ثقافة وفنون

الايرانيون يهربون الى اربيل لسماع الاغاني!

 

منذ بداية الطفرة الاقتصادية التي شهدها اقليم كردستان العراق وانفتاحه نحو العالم الخارجي خلال السنوات الاخيرة وتمتعه بالامن والاستقرار، نظمت شركات القطاع الخاص العديد من الحفلات الغنائية لمطربين ايرانيين، ويقطعون الاف الاميال للاستمتاع بموسيقاهم التي حرموا منها منذ تولي الاحزاب الدينية الحكم في طهران. ويضطر الاف الايرانيين رجالا ونساء وشبابا الى قطع مسافات طويلة بسياراتهم الخاصة للوصول الى مدينة اربيل لقضاء اعياد نوروز ورأس السنة الكردية والفارسية الجديدة،

وحضور حفلات مغنيهم الايرانيين الممنوعين عليهم من قبل السلطات الايرانية. وبعد وصول نظام الحكم الديني الى سدة الحكم في ايران عام 1979 والقضاء على حكم شاه محمد رضا بهلوي وتاسيس جمهورية اسلامية بدلا من علمانية، اضطر اغلب نجوم الغناء الفارسي الى مغادرة البلاد والتوجه نحو الخارج. وتقول حبيبة اصفهاني التي رمت حجابها بعد ان وصلت الى اربيل: “منذ مدة ونحن ننتظر نوروز هذا العام للمجيء لاربيل وحضور حفل غنائي لمجموعة من المغنيين الايرانيين”. وتضيف: “جئت مع والدتي واخواتي من مدينة اصفهان ولدينا اقارب يقيمون في اربيل ولانهتم لما يجري في ايران حاليا، المهم لدينا التمتع بلحظات جميلة بعد كل هذه السنين من الحرمان”.
ونظمت احدى شركات القطاع الخاص نهاية الاسبوع الجاري حفلة غنائية لمجموعة من المغنين الايرانيين، وبعد ان أخفقت في باديء الامر بتنظيم الحفل بشكل منظم نظرا للتدفق الكبير للحضور، عوضت في اليوم التالي بتنظيم حفلة اخرى واقتصر الامر فقط لمن يحمل الجواز الايراني كي لاتفسد عليهم الاجواء. وقامت الشركة ببيع اكثر من 15 الف بطاقة وبسعر بلغ 45 دولار اميركي للبطاقة الواحدة اي ما يصل الى حوالي 150 الف تومان ايراني وهو مبلغ كبير حاليا للمواطنيين الايرانيين بسبب الحظر الاقتصادي الدولي. وبحسب كريم احمدي وهو في الستينات من العمر، انه قدم من طهران هذا العام مع افراد عائلته خصيصا لحضور الحفل: “لحد الان قمت بصرف اكثر من الفي دولار من اجل حضور هذا الحفل ولكن لايهمني المبلغ بقدر اهمية الحضور والتمتع باجواء تعيدنا الى الماضي الجميل ايام الموسيقى والطرب الايراني الاصيل”.
وفي القاعة التي اقيمت فيها حفلة هذا العام، استعاد الايرانيون ذكرياتهم مع الزمن الجميل الذي عاشوه في سبعينات القرن الماضي، حيث لامحظورات في الملابس والرقص والتناغم مع الموسيقى والاغاني وكل أستمتع مع افراد عائلته حسب طريقته الخاصة وبعيدا عن اعين الرقابة الدينية المتشددة في ايران. وتحدث المغني الايراني ايبيه الى جمهوره وقال انه مضى على غيابه القسري عن بلاده 33 عاما وقدم اغنية لهم عن الغربة والتي رددها الجمهور معه واغرورقت عيناه بالدموع، فيما الجماهير الحاشدة بدأت تتمايل مع الموسيقى الحزينة. وتنظم مثل هذه الحفلات ايضا في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، ولكن يبدو ان الاقليم الكردي في العراق بدأ يحتل مكانة خاصة لدى الايرانيين لاقامة مثل هذه الحفلات فيه نظرا لقربه الجغرافي.
ويقوم المواطن الايراني عزيز جمشيدي: “في السابق كنا نتوجه الى دبي لحضور هذه الحفلات ولكن بعد ان علمنا بانهم ينظمونه في اربيل، توجهنا هذا العام الى هنا، ومع بعد المسافة من طهران ولكن استمتعنا باجازة سعيدة مع العائلة وسنحضر ايضا حفلة لمغنينا المفضلين”.وبحسب قول نادر روستي المتحدث باسم الهيئة العامة للسياحة في حكومة اقليم كردستان العراق ان 25 الف سائح عراقي ومن دول الجوار والاغلبية من ايران وصلوا الى الاقليم خلال عطلة اعياد نوروز. وتشير الارقام التي نشرتها نقطة العبور الحدودية في حاج عمران التي مدينة اربيل بايران ان اكثر من 24 الف سائح ايران دخلوا الاقليم، فيما اشارت ارقام نقطة باشماخ الحدودية في مدينة السليمانية المحاذية ايضا لايران ان حوالي سبعين الف سائح وصلوا للمدينة عن طريق المعابر الحدودية ومطار السليمانية الدولي. ولاقليم كردستان العراق معبرين رسميين مع دولة ايران وهما حاج عمران الواقع بشمال مدينة اربيل والثاني في باشماخ بشرق مدينة السليمانية وهما معبران رسميان بين الطرفين. وتحرم السلطات الايرانية ذات التوجه الاسلامي على مواطنيها الاستماع علنا الى اغاني العديد من المغنيين المعروفين منهم المغنية كوكوش التي توصف باسطورة الطرب الايراني والمغني المعروف معين اصفهاني وداريوش وايبيه وجمشيد ومنصور والمغنية ليلى فروهر.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى