المدينة التي تُغرز في الجسد ولا تخرج منه.. بغداد كيف تركناكِ ورحلنا ولكننا لم نرحل من دون حمل ماضينا معنا.. حملنا الصور والذكريات وبقيت الأماكن التي تحمل ذكرياتنا مغبرة بتراب الماضي).
( أن تخرج من محيطك؛ من عالمك إلى عالم آخر مختلف، تجد نفسك فجأة قد انزرعت في أرض مختلفة عن أرضك في واقع لا يمت صلة بواقعك، وتبدأ رحلة العيش تحت سقف واحد يحمل ماضيك وحاضرك ومستقبل مجهول الهوية.. وتبقى الأبواب مفتوحة والصراع قائم إلى أن يتم الاختيار…)
“سلوى”… اختارت أن تسير على الدرب المختار لها؛ لم يُفرض عليها، ولكنها لم تتقبله تمامًا، وباتت حياتها تائهة من دون معنى ومن دون هدف.. وظهر الماضي ليزرع الثقة في نفسها من جديد ويساعدها على اختيار الطريق للمضي إلى الأمام.
“عشتار”… لم تكتشف أنها عشتار رمز إلهة الحب والجمال، إلا بعد أن تعلمت من دروس الحياة.. عاشت حياتها كامرأة صالحة لا تناقش ما فرضته الحياة عليها إلى أن هبت العاصفة الكبرى في حياتها وقلبتها رأسًا على عقب، لتخرج منها امرأة أخرى.
وان كانت “ليال” قد اختارت أن تهرب من ماضيها لتنساه إلى الأبد؛ نراها تواجهه مرة أخرى وتستقبله في حياتها بصورة جديدة، واختيارات جديدة.
من مقدمة الكتاب بقلم المؤلفة؛ نقرأ:
( ما هي حياتنا غير ماضٍ عشناه.. وحاضر نعيشه.. ومستقبل سنحياه…
كلٌّ منا ينظر إلى ذلك بمنظاره الخاص به، بعينه التي يرى بها ما لا نراه، وكلٌّ يعيش التجربة بشكل مختلف عن الآخر.. فالظروف التي مررنا بها قد تكون مُتشابهة، ولكن كل منا يحكي حكاية مختلفة عن الآخر، لأن كل منا يستقبلها في عالمه ويُدخلها في مشاعره وقلبه بطريقة مختلفة عن الآخر.
وتجربة السفر؛ الهجرة؛ اللجوء.. تجربة فريدة لكل شخص.. كلٌ منا يستقبلها في حياته بشكل مختلف عن الآخر، ولكن الجميع يأتيهم ذلك الشعور القوي.. التمسك بالماضي والذي أخذ اسمًا آخر وهو.. الحنين إلى الوطن.
نسائي في هذا الكتاب يبحثن عن الروح؛ الذات؛ النفس.. التي لم يكن لهن مجال للتفكير فيها من قبل وعشن حياتهن كما ينسجها المجتمع والتقاليد والأصول، وانصعن وراء كل ما هو معروف وسهل… وابتعدن أو لم يفكرن في اكتشاف روحهن الداخلية ونفسهن.
بلاد الغربة جعلتهن يفكرن في أسرار الروح والنفس التي تجمدت في داخلهن ولم يردن التعامل معها، وفتحن أبوابًا كانت مغلقة منذ زمن بعيد.. رسمت خطوطًا في نفسيتهن، وانعكست على بعض تصرفاتهن وقيمهن في الحياة.
رحلتهن بدأت بالآلام الكثيرة؛ بدموع؛ بضحكات؛ بفقدان الأمل، وثم برؤية الأمل بنظرة جديدة ونهاية الآلام.. بداية مع الثقل النفسي، وانتهاءً.. بنفسٍ فرحة، وشفاء القلب، الروح، والجسد.
حدث شيء ما في حياتهن.. عاصفة كبرى؛ مصيبة كبرى جعلتهن يبحثن عن معنى آخر للحياة.
انفتحت أبواب جديدة أمامهن ودخلن في مرحلة الإدراك الغير حسي الذي يمنحهن الفرصة بإظهار كل شيء كما هو كما في الحلم بدون خوف، فالحلم هو شيء خاص بهن ولا أحد يعلم به )

“هند حسين” تهدي كتابها إلى:
إلى كل امرأة أضاعت طريقها في وسط ضجة الحياة… الحروب.. الهجرة..العائلة…
أو أي شيء سَلبَ منها حُريتَها، وجعل منها امرأة أخرى، ودفن حقيقتها في داخل صناديق مغلقة.
آن الأوان للبدء من جديد .. واكتشاف نفسك من جديد.
فالمرأة لا يمكن لها أن تحيا… ما لم تكن روحها، نفسها، وعواطِفها، وعقلها؛ على وفاقٍ تام

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى