ادب وتراث

قصتان قصيرتان /بقلم: أسماء محمد مصطفى

ذكرى بلون قاتم

حين بدأت الحرب كنتُ طفلة صغيرة جدا تمسك ببالونة بيضاء وتلعب بها عند عتبة الدار .. سمعتُ جارتنا الشابة تقول للأخرى لقد بدأت الحرب .. لم أفهم حينذاك ماذا تعني بالحرب !!! مثلما لم انتبه الى انفلات البالونة من قبضتي ..
اليوم ، بعد مرور سنين عجاف طوال ، أدركُ تماما أنني مُت في اول أيام الحرب بتلك القاذفة التي وجهتها احدى الطائرات الى حينا السكني ، بينما مازلتُ أحدق في السماء تقصيا لأثر البالونة بين كم هائل من البالونات البيض الهاربة على مرمى سرب طويل من الطائرات السود .

*****

أسطورة القمر

يحكى أنّ القمر ، وبعد إنجابه توائمه السود منذ غابر الأزمان ، أمسى يختفي من وجه السماء نهاية كل شهر .  كان قد أرسل صغاره الى وجوه الفتيات اللواتي اعتدن الوقوف عند الغدير ، في تلك القرية ، بعد أن وقع في غرامهن وقرر مكافأتهن لأنهن كن ينظرن اليه كثيراً بحب ودهشة . طارت الفتيات فرحاً ، حيث وجدت كل واحدة منهن شامة تبرق على بياض وجهها وقد زادتها جمالاً وأنوثة ، إلاّ واحدة كانت سوداء البشرة ، شعرت بالخيبة .  

عطف القمر عليها ، وهبط الى خدها ، فابتسمت وهي ترى شامتها الأثيرة تلمع على صورة وجهها في ماء الغدير . ومنذ ذلك الحين يختفي القمر من وجه الليل نهاية كل شهر ، ليظهر على وجه تلك الفتاة .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى