العراق

ارتفاع عدد ضحايا التفجير الانتحاري في الكرادة

بغداد/ وطن برس اونلاين :

بدأ العراق حداداً وطنياً يستمر ثلاثة أيام على أرواح ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفّذه تنظيم داعش الارهابي في حي الكرادة وسط العاصمة بغداد فجر يوم الأحد وأسفر عن سقوط أكثر من 450 من الضحايا بين شهيد وجريح حسب أخر احصائية لوزراة الصحة والبيئة العراقية .و يعد هذا التفجير الأكثر دموية في العراق ويأتي بعد أسبوع على استعادة القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الفلوجة  الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد. واستهدف التفجير بسيارة مفخخة حي الكرادة الذي كان يعج بالمتسوقين قبيل عيد الفطر، وأثار غضباً لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن ما دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الإعلان عن تعديلات في الإجراءات الأمنية. وأعلن العبادي الحداد الوطني لثلاثة أيام وتوعد بعد تفقده موقع التفجير الأحد “بالقصاص من الزمر الإرهابية التي قامت بالتفجير حيث إنها بعد أن تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة”. وعلى خلفية تلك الاحداث قدم وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان استقالته لرئاسة الوزراء والتي تمت الموافقة عليها من قبل العبادي اليوم الاربعاء . وأدى التفجير إلى أضرار مادية كبيرة. واحترق على الأقل مبنيان كبيران يشكلان مركزاً للتسوق، إلى جانب عشرات المحلات التجارية الأخرى والمساكن المجاورة. كما حاصرت النيران عشرات الشبان داخل المحال التجارية ونجا قسمٌ منهم في حين قتل آخرون بحسب مصادر أمنية بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا. وقال أحد عناصر الدفاع المدني إن انتشال جثث الضحايا “سيستغرق عدة أيام”. وندد مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق بعمل جبان وشنيع” داعياً السلطات إلى إحالة المسؤولين عنه إلى العدالة،وقد تراجعت وتيرة التفجيرات في العاصمة العراقية منذ أن سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة في شمال وغرب بغداد في حزيران/يونيو 2014.لكن التنظيم ضرب مجدداً المدنيين العراقيين بعد النكسات التي مني بها فيما هزت بغداد في أيار/مايو سلسلة تفجيرات أدت إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً خلال سبعة أيام
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر الشبان الغاضبين يهاجمون موكب رئيس الوزراء العراقي أثناء تفقده موقع التفجير بالحجارة تعبيراً عن غضبهم من عدم تمكن الحكومة من ضبط الأمن. ورداً على الحادثة قال العبادي في بيان “أتفهم مشاعر الانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة”.وأضاف أن الزيارة تهدف إلى الوقوف ميدانياً على “الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها ومواساة أبنائنا ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات أبنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة”.وأعلن العبادي الأحد تعديل الإجراءات الأمنية وخصوصاً سحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدوياً التي تمّ التشكيك بفاعليتها. وأمر رئيس الوزراء العراقي وزارة الداخلية بالإسراع في نشر “أجهزة رابيسكان لكشف العربات” على جميع مداخل بغداد. كما منع استخدام أفراد الأجهزة الأمنية للهواتف الخلوية.ويبدي كثيرون شكوكاً في فعالية أجهزة الكشف عن المتفجرات، ووضع عوائق حول العاصمة والتفتيش التدقيق في أوراق الهوية والمركبات.وتفجير الأحد يثبت أن التنظيم المتطرف ما زال قادراً على ارتكاب اعتداءات رغم النكسات العسكرية التي لحقت به مؤخراً.
ويأتي بعد أسبوع على سيطرة القوات العراقية بالكامل على الفلوجة غرب بغداد. كما ترافقت هزيمة التنظيم مع سلسلة غارات جوية مدمرة شنتها طائرات عراقية وأخرى تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ما أدى إلى تدمير مئات من آليات الجهاديين خلال يومين من الضربات بعد انتهاء معركة الفلوجة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى