Sliderثقافة وفنون

صالح مطروح .. كاتب عراقي يشرح تجربته مع كورونا

وطن برس / جبار بچاي

شرح القاص العراقي صالح مطروح السعيدي تجربته مع فيروس كورونا منذ أول لحظة شعر بنزله برد وكيفية مواجهة لهذا القاتل اللعين تحت اشراف فريق من الاطباء الى تماثل للشفاء التام وهو غير مصدق  كيف أن هذا القاتل مر ثقيلا ومضى الى حيث لا رجعة .

وقال السعيدي في مدونته الشخصية التي تابعتها وطن برس ” إنه للوهلة الأولى بدا الأمر وكانه نزلة برد اعتيادية، اتصوره اقرب الى هبة ريح ما لبثت ان تحولت الى عاصفة بمدارات اعصار مدمر.

الكاتب صالح مطروح

في البداية كان الأمر عاديا وليس فيه ما يخيف او يرهق… هي قحة خفيفة استمرت ستة أيام… بعد تلك الأيام اكتشفت انهيارا مروعا لنظام دوائي اشرف عليه أطباء إجلاء ابتداء من وفاء الكمالي وحيدر عباس الموسوي مرورا بالطبيب الواسطي صباح القريشي وصولا إلى الطبيب صباح محيل السعيدي وهم يختارون الدواء الناجع لحفظ وتوازن ضغط الدم. هنا اخذ ضغط الدم ينخفض إلى درجات مخيفة ولاسيما الواطئ. في ذلك الوقت وازاء تلك الحالة عرفت أن الأمر تخطى حدود الفلاونزا وما هذه الا ضربات كورونا فايروس.

ربما كان ذلك تمهيداً للرحلة الاصعب والصراع المريرما بين الجهاز المناعي والفايروس الذي سيتحول إلى الاف او ربما إلى ملايين الفايروسات… سيكون الصراع عنيفا داخل الجسد الذي سيتحمل وحده أثار المعركة ما بين الجهاز المناعي الذي يحارب ويقاتل من أجل وطنه الجسد وما بين فايروسات معتدية تريد احتلال هذا الوطن ، الجسد.

من اثار تلك المعركة ارتفاع درجات حرارة الجسم مصحوبة بموجات عرق يستحم فيها الجسم كاملا ومع هذه الحمى المجنونة صداع بدرجات متفاوتة.

ويضيف .. يبدو ان الفايروسات بدأت بالتقدم تساعدها قناة اوستاكي التي من خلالها يستطيع الفايروس التغلغل مثل الانف والفم ازاء هذا تخيلت أن رئيس الجهاز المناعي اوعز بالتراجع من أجل تنظيم صفوف مقاتليه لان العارض الذي اصاب الجسد كان عنيفا وقاسيا ومؤثرا وهذه المرة جاء بشكل قحة عنيفة ومتواصلة… لم تكن قحة عادية بل هي تمزيق للصدر ونهشة بأظافر حادة، هي بمثابة ازعاج متواصل والم عنيف.

اما الشهية فقَد فقدت تماما واضحى الطعام من اللاضروريات والفم اصبح جافا بطعم غير مستساغ.

ما تبقى.. حاسة الشم.. هذه بقيت فاعلة لم يصبها العطب.

مرت الايام مضنية متعبة بليال سود حالكة لا امل فيها ولا ثمة ضوء.. خلت تلك الليالي من الاحلام والرؤى والخيالات وضعف فيها الاحساس بالحياة.

بعد المسيرة لتلك الأيام حلت مرحلة وجع الظهر ثم ضربة عنيفة حين حل الم فضيع في الرجل اليسرى.

أيا ترى هل كان ذلك الالم اعتياديا ام انه حل بهياة جحيم لا يطاق؟

بالتأكيد انه الم لا يتحمله بشر… ربما هو الم اوجد لكائن اكثر قوة وصلابة يبدو ان العزم والتصميم والتشبث بالحياة جعلتني اتحمل ذلك الوجع الذي اتصوره ات من اتون جحيم مستعر. استمرت الحالة اثنان وخمسون يوما.

أبا مرتضى وبعد تلك التجربة المريرة التي كانت محفوفة بالخطر أثنى على الدور المميز وشكر كل موقف معه وآزره حتى تجاوز تلك المحنة حيث قال :

هنا لابد لي من تقديم فيض شكري وعظيم امتناني إلى السادة الاجلاء..

الاخ الصديق السيد حميد الزاملي الذي كان باتصال دائم معي كما كان حلقة الوصل بيني وبين صديقه الدكتور الذي اشرف على علاجي.

الدكتور محمد علي الكعبي.. اختصاص الباطنية وعضو الهيأة التدريسية في كلية الطب / جامعة واسط والذي كان في قمة الانسانية والاقتدار العلمي.

الصديق الاخ عبد الحسين الشيخ طعمة بتوجيهاته السديدة ومعلوماته القيمة وكان باتصال معي.، المضمد حسين باجي الذي اشرف علي حالتي ، المعاون الصحي ناظم خشان الذي اخذ المسحة،الاخ جاسم علوان الطرفة الذي جاء من بغداد ولازمني ولامسني ، السيد عقيل الزاملي الذي علم بحالتي مبكرا، الصديق الاخ مهدي القريشي .

بعد ذلك اتصل كل من السادة الافاضل.

الاستاذ طه الزرباطي، الاستاذ اسماعيل سكران،الاستاذ عماد النجار، الاستاذ فيصل الدنيناوي. الاستاذ حسين جنكير. الاخت الفاضلة القاصة رجاء الربيعي. الاستاذ عمر السراي.. مودتي للجميع وأبعد عنهم كل سوء ومكره.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى