فلاح المشعل
قصة موت الطبيبة بان زياد ستترك أثرا ًعميقاً في الذات الجمعية للعراقيين، تبقى تؤرق الضمير والذاكرة عن قصة موت يُقلق حقيقتها الشهود واللامعقول في عالم الطب الجنائي، والإنجاز السريع في غلق الموضوع، على طريقة الإحالة المباشرة للمشاريع الحكومية!
تلك العيون الهادئة المبتسمة بوجل وجمال طفولي، أسمعها تخاطب العراقيين جميعاً بصوت يشبه النشيج، احذروا فقد جاءكم الموت جميعاً، الآلهة الأرضيون أسقطوا الموانع ما بين أن تكون بشرا أم حيوان تنحر للنذر بعد إتمام الصفقات!
جرائم القتل غدرا، كفيلة بإسقاط ممالك وإمبراطوريات ودول، ثمة دماء تستمر بالصراخ على القتلة مهما كانت مراكزهم وقوتهم، تحاصرهم بنداءات ورعب يستلب منهم النوم وراحة النفس، حتى تقضي عليهم بهدوء وبشاعة مصير، هكذا أرى ما يحدث مع الجناة، يوم يختفي الأعوان، ويتخاذل الطغيان وتصبح السلطة سياجا من الخوف!
قصة موت معلن صارت تعصف بالعراق، عصف أصاب الجميع بالذهول، كان مسرح العبث واللامعقول يأتي باغتراب يهدف لصدمة الجمهور الأوربي الذي استفاق على هول حرب عالمية ثانية، ومشهد خراب كوني!
ماذا سيأتي لنا بالعراق والأهوال تتوالى والقرابين النسائية لم تنقطع، عقدة الجنس حين تصبح بديلا عن العقل، وهي تأتزر السلطة والمجون وغطاء الدين الزائف، عندها السماوات جميعهن تبارك الدماء النازفة!
موت سيكون فاتحة لانهيارات أخلاقية وسقوط المثل العليا، موت يحفر نهرا لدماء لا تنقطع، موت يصبح نذير شؤوم للجميع، ونهاية الحكاية عن بلاد تناسل فيها الفراعنة، حتى غدت في ظلمة كاملة، وقد انطبق عليها البحر، بحر الفناء، وتقول الحكاية أيضا: النهايات عادة ما يصنعها الأشرار، فيهلك الجميع وأولهم الأشرار، لتخرج بعد ذلك حياة أخرى جديدة، بلا دنس أو فجور وطغيان وفساد، عندها ستعود بان ومعها سرب حمامات تحمل أسماء وعيون النساء اللاتي سبقنها لمحطة الانتظار !