Sliderمقابلات

الفنانة التشكيلية المغربية عائشة لحبوسي:

من لا يبدع في بلاده وبين أهله ؟ لايستطيع الانطلاق نحو العالم والعالمية

كتب / محمد بكر
من الصعب ان تختار المفردات المناسبة للكتابة عن الفنانة المغربية عائشة لحبوسي المولودة في الرباط 1973 ، فهي حالة ابداعية فنية تحاكي الجمال والطبيعة ، فقد استطاعت ان تحول نبات الصبار الى لوحات فنية رائعة خضراء اللون ، تقول عائشة ” … الصبار وانا أصبحنا توأم كأن لنا روحاً واحدة ” فالصبار عندها هو ليس نبات فحسب ، بل هو حياتها وعشقها الذي لاينتهي ابداً ، وحين تدخل منزلها تراه وقد تحول الى جاليري ملئ بالجماليات والحكايات وكأنها حكاية الف ليلة وليلة تتجدد في كل لحظة بشكل يختلف عن الاخر.
لحبوسي حصلت على شهادة دبلوم من معهد الفنون التشكيلية في العاصمة السورية دمشق . اضافة الى دراستها الدبلوم في علوم الاعلاميات حول البرامج في الشام . وعملت مستشارة تجارية بشركة كندية ، ساهمت بمعارض فنية بمدن المغرب وعبر العالم مونتريال / كندا واسبانيا ومصر وسوريا  ، ونالت تكريماً في مدينة فاس سنة 2016 بمناسبة عيد المرأة العالمي وتكريماً بمدينة القنيطرة مرتين على التوالي عقب ختام فعاليات مهرجان دولي بذات المدينة ، وكان لصحيفة ” وطن برس ” الاسترالية حواراً معها تحدثت فيه عن تجربتها الابداعية مع الفن التشكيلي واليدوي الذي تتواصل معه .

 * لديك محطات في سوريا والمغرب واسبانيا ، ايهما الاهم في حياتك ، ولماذا ؟ 

– الحياة هي هذه ، أزمنة وامكنة لاتنتهي . بصدق المغرب بمدنه وبواديه ، بشواطئه وجباله يملأ القلب والذاكرة والكيان كله ، ويبقى لأيامي في الشام طعم خاص . لم أنسى أبداً تلك الدهشة التي احسست بها وأنا في سوريا الشقيقة بين أناس طيبين ، وبرفقة فنانين واساتذة فنون كرماء بالمحبة والأنصان .
* هل تفكرين في الهجرة للأنطلاق نحو العالمية ؟

– العالمية مجرد أفق ، وبدايته في الروح المحلية . من لايعرف كيف يبدع في بلاده وبين أهله، لن يعرف كيف ينطلق نحو العالم والعالمية . المهم بالنسبة الي أن أشتغل و أواظب على العمل الفني بصدق وروح منفتحة ، وان أتقن ما أقوم به ومأنجزه سواء تعلق الامر بأعمالي الفنية التي أوديها بالكروشي أو عبر الحياكة بالابرة ، وكذا أعمالي الصباغية الزيتية والمائية .
انني أتعلم كل يوم ، وأقرأ كل يوم ، خصوصاً ماينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، واتابع مايكتبه بعض زملائي الفنانين والفنانات ونقاد الفن على قلتهم في المغرب .كما أن لي اهتماماً ببعض الكتابات الصحفية ذات الاهتمام بالفن والفنانين .
* من علمك التطريز والحياكة ؟
في الحقيقه , تعلمت الأصول الأولى لهذا العمل الفني( الكروشي الحياكه بالإبرة) من خلال الممارسات التي كنت اراها وانا طفله في بيتنا الكبير بمدينة وزان عندما كنت ارافق والدتي ووالدي خلال العطل المدرسيه وذلك بين الجدتين رحمها الله لالة كلثوم والده ابي ولالة طامة والدة أمي , علما أن أبي وأمي أطال الله في عمرهما قريبان , ابنا خالتين ولا انسى شقيقة جدتي معا لالة رقية رحمهن الله جميعاً وكذا خالاتي لالة فاطمه اطال الله في عمرها ولالة أمنية رحمها الله .( كلمة لالة لقب مغربي وتعني ست او هانم ).
*انت أم لطفلين ، كيف توفقين بين حياة العائلة وحياتك الفنية ؟
دائما يطرح عليً هذا السؤال .والواقع انني لا اجد أي تناقض بين ممارسة عملي الفني داخل البيت وخارجه , وبين مسؤوليتي كأم لطفلين وكزوجة . أحاول ان اعطي لكل ذي حق حقه , ويهمني الأ أهمل واجباتي الفنية أو واجباتي المنزليه لكن معظم وقتي خصوصا في الليل , اكرسه للممارسه الفنيه طبعا زوجي يقسم معي جانبا من التزامات اسرتنا الصغيره . ينبغي ان اقول ذلك وباختصار ، لدي إيقاع شخصي ، فلااظلم احد ولاأظلم نفسي . ان العمل الفني يملأ عليً حياتي ،واحس وأنا أشتغل على شُجيرات الصًبار بالصوف والكروشي وغيرهما بكثير من الفرح والسعادة . واعثر على نفسي في هذا الجمال الأخضر الذي أبدعه بحيوته .
 * اي الالوان لأقرب لك ؟
بدون تردد، سأقول إن اللون الأخضر بالنسبه لي هو سيد الألوان كٌلها ، لون الأمل ، لون الحياة المُخضره وهو لون يجلب الحظ في الثقافات الأجتماعية الأنساينه. وكذلك الأخضر يخلق راحه عجيبة وطمأنينه وتوازناً في النفس البشريه . وكما يقال ان اللون الاخضر هو (الجنّ) وهذه فكره ترسًخت في اوروبا منذ القرن الثالث عشر ، إذا كانوا يعتقدون في العصور الوسطى أن الأخضر هو لون لباس المجانيين والمهووسين والسّحرة . وعموما ًفالالوان كلها بالنسبه لي جميلة وتعطي للحياة طعماَ وضوءاَوأناقه ، كل ّلون له قيمتُه ووظيفته البصريه والثقافيه والأجتماعيه ، وفي الأصل ، أعشق ألوان الحياة بكل تدرجاتها .

* الفن عندك حرفة ام هواية ؟

الفن بالنسبه لي ممارسة جمالية أساسا ، تجتمع فيه روح الهوايه وخبرة الأحتراف وشخصياً ـ أحب أن اقول إن هذا الفن مهنتي . ولكن هذا لايعني  ان ( الفن مهنه من لامهنة له !) فأنا خريجة معهد الفنون ، وجعلت الفن خيار حياتي . لا افعل شيئا اخر غير هذا العمل الفني بالصوف وبالألوان .

*أمنية لم تتحقق بعد ؟

امنيتي التي لم تتحقق ؟ سوال بسيط ووصعب في نفس الوقت ، انا طماعة في الحياة ، ولي كثيرمن الأمنيات التي أطمح في تحقيقها . ولكن ما أتمناه حقا وقبل أي شيء اخر هو صحتي وعافيتي . اما غير ذلك فأتمنى ان انظم معرضاًشخصيا حافلاً في قاعه وطنية حقيقية ، والأ تقف في وجهي الاعتبارات البيروقراطيه التي واجهتني كثيرا حتى الأن وكادت تصيبني بالإحباط . واتمنى ان ازور بيت الله الحرام وقبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى