مصر

ارتياح شعبي مصري لرؤية زوجة الرئيس بغطاء رأس شبيه باغلبية الامهات المصريات

القاهرة /محمد الحمامصي:

استقبلت الأوساط الشعبية المصرية ظهور السيدة نجلاء علي محمود حرم الرئيس المصري محمد مرسي، استقبالا احتفائيا واسعا تجلى في أريحيتها لرؤية السيدة المحجبة بغطاء رأس يتطابق مع غطاء رأس الأغلبية المطلقة من الأمهات المصريات في مختلف الطبقات الاجتماعية، وزاد من هذه الشعبية ما تناقلته الصحف عن رفض السيدة نجلاء علي لقب “سيدة مصر الأولى” وإصرارها على أن تنادى ككل أم مصرية باسم ابنها البكري “أم أحمد” وأن لا يصاحبها في حركتها أثناء تجوالها في القرى أو زياراتها الميدانية أي حراسات خاصة.

 

لكن على الجانب الآخر أثارت جدلا ونقاشا تخوفا، حيث خرجت بعض النخب مستهزئة وساخرة ومحذرة من أن ذلك يشكل دليلا على ما ينتظر العقلية المصرية من تراجع، وكما صدمت الكثيرات من نساء الطبقات الثرية والغنية خوفا وقلقا من أن تشكل حرم الرئيس النموذج والقدوة المؤثر مما يجعل سفورهن شاذاً في نظر الأوساط الشعبية المصرية التي تمثل الأغلبية الساحقة. وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حربا أقل ما توصف به أنها “متطرفة” استخدم فيها المؤيدون والمعارضون كافة الأساليب، لتصبح السيدة نجلاء بين ليلة وضحاها شغلا شاغلا لشباب الـ”فيسبوك” والبيت المصري، وتكتسب نجومية وشهرة فاقت الكثير من التوقعات على الرغم من عدم وجود معلومات كافية عنها وندرة أحاديثها وتصريحاتها.
اما رأي الشارع المصري فقد خلص إلى أن الانطباعات الأولية عن السيدة نجلاء علي تتخلص في كونها سيدة طيبة وجهها سمح، “وحدة مننا”، مصرية خالصة “لا أميركية ولا إنكليزية”، توجد في كل بيت مصري أم أو جدة أو خالة أو عمة أو أخت شبيهة لها، وتمنى الكثيرون والكثيرات أن تظل على موقفها وتحافظ على خصوصيتها وأن تكون سندا ودعما للخير خير المصريين، وأن لا تتحول إلى جيهان السادات أو سوزان مبارك، حيث أشار أحدهم إلى أنه لا يزال يذكر كيف قبلت جيهان السادات الرئيس جيمي كارتر وكذا فعل الرئيس السادات مع زوجة كارتر، وكيف شكل ذلك صدمة للمصريين، أما سوزان فهي تمثل للأغلبية مجرد شخصية كريهة تحاصرها الجرائم هي وزوجها وابنيها، ترك لها الرئيس المخلوع البلاد تديرها كيفما تشاء وفقا لأهوائها ومصالحها ورغباتها. وكون آراء الشارع تكاد تكون متشابهة، استطلعنا رأي كاتبات وكتاب حول الأمر فكانت السطور التالية.

سيدة الأرض الأولى

الكاتبة والروائية انتصار عبد المنعم تقدم رؤية متكاملة لحرم الرئيس قائلة “تحدث لأعرف من أنت، هكذا قال العارفون، ولكن المتثاقفين يقولون لا يهمني سماعك يكفيني ما ترتديه كي تعجبني. وهذا هو الغريب في الأمر، ففي الوقت الذي تعلو فيه الأصوات المهاجمة للرئيس الجديد محذرة ومخوفة من المساس بالحريات، يصادرون حرية زوجته في أن تلبس ما تعودت عليه. يقيسون زيها على زي السيدة الأولى رقم واحد والسيدة الأولى رقم اثنين، ولكن أين زوجا السيدتين الأوليتين؟ واحد قتله شعبه، والآخر خلعه شعبه، فهل أغنت أناقة السيدة الأولى الشعب وصرفته عن المطالبة بحقوقه؟”. وأضافت “من المؤسف أن ندعي الثقافة وقبول الغير والانفتاح على الآخر، ثم نمارس نفس القهر والمصادرة على حريات الآخرين. هل أسقطنا طاغ واحد من أجل الحرية ليتحول كل واحد منا إلى طاغ يصادر حرية غيره؟ نحن إلى جلادنا وإلى أيام العبودية، من كثرة ما تعاطينا الذل أدمناه، ولذلك نريد أحدا يعطينا جرعة يومية تذكرنا بالقيد الذي تخلصنا منه فجأة من اليد بينما هو مدموغ في الروح. يعترضون لأن زي السيدة نجلاء لا يشبه زي المصريات، وهل للمصريات زي موحد؟ هل الزي الرسمي للمرأة المصرية ما كانت ترتديه السيدة “عائشة لبيب” زوجة أول رئيس للجمهورية اللواء محمد نجيب، أم ما كانت ترتديه السيدة “تحية كاظم” زوجة الرئيس عبد الناصر، أم ما كانت ترتديه السيدة “الأولى” جيهان ذات الأم البريطانية، أم السيدة “الأولى” سوزان ذات الأم الممرضة الإنكليزية”.

وتعترف انتصار “السيدة نجلاء زوجة رئيس الجمهورية سيدة مصرية لا تشبه أمي، كذلك أمي لا تشبه جدتي، وجدتي لا تشبه جدتها الكبرى التي جاءت ذات يوم من المغرب العربي. هذه هي مصر التي امتصت كل ما مر بها وأخرجت شيئا جديدا عبقريا خاصا بها. السيدة نجلاء تشبه الأرض الطيبة التي لم يحدث لها تجريف، ولم يحدث لها تصحر، فبقيت أصيلة مثل سيدة الأرض الأولى (الفلاحة) بزيها المتوارث الذي يشبه زي سيدة العفة الأولى (الراهبة) في أديرة الكنائس المصرية”.

وأوضحت “السيدة نجلاء قالت أنها سيدة بيتها وأولادها وليست الأولى لمصر، وخيرا فعلت، فلو حدث وكانت السيدة الأولى، فهذا نذير شؤم على زوجها الرئيس مثلما كانت السيدتان الانكليزيتان اللتين أصبحتا فوق سيدات مصر كلهن. وبقيت ذكرى محمد نجيب وجمال عبد الناصر خالدة لأن السيدة عائشة والسيدة تحية كانتا من خيرة السيدات للزوج والأولاد، ولم يشغلهن أمر التسيد على نساء مصر، فذهب الجميع وبقي نجيب وعبد الناصر في القلوب. السيدة نجلاء حاصلة على الثانوية العامة، وهذا عيب كبير فكيف ستجامل السفراء وكيف ستسامر ضيوف مصر وهي لا تعرف البروتوكول؟ نعم ولكنها الآن زوجة الرئيس، وفي استطاعته جعلها تحصل على الدكتوراه وهي في القصر الجمهوري دون أن تغادره، وسيجد لها مثل الدكتور رشاد رشدي والدكتورة سهير القلماوي ليناقشا الرسالة ويشيدا بها خاصة أنها عن (لورد بايرون) لتحصل على درجة الامتياز مثلما حدث مع جيهان رؤوف بفضل الرئيس الذي تزوجته وهي تحمل شهادة متوسطة. ولربما يضغط على جامعة القاهرة فتمنحها الدكتوراه الفخرية رغما عن أنف العلماء الأجلاء مثلما فعلوا مع السيدة الأولى سوزان”.
وقالت “السيدة نجلاء ليست سيدة مجتمع! نعم هي ليست سيدة المجتمع المتأنق الذي تقصدون، ولكنها سيدة مجتمع لا يعرفه الكثيرون. سيدة المجتمع في العرف الإخواني هي من تنزل لتعمل وسط أفراد المجتمع، في الدعوة والتعليم ومحو الأمية وتعليم الفتيات الأشغال اليدوية وتنظيم الرحلات والبرامج الصيفية لشغل أوقات الفراغ للشعب الذي لا يعرف الطريق إلى نوادي سيدات المجتمع ذوي الأظافر الملونة. سيدات مجتمع الروتاري والليونز والتوك شو يعرفن من المجتمع فقط قلة تحمل لهن الكاميرا أو تمشط لهن شعر الكلب اللولو. أما المعوزات والأيتام والبسطاء هم مجتمع السيدة نجلاء أم أحمد”.
واختتمت انتصار رؤيتها “نريد السيدة نجلاء أن تلبس مثل سيدات تركيا”. هكذا قالت بعض الأنيقات، تنازلن عن مقولة لا تشبه سيدات مصر لنجعلها تشبه نساء تركيا. ولكن هل سنقنع بأن تلبس مثل زوجة أردوجان أم لابد أن تغير لتشبه يوما لميس وفي يوم آخر فاطمة؟”.

وجه طيب جميل

رأت الباحثة د. عزة عزت صاحبة كتاب “صناعة الرئيس أن الاحتفاء بصورة زوجة الرئيس مرسي يأتي ثورة على أفراد أسرة مبارك، الذين تدخلوا في كل أوجه الحياة الاجتماعية والثقافية. وقالت “رغم حساسية الحديث عن زوجة الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب لمصر عبر تاريخها، والذي يأتي بعد ثورة عظيمة، لم تكن مجرد ثورة على رئيس وحكومته ونوابه، أو نظامه بوجه عام، ولكنها ثورة على أفراد أسرته، الذين تدخلوا في كل أوجه الحياة الاجتماعية والثقافية، في صورة زوجة رئيس بدأت مشوارها مجرد زوجة رئيس لها أنشطة اجتماعية، ثم ثقافية كنا نعجب بها في البداية، إلى أن تسللت لتتصدر المشهد ولتسبق الوزراء بخطوات، ثم لتكون الأولى والأهم في كل مشهد وبإلحاح ممجوج، والكل يسيرون في ركبها، ولتكن لها الكلمة العليا في اختيار الوزراء وفي إدارة شئون الحكم، ولتساعد وتمهد الطريق لابنها المدلل ليكون رئيسا لمصر، الأمر الذي يجعل هناك هاجسا وتخوفا من ظهور زوجة رئيس أخرى تكرر التجربة”.

وأضافت “ناهيك عما حدث من مباركة هذه الزوجة ـ سوزان مبارك ـ لأنشطة ابنيها، أو ابني الرئيس في التغوّل الاقتصادي المتمثل في امتلاك أي شيء وكل شيء، ومشاركة كل رجال الأعمال وأصحاب التوكيلات قسراً، واللعب في البورصة بما يضر صغار المتعاملين، ناهيك عن شراء ديون مصر، وشراء أراضيها الغالية بثمن بخس، والدخول في كل ما من شأنه جني ثروات طائلة، بالعمولات والرشاوى وشراء الذمم وشركات السمسرة وشركات الأوف شور… إلخ، كذلك تخطيطها لدخول أحدهما مجال السياسة وتصدره المشهد الحزبي، توطئة لتوريثه حكم مصر، كل ذلك بمباركة من سيدة مصر الأولى التي كانت يوما ما واجهة طبية لزوجها وإضافة لصورته، لتصبح أهم أسباب كراهية الناس له ولها ولابنيهما”.
وتؤكد د.عزة عزت أن هذه المقدمة لابد منها لرسم ملامح الصورة المرغوبة لزوجة رئيس مصر المنتخب.. فنجد أن الكثيرين متحسسين من أن يكون لها أي دور من أي نوع: اجتماعي، خيري، ثقافي، تعليمي، صحي، أو أي دور كان، لكننا لا نستطيع أن نغفل أن لزوجة أي رئيس دور تمثيلي هي مضطرة لممارسته، كما كان الحال بالنسبة لزوجة الرئيس جمال عبد الناصر، من نوعية مرافقته في استقبال زوجات رؤساء الدول، أو مرافقته في رحلات خارجية، وفي هذه الحالة لابد من إعادة صياغة لمظهر سيدة القصر القادمة، فهي بالفعل وجه طيب جميل”.

أشعر بفرحة عندما أراها

وقالت الشاعرة عزة حسين “أظنها سيدة طيبة كأمهاتنا وخالاتنا، لكن ألقت بها الظروف في بقعة وظرف كانا أبعد ما يكون عن تخيلها، أتوقع أنها لا تكترث كثيراً بالوضع الجديد، وطبعاً لا تملك الكثير من الأدوات التي توفق بها بين اهتماماتها السابقة ومقتضيات وضعيتها الحالية، لكن ما أشفق عليها منه، ويستفزني أيضاً هو كم التناول غير الأخلاقي لمظهرها العام وشكلها، واختراق خصوصيتها”.
وأضافت “أرى أن من حقها أن ترتدي ما تشاء وأن تغيره، وأرفض التلصص على مدى التغيير بين مظهرها الحالي ونفسه بعد فترة، وأرجو أن يحترم بعض شباب الـ (فيسبوك) كون هذه المرأة هي نظيرة أمه أو خالته أو عمته أو أخته، وأن نحترم الاختلاف الذي تجلد الآخرين بسبب عدم احترامه، لكن ما يحق لنا دس أنوفنا في شؤونه هو زوجها، هو الذي سنتلصص على أدائه واهتماماته وبالطبع ولاءاته، وأنا شخصياً أرفضه وسياسته وجماعاته منذ اللحظة الأولى”.
وبدأ الباحث عمرو مصطفى شلبي “ليس هناك شك أن زوجة الرئيس المنتخب السيدة نجلاء علي ستغير شكل سيدة مصر الأولى في أذهان الناس والتي عرفناها وعرفها أسلافنا على مدى السنوات الماضية تلك السيدة ذات السطوة والنفوذ بحكم منصب زوجها، والتي ترافق الرئيس في أغلب جولاته الخارجية، ولها مؤسستها الاجتماعية والثقافية التي تتولى رعايتها، ولها أيضا مشاريعها الاجتماعية التي تعمل تحت أسمها، بالإضافة إلى ثيابها المميزة، فالسيدة نجلاء بزيها المميز المحافظ والذي لم يعرفه القصر الجمهوري من قبل ستكون مثار حديث وسائل الإعلام والشعب طوال فترة حكم زوجها”.
وأضاف “نجلاء علي محمود، تبلغ من العمر 50 عاما. امرأة عادية وبسيطة ظلت محتفظة باسمها الحقيقي ولم تضف إليه اسم زوجها، كما فعلت سوزان مبارك وجيهان السادات من قبل، بل وتسعد أكثر عندما يناديها الناس باسم ابنها الأكبر – أم أحمد”.
ورأى أن السيدة نجلاء بلباسها ومظهرها تشكل شريحة كبيرة من سيدات المجتمع المحافظ في مصر اللاتي يرتدون نفس اللباس، فكم من سيدة نراها في الشارع كل يوم أثناء ذهابنا وإيابنا من وإلى العمل، وهي تلبس الخمار أو الإيشارب والعباءة، كم من أم من أمهاتنا لبست أو تلبس نفس الزي، فملابسها من بيئة المجتمع المصري وليست بظاهرة غريبة عليه وأنا بتخيل أن وصول سيدة مثل (أم أحمد) إلى القصر الجمهوري هو جزء من مظاهر روح الثورة وهو أن نشعر دائما أن زوجة الرئيس ترتدي مثلنا مثل أمهاتنا وأخواتنا أنها تنتمي إلينا حقا إلى جذور المجتمع المصري المحافظ. إذن فلن ننظر إليها نظرة حقد أو حسد أو غل أو كراهية أو نشعر يوما ما إنها بعيدة عنا وعن تفكيرنا أو اتجاهاتنا المحافظة التي ينتمي إليها أغلب المصريين مسلمين ومسيحيين ولم ولن نسمع عنها يوما أنها ذهبت أو ستذهب إلى باريس أو روما لتقتني أحدث ما أنتجه صيحات الموضة الأوربية، بينما هناك مواطن جائع في مصر، لن نسمع ذلك عن “أم أحمد” وإذا غيرت ملابسها لا تستعجب أن تقوم مظاهرات تطالبها بأن تعود إلى سابق عهدها”.

ويتساءل الباحث عمرو شلبي عن ماهية الدور الذي ستقوم به السيدة نجلاء أو أم أحمد كما تحب أن يطلق عليها في الحياة المصرية، هل ستلعب دورا اجتماعيا سياسيا مثل جيهان السادات أو سوزان مبارك في الحياة العامة في مصر، أم أنها ستكتفي بأن تكون زوجة الرئيس وتكتفي بمهام الأسرة؟ “لا استطيع أن أحدد الآن طبيعة الدور الذي ستلعبه السيدة نجلاء لان الوضع جديد على مصر كلها فلم يأت رئيس من قبل ليمكث أربع سنوات ويرحل أو تجدد له المدة، لذا أرى أن نترك الوقت قليلا لنرى ما هي توجهات سيدة القصر أو خادمة مصر وهو اللقب التي تفضله أم أحمد خلال المرحلة المقبلة، ففي حوار لها مع جريدة حزب “الحرية والعدالة” – الذراع السياسية لجماعة “الإخوان المسلمون” قالت السيدة نجلاء إنها كانت تعلم أن الأمر صعب للغاية، فهي لن تستطيع إرضاء الجميع، فإن هي شاركت في الأنشطة والحياة الاجتماعية ستكون دائما في وضع مقارنة مع سوزان مبارك، وإن هي لم تشارك ولزمت بيتها سيقول الناس إن رئيس البلاد لا يريد لزوجته الظهور أمام الآخرين وهكذا يفكر الإسلاميون”.
ويوجه شلبي رسالة إلى هؤلاء الذي يسخرون منها “أود أن أقول لهم إذا لم تحترموا زوجة رئيسكم وتجلوها وتحترموها حتى في الحديث عنها، فلن يحترمكم أحد، السيدة حتى الآن هي تجسيد للروح المصرية البسيطة الأصيلة ولم يصدر منها ما يقول عكس ذلك لذا لا تتعجلوا في الحكم، إنني شخصيا عندما أرى السيدة نجلاء في صور أو فيديو فإني أشعر بفرحة شديدة لأنه ولأول مرة أشعر أن مصر تحكم بأهلها الحقيقيين الذين عاشوا آلامها وأفراحها”.

شر حرم الرئيس المخلوع

وقال الشاعر والكاتب مأمون الحجاجي “ربما أحتاج المصريون أن تكون حرم رئيسهم واحدة تشبههم مثل أخواتهم وأمهاتهم لتقديم بديلا موضوعيا لما أصابهم من خيبة من شر حرم الرئيس المخلوع والتي بتصرفاتها وممارساتها عجلت للنهاية المؤسفة التي حلت بزوجها الذي لاكته الألسنة من تركه لها لتتدخل في شؤون البلاد، وقد تطور الأمر لتدير السياسات الخارجية والداخلية، نحن نريد زوجة الرئيس التي ترعى أيتام ومرضى وأطفال شعبها إضافة لعملها الفعلي، ولا أقل لن نطلب منها أن تجلس في البيت في الوقت الذي ننادي بحق المرأة في العمل، فقط عليها أن تعرف أن العمل العام لمصر لا لحسابها الشخصي، وأن تقدم إقرارا للذمة المالية سنويا، لأن لا من هو فوق الحساب والمحاسبة”.

ورأى الشاعر والروائي حمدي عابدين أن ظهور السيدة نجلاء علي زوجة رئيس الجمهورية بخمارها الذي يذكرك ببساطة الأمهات المصريات، هي النقطة المضيئة الوحيدة في المشهد الرئاسي والثوب الإخواني الملوث بأدران الصفقات والتوازنات والمواءمات السياسية التي صاحبت دخول محمد مرسي قصر الرئاسة.
وقال “لكن هذه الأم التي ترتدي الخمار مثل الكثيرات من النساء الطيبات في بلادنا عبرت مع الرئيس درج القصر ربما لن تكون عند محاسبة السيد الرئيس علي ما وفي من وعوده وما لم يوف، هي “الوردة التي من أجلها ينسقي العليق”.
نعم استقبل كثير من المصريين ظهور السيدة نجلاء بثوبها البسيط “دعك من السطحيين الذين تندروا على ردائها” بشعور أمومي طيب، لكن على الرئيس أن يعلم أن المصريين لن يدعوه يعقد الصفقات لكي يستمر في القصر الرئاسي دون أن يقضوا مضجعه بتحقيق مطالبهم العادلة في محاكمة قتلة الثوار والقصاص منهم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والعيش الكريم، والكرامة الإنسانية”.

جذور مصرية

الكاتب أحمد عبد الباقي رأى أنه بعد نجاح محمد مرسى كرئيس منتخب للجمهورية المصرية، انتقلت الأضواء إلى زوجته السيدة نجلاء علي وأخذت بعض الصحف العربية والغربية في تشويه صورة زوجة الرئيس واتهامها بالتخلف لارتدائها الحجاب وأن صورتها لا تليق بزوجة رئيس مصر، لكن الحقيقة أن هذه هي الصورة الحقيقية لسيدات مصر ولشعب مصر، فهذه السيدة تمثل في زيها وشكلها وطبيعتها أمي وأختي وزوجتي فهي امرأة لسيدات مصر، ولا يعنينا الصورة القبيحة التي عرفها العالم عن سيدات مصر والتي تبلورت في صورة سوزان مبارك وقبلها جيهان السادات، فهما ليستا مصريتين خالصتين فهما تنتمون لجذور أوروبية ولم تكن طبيعتهم وبيئتهم التي عاشوا فيها مصرية خالصة، إني الآن أرى السيدة نجلاء أما لكل المصرين، وعندما سألها احد الصحفيين بأنها سيدة مصر الأولى أجابت بالنفي بأنها خادمة مصر الأولى، وبأن لا يوجد أحد سيدا على شعب مصر وهذا ما يذكرني بالسيدة تحيه زوجة عبد الناصر التي رغم كونها زوجه لأكبر زعيم عربي ألا أنها كانت محجوبة عن الأضواء ولم تظهر معه في أي مناسبة رسمية ألا نادرا جدا، لنكن منصفين رغم اختلافنا مع الإخوان في بعض الأمور ألا أنه بالطبع لا نقبل أهانه أي من رموز مصر فالرئيس هو عنوان مصر وزوجته هي سيدة مصرية لا نقبل بأي حال من الأحوال أهانتها، أهانتها هي إهانة كل المصرين مسلمين كانوا أم مسيحيين، أيها السادة المعارضون لحجاب وهيئه السيدة نجلاء زوجه الرئيس. هي هيئتنا جميعا وهيئة مصر كلها وعليكم أن تعترفوا وتغيروا انطباعكم عن الصورة الحقيقية لشعب مصر فلم يكن الحجاب يوما دليلا للتخلف، ولنا في رسول الله أسوة وقدوة، ارفعوا أيديكم عن مصر وعن شعب مصر، ولننتقد باحترام ولنعلم أن الحياة الشخصية للأفراد خطا أحمر لا ينبغي تخطيه، فمصر ستظل بشعبها هي كنانة الله في الأرض مهما فعل الحاقدون”.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى