مقالات

استراليات بقلم هاني الترك

بقلم /هاني الترك *
هذه محاكمة سياسية
ان قصة السجين السياسي الاسترالي جوليان أسانج قصة طويلة.. تمثل الذكاء والشجاعة والنبل.. مثل العظماء عبر التاريخ.. كالفيلسوف الكبير برتراند راسل الذي سجن بسبب معارضته الاسلحة النووية .. والزعيم السياسي نلسون مانديلا .. والذي سجن مكافحاً العنصرية.. ومارتن لوثر كينغ الذي كان ضد العبودية.
أسانج فضح للعالم جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها الولايات المتحدة.. كشف في احدى الاتصالات الالكترونية عن جواسيس للولايات المتحدة وجرائمها في العالم بصفتها زعيمة «العالم الحر».
وكان جزاء أسانج المطالبة بترحيله الى الولايات المتحدة لمحاكمته ومواجهة السجن المؤبد لمدة 150 عاماً واعدامه بتهمة الخيانة العظمى لجريمة لم يرتكبها.
كيف هذا؟
وجهت الاتهامات في البدء المزيفة لـ أسانج بالاغتصاب.. ولكن اسقطت الاتهامات في حقه بعد ذلك لعدم وجود أدلة.
الولايات المتحدة تريد رأسه فالتجأ الى سفارة الاكوادور لعدة سنوات لحمايته.. وحين عيّن رئيس جديد للإكوادور امر سفارته بطرد أسانج.. وذلك بناء طلب الولايات المتحدة قاهرة الشعوب.
ومحاكمته حالياً في لندن بعد مغادرته السفارة هو ايضاً انصياع لضغوط الولايات المتحدة على بريطانيا.
يقيم أسانج حالياً اثناء المحاكمة في زنزانة منعزلة وحيداً لمدة 23 ساعة.. ورغم ذلك يتسلح بالشجاعة ولم يقده ذلك الى الجنون.. مع ان سجنه مخالف لقوانين واعراف الأمم المتحدة .. لأنه بمثابة تعذيب نفسي له.
ومحاكمته في لندن هي محاكمة سياسية ايضاً من منطلق سيطرة الولايات المتحدة على بريطانيا التي فقدت هيبتها وعظمتها بعد الحرب العالمية الثانية.
والمشكلة موضع حثيثيات المحاكمة ان أسانج ليس مواطناً اميركياً ولكنه استرالي .. ومن ثم لا ينطبق عليه تهمة الخيانة العظمى.. ومع ذلك تصر الولايات المتحدة على عقابه القاسي.
الكل يعلم ان أسانج رجل شجاع ولا يحق للولايات المتحدة توجيه تهمة الخيانة العظمى في حقه.. ورغم ذلك فإن جميع الدول ضده خوفاً من استبداد اميركا الشيطان الاكبر.
استراليا لم تتخذ اي موقف في الدفاع عن أسانج تخوفاً من الولايات المتحدة .. والمعارضة لا تريد ان تدافع عنه خوفاً من الولايات المتحدة.
بل ان حينما كان بوب كار وزيراً للخارجية إلتزم الصمت ولم يدافع عن أسانج .. ولكن الآن خارج السلطة الآن يطالب بإطلاق سراحه.. وكذلك رئيس الوزراء الاسبق كيفن راد يعلم جيداً ان أسانج بريء من التهمة قانونياً.. ولم يدافع عنه الا ان اصبح الآن خارج السلطة.
فالكل يصمت امام الجبروت الاميركي السياسي.. ونحن في انتظار نتائج محاكمته في لندن لنعرف هل القضاء البريطاني عادل ام لا؟!
ان محاكمة أسانج سياسية وليست جنائية.. والكل ينتظر نتائجها.. ومهما كانت نتائجها سيظل أسانج شخصية نبيلة في التاريخ مثل برتراند راسل.. ومانديلا.. ولوثر كينغ..

المصدر/ جريدة التلغراف


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى