Sliderطب وصحة

الفطر نبات الباحثين عن الرشاقة

* اشواق شلال الجابر
يشغل الفطر مكانا متواضعاً في المملكة النباتيه ويختلف عن النباتات الأخرى في ناحية أساسية فهو لايحتوي عن اليخضور ( الكلورفيل ) المادة التي تجعل النبات قادرا على القيام بعملية التركيب الضوئي تلك العملية التي تمكن النباتات الخضراء من تصنيع غذائها بنفسها أنطلاقا من مواد بسيطة هي الماء والأملاح المعدنيه التي تمتصها من التربة وغاز ثاني اوكسيد الكاربون الذي تحصل عليه من الهواءالجوي .

أشواق شلال الجابر

أما الفطر فهو عاجز عن القيام بتلك العملية لذلك فهو يعتمد في تأمين غذائه على كائنات اخرى حيه كالنباتات الخضراء والحيوانات ، أو ميته كالمواد العضويه المتحلله ، وبناء على ذلك تقسم الفطور إلى فطور متطفلة تتغذى على الكائنات الحية المختلفة وفطور تعايشية يرتبط وجودها بوجود نبات اخر تعيش معه في علاقة تكافلية يقدم بموجبها الفطر للنبات الماء والنتيروجين والأملاح المعدنية ليحصل منه على المواد العضويه اللازمه له مصنعه وجاهزة . وثمة مجموعه ثالثة من الفطور تتغذى على المواد العضويه الميته وتدعى مثل هذه الفطور بالفطور الرمية و والى هذه المجموعه تنتمي معظم انواع الفطر الزراعي .
يتبع الفطر الزراعي تصنيفاً الفطور الحقيقية التي تضم عدة صنوف أهمها صنف الفطور الدعامية الذي يضم مايربو على 5000 نوع من انواع الفطور المختلفة ، وبعض هذه الأنواع صالح للأكل وبعضها غير صالح لذلك ، بينما بعضها الأخر سام ومميت ، لاشك أن التفريق بين الأنواع البريه للفطر من حيث صلاحيتها للأكل او عدمه ليس بالأمر اليسير ابدأّ وكثيرا مايكون جهل هواة جمع الفطريات الكثير من الحوادث المؤسفة . ويتكاثر الفطر بواسطة الأبواغ التي تعد بمثابة البذور عند النباتات الراقية والابواغ صغيرة الحجم إذا تقدر أبعادها بالميكرون ويساوي الميكرون (0،001) من الميلليمتر ويعطى الفطر البالغ اعدادا كبيره منها قد تصل إلى عدة مليارات وما ان تصادف هذه الابواغ بيئه مناسبة من تربة وسط مغذ وحرارة ورطوبة وغير ذلك حتى تبدأ بالنمو والأنقسام السريع لتكون فيما بعد شبكة من الخيوط الدقيقة والمتفرغة .

يتمتع الفطر بقيمة غذائية عالية تفوق القيمه الغذائية لمعظم الخضار والفواكه وتقترب كثيرا من القيمة الغذائية للحم ، الامر الذي دعا بعض الباحثين إلى اعتباره بمثابة الغذاء البديل للحم في حين اطلق عليه أخرون تسمية لحم الفقراء ولكن من أين للفطر هذه القيمه الغذائية العالية التي تكمن بالدرجة الأولى في محتواه من البروتينات ، فالبروتينات تشكل حوالي 5% من وزن المادة الطازجه للفطر وهذا مايعادل ( 34—40 %) من وزن الخضار والفواكه لكن الفطر لايتميز على الأنواع النباتية الاخرى بارتفاع محتواه من البروتينات فقط .
وان اهمية الفطر لاتكمن في كونه غذاء متكاملاً فقط بل تتعدى ذلك ألى اعتباره بمثابة الدواء ايضا وكذلك يحتوي الفطر على مجموعة فيتامين ( بي ) الضرورية لجسم الانسان كالريبوفلافين فيتامين الضروريه(بي تو) الذي يؤدي نقصه الى التهابات الشفاءوتشققها والنياسين فيتامين ( بي خمسة ) والذي يؤدي نقصه الى التهابات في الجلد والأغشية المخاطية المبطنة للمعدة والبيوتين الذي يدخل في كثير من التفاعلات الحيوية ويؤدي نقصه الى فقد الجسم لمقدرته على مقاومة الأمراض المختلفة كما يحتوي الفطر على حامض الفوليك الذي يستخدم في علاج المرضى المصابين بفقر الدم ( الانيميا ) وعلى الكولين الذي يعد عاملا مهما يساعد في تمثيل المواد الدهنية ومنعها من التراكم في الجسم ويؤدي نقصه إلى نزيف بعض الباحثين ان بعض اجناس الفطر تحتوي ايضا على مادة أو بعض المواد المضادة للسرطان أو التي تساعد الجسم في الوقاية من هذا المرض الخبيث ويستندون في اعتقادهم هذا إلى انخفاض معدل الإصابة بهذا المرض بين صفوف منتجي الفطر .
ولقد أمكن حديثاً فصل مضاد حيوي يستخدم هذا المضاد الحيوي في علاج الأورام السرطانية والوقاية منها . كما ان انخفاض محتوى الفطر من المواد الكربوهيدراتيه والدهنية تجعل منه غذاء مناسباً لمرضى السكري ولاولئك الذين يعانون من ارتفاع نسبة كوليسترول الدم ، فلقد أوضحت الدراسات الحديثة ان استهلاك الفطر بشكل منتظم لعده اسابيع متواليه يساعد قي تخفيض كولسترول الدم بنسبة تصل 45% ويعد الفطر غذاء مناسبا ً للذين يعانون من السمنة ولاولئك الذين يرغبون في المحافظة على رشاقة اجسامهم وحيويتها .

  • باحثة وصحفية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى