Sliderالعراق

ذوو الاحتياجات الخاصّة في العراق …ارقام  تصاعدية وواقع مؤلم !

اعداد وكتابة / جنان بكر( البصرة – العراق )

عَرَّفَت هيئة الأمم المُتّحدة ذوي الاحتياجات الخاصّة بأنّهم ( الأشخاص الذين يُعانون حالة دائمة من الاعتلال الفيزيائيّ أو العقليّ في التّعامل مع مُختلف المُعوّقات والحواجز والبيئات، ممّا يَمنعهم من المُشاركة الكاملة والفعّالة في المُجتمع بالشّكل الذي يضعهم على قَدَم المُساواة مع الآخرين) ، كما ذكرت مُنظّمة الصحّة العالميّة أنّ الإعاقة هي مُصطلح جامع يضمّ تحت مِظلّته الأشكال المُختلفة للاعتلالات أو الاختلالات العضويّة، ومَحدوديّة النّشاط، والقيود التي تَحدّ من المُشاركة الفاعِلة.

جنان بكر

صفات  وانواع ذوي الاحتياجات الخاصة

 ان من اهم صفات ذوي الاحتياجات الخاصة يشترط توفر  عدّة صفات في الشّخص ليُطلَق عليه بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة، منها: وجود مَشاكل في وظائف الجسم والهيكل، وصعوبة الحركة والقيام بالأنشطة، بالإضافة إلى وجود عوائقَ تحول دون المُشاركة الطبيعيّة في الحياة. نواع الاحتياجات الخاصة يُطلَق على الشّخص بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة نتيجةَ وجود اضطرابات تُقسم إلى عدّة أنواع: اضطرابات جسديّة، أو حسيّة، أو نفسيّة، أو عصبيّة وفكريّة.  وان أكثر أنواع الإعاقات انتشاراً هي الإعاقة الجسديّة يليها في المقام الثّاني الإعاقة الذهنيّة والحسيّة. يعود سبب الإعاقة الجسديّة غالباً إلى وجود مشاكل في عمل الجهاز الدوريّ، أو التنفسيّ، أو العضليّ، أو العصبيّ، يُصاحبها ضعفٌ في السّمع والبصر. يرجع سبب الإعاقة العصبيّة والإدراكيّة لوجود تَصلُّب أو إصابات في الدّماغ، كما تُعزَى الإعاقة الفكريّة إلى صعوبة في التّفكير والتعلّم والتّواصل وتذكُّر الأشياء واستخدامها عند الحاجة، واتّخاذ القرارات وحلّ المَشاكل. يجب أن يحظى ذوو الاحتياجات الخاصّة بعناية صحيّة طبيعيّة كغيرهم من البشر لممارسة حياتهم الطبيعيّة، لكنّهم أكثر عرضةً للخطر من غيرهم، لذلك فهم بحاجةٍ إلى مُتابعةٍ حثيثةٍ من ذويهم، بالإضافة إلى إرشادهم لكيفيّة التصرّف في حال تعرّضهم للذّعر والأذى. مُعاناة أحد أفراد العائلة من إعاقة مُعيّنة قد يُؤدّي إلى إرباك العائلة بأكملها ووضعها تحت ضغطٍ نفسيّ وعصبيّ وأحياناً ماديّ كبير، لذلك يُنصَح بتلقّي الإرشادات من المُختصّين، والتزوّد بمصادرَ لمعرفة كيفيّة التّعامل مع الحالة، وتوقّع القادم والتّخطيط للمستقبل، ممّا يُساهم بشكل كبير في تحسين نمط الحياة. الإعاقة والعجز والضّعف الضّعف هو حدوث خسارة أو تعطُّل في بعض وظائف العمليّات الذهنيّة أو الفيزيائيّة أو التشريحيّة داخل الجسم مُقارنةً بآلية عملها لدى الأشخاص الطبيعيّين، ويتسبّب بحدوث إعاقةٍ بالرَّغم من وجود القدرة على القيام بالوظائف اليوميّة؛ فنتيجةً لوجود ضعف في الجهاز العضليّ لطفل في عمر الثّالثة لم يتمكّن من المشي كما يفعل أقرانه الذين في مثل عمره.

ويعد العراق  واحد من البلدان التي يرتفع بها أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة ، ويرجع  ذلك إلى السياسات الحكومية الخاطئة، والأزمات والحروب المتكررة، وانتشار الإرهاب بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 ، وغياب الرعاية الصحية والأنظمة المرورية في كل محافظات العراق.  ورغم عدم وجود عدد محدد للمعوقين الاأن عددهم يصل الى اكثر من  ثلاثة ملايين أو أكثر، وفي عام 2012 صادق العراق على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة وأصبح ملزم بها، وعلى ضوء ذلك تم تأسيس الهيئة الوطنية لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وإقرار قانون 38 لسنة 2013 ودخل حيز التنفيذ. على الرغم أن القرار 38 يتعارض مع الاتفاقية الدولية من ناحية استقلالية الهيئة، الاأن  الهيئة اصبحت تمارس اعمالها  تحت إشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية .

وفي  عام 2017 ، أعلنت  وزارة التخطيط أن عدد الأشخاص من  ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في العراق بلغ ( مليون و357 الف شخص ) في 13 محافظة ما عدا إقليم محافظات  كردستان، وأن نسبة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في العاصمة بغداد هي العليا بين باقي محافظات العراق ضمن المجموع الكلي البالغ مليون و357 ألف شخص من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة بنسبة 27%، تلتها محافظة البصرة 12%، ثم محافظات واسط والنجف و ميسان والمثنى. و بلغ عدد الذكور 770 ألف بنسبة 57%، فيما شكلت نسبة الإعاقة عند الإناث 580  ألف بنسبة 43% من المجموع الكلي. وتسبب المظاهرات والاعتصامات  في العراق في نسبة زيادة عدد المعوقين جراء العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين  لاسيما في العام الماضي 2019 . 

وهناك جملة من الامور التي يجب وضع الخطط والبرامج الخاصة لضمان حقوق ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة وفق احكام القانون والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي كان العراق طرفاً بها  . ومنها تكليف احد افراد العائلة براتب شهري  ليرعى  الشخص المعاق ، لان رعاية المعوق تقرها الانسانية قبل القانون 

 تأمين المتطلبات العلاجية والخدمات الاجتماعية والتأهيل النفسي والمهني لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل العراق وخارجه . و توفير فرص التعليم العام والخاص والتعليم المهني والعالي لذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة للقادرين عليه. وتطوير الملاكات العاملة في حقل رعاية ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة وإنشاء قاعدة بيانات لهم وتحديثها أضافة الى  تشجيع تصنيع الأجهزة والمعدات التي يحتاجها ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة والاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص ومواكبة التطورات العلمية في كل ما يتعلق بالاعاقة والاحتياج الخاص والاتصال بالجهات المختصة داخل العراق وخارجه لرفع كفاءة اداء العاملين  في هذا المجال . و منح ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة هويات خاصة .

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى