مقالات

المخصيون

بسام الطعمة / البصرة :
كنا سبعة اشخاص نستقل سيارة نوع كيا : في المقدمة رجل دين معمم وخلفه يجلس رجلان في منتصف العمر ثم انا وبجانبي شاب في مطلع عشرينيات عمره ووراءنا ثمة رجل كبير وامرأة يبدو انها بائعة سمك …. هذه المرأة وطوال الطريق كانت تستنكر سرعة السائق وتستهزأ من نظارته السوداء .
ومن بين مئات السيارات التي اجتازت نقطة التفتيش وسط مدينة البصرة القديمة اومأ الجندي لسائقنا ان قف جانبا وقف سائقنا ذو النظارة السوداء قرب الرصيف وتقدم منا جندي مدجج بالسلاح دار حول السيارة والقى نظرة مستطلعة داخلها ثم طلب هوية الشاب الجالس بجانبي … ارتبك الشاب اذ لم يجد هويته قال للجندي متلعثما : نسيت هويتي في البيت …………

نظر اليه الجندي طويلا ثم القى على مسامعه ومسامعنا جميعا محاضرة قيمة جدا عن اهمية حمل الهوية في ( هذا الوكت المو تمام ) ايده الشاب الخائف بقوة ثم قال له الجندي الان لو انزلتك لاشبعتك ( طن كتل ) والشاب المرتبك الجفل يهز راسه مؤيدا…………
تقدم الجندي خطوتين الى الامام ووقف ذليلا امام رجل الدين مقدما له اعتذاره عن التاخير …. هز المعمم راسه المعمم قابلا الاعتذار ثم تحركت السيارة مواصلة سيرها فيما واصلت العجوز سخريتها من نظارة السائق …..في هذا الموقف شعرت اننا جميعا مهزومون ومخصيون انا ورجل الدين والشاب والرجال الثلاثة وبائعة السمك …. لم نستنكر ( طن الكتل ) الذي يمكن ان ياكله مواطن لا لذنب له الا انه نسي هويته ولم نردع الجندي ونعلمه كيفية احترام انسانية وكرامة الانسان وننزع منه فكرة ان منحه سلطة ما لا يعني التجاوز على حقوق الاخرين …… الجندي المجج بالسلاح كان هو الاخر مهزوما ومنهزما ومخصيا ذلك ان الجندي – السلطة – وقفت ذليلة خانعة امام رجل دين لم يامر بمعروف ولم ينه عن منكر ……..


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى