مقالات

لا لتصعيد المواقف

علي وحيد العبودي
ذات يوم وقف اثنان من اصدقائي في الطابق الارضي للبناية التي يعملان فيها وبالتحديد امام المصاعد الكهربائية التي غالباً ما تتعطل، وحينما كانا يهمان في الحديث الصباحي تفاجئ احد اصدقائي بان يده اصابت وجه الوزير الذي كان واقفا هو ايضا بانتظار المصاعد،  وبطبيعة الحال ان صديقي الطيب القلب لم يكن يقصد ان يسبب اي اذى للوزير لكون انه كان يحرك كلتا يديه عندما يتحدث، فجاءت احداهما بحركة سريعة في وجه الوزير الذي بادر بابتسامة جميلة وعدم اهتمام لكون ان صديقي لم يكن قاصدا ما حدث. صديقي الاخر ومن باب الفكاهة والمزاح بدأ يصرخ بصوت ويحشم من حوله بان صاحبه اصاب الوزير بوجهه حتى كادت تتغير المواقف بسبب مزاح. احيانا كثيرة تتغير المواقف في لحظة واحيانا نعيش لحظات لا نعي خطورتها هكذا علمتنا ظروف ما بعد عام 2003. المشهد السياسي الذي نعيشه اليوم يتطلب العمل على عدم تصعيد المواقف، وضرورة وضع حلول مناسبة للازمات التي تمر علينا، لضمان حالة من  الاستقرارفي الأوضاع  الأمنية والسياسية والاقتصادية للبلاد، بعيداً عن التصريحات والحرب الاعلامية التي تؤدي إلى مزيد من الاحتقان. كما انه لا يختلف اثنان ان التظاهرات حق من الحقوق التي كفلها الدستور العراقي، للتعبير عن الاراء بالصورة التي تؤمن وتحقق للمتظاهرين مطالبهم. وبما ان القائمة العراقية هي من حملت مطالب المتظاهرين في الانبار(كما اعلنت) منذ يوم الحادي والعشرين من الشهر الماضي وهو يوم انطلاق تلك التظاهرات على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي ، كان عليها ان تنظر وتتمعن بدقة في هذه المطالب وان تأخذ دورها في حل تلك القضايا لا ان تنسحب من جلسات مجلس النواب وتعطل الكثير من القوانين التي باقرارها قد تُحل الكثير من المطالب، خصوصاُ وان مجلس النواب على اعتاب القراءة النهائية لمشروع قانون موازنة العام الحالي.
اجزم ان انسحاب العراقية من تلك الجلسات او امتناع حضور وزرائها جلسات مجلس الوزراء دليل على تفريطها بمصلحة الشعب العراقي. فمن يتبنى مطالب المتظاهرين يجب ان يكون جزء من حلها ولا يكتفي بتصعيد المواقف يوما بعد يوم حتى وصل الحال وللاسف الى سقوط ضحايا في تلك التظاهرات وهذا من وجهة نظري المتواضعة شيء طبيعي لما نشاهده من تصريحات وسياسة اعلامية تتبناها بشكل فاضح بعض الفضائيات المحرضة.
احدى هذه الفضائيات منذ الايام الاولى للمظاهرات بدءت ببث اناشيد كانت تتغنى بالنظام الدكتاتوري المباد ولا اعرف ما الداعي لمثل هذه السياسة الاعلامية التي تظلل الناس وتبث حالة من الانشقاق بين ابناء البلد الواحد.
اليوم نحن على اعتاب صراعات في غنى عنها وكل هذا يحصل بسبب اجندات واملاءآت خارجية تريد زعزعة الوضع في العراق، ما يتطلب موقفاً حازما من رجال الدين والسياسيين وشيوخ العشائر بتبني مشروعاً توافقياً يدعو الى التهدئة ونبذ الطائفية المقيته التي يعزف على اوتارها كل اعداء العراق. دمت سالماً بلدي الغالي..وستنقشع هذه الغيمة كما انقشعت غيوم المؤامرات التي احيكت لتفريقك وتقسيمك.
alikhassaf_2006@yahoo.com


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى