رياضة

الدبلوماسية الكروية

منير دوناس / المغرب 
أصبح تأثير كرة القدم حول العالم يزداد ويرتفع بشكل صاروخي جلي وواضح ، حتى أنها امتزجت بالعديد من المجالات كالاقتصادية ، الاجتماعية ، الاعلامية ، الفكرية ، الابداعية  السياحية ، السياسية ، الثقافية ، والدبلوماسية أيضا ، اذ أن حجم تأثيرها معروف لدى
القاصي والداني من كل النواحي … اذ هي بمثابة ورقة رابحة ” جوكر ” لكسب وحل العديد من القضايا والنزاعات وكما يقول المثل الشهير ” الرياضة تصلح ما تفسده السياسة “بحيث أنها تساهم في اصلاح ما تضيعه السياسة بشكل أو باخر ، كما يحدث حاليا في العالم
وقد أمست المنتخبات والأندية الكروية سفيرة لبلدها حول العالم ولها دور كبير وجوهري في الدبلوماسية الكروية وفي عدة أحيان تكون ناطقة ومجسدة لتوجهات دولها أينما ارتحلت وذاك نلاحظه بجلاء في الدوريات الكروية حول الكون وأيضا في بطولاتها وكؤوسها
والأمثلة في ذلك عديدة ومتنوعة على سبيل المثال لا الحصر : الدوريات الأوروبية الكؤوس الكروية القارية ، كأس العالم …كما أن اللاعبين قد غذوا سفراء معتمدين ومتجولين لدولهم في أي بلد حلوا فيه وفي شتى التظاهرات والمناسبات والفعاليات فمن السهل أن نتخيل الأدوار المركبة والمتفردة التي يقوم بها نجوم كرة القدم وما قدموه لبلدانهم من تضحيات وانجازات قل نظيرها وأدوارهمضاهت الممثلين الدبلوماسيين الرسميين مثل : بوفون ، رونالدو ، ميسي ، ابراهيموفيتش…والذين قدموا الشئ الكثير والكبير بما تحملاه الكلمتين من معاني ، فأدوارهم دبلوماسية سياحية ، اجتماعية ، ترويجية ، ثقافية ، اعلامية ، تواصلية ، اقتصادية ، اعلامية …بل أكثر من ذلك بامكانهم التأثير أكثر من سفراء بلدانهم ووزراء خارجيتهم وحتى رؤسائهم لما لهم من حظوة وتأثير ونفوذ تصعب مقارنته ، وذلك ما أسميه
ب ” الدبلوماسية الكروية ” والتي فرضت نفسها بوضوح ساطع على كل العالم دون استثناء وليس في ذلك أي فروق بين دول نامية وأخرى متقدمة ، كما أنها فارضة سطوتهابشكل محكم وتمكنت بفصلها عدة دول من نيل شرف استضافة بطولات وكؤوس كروية
مثل : كأس افريقيا ، كأس أوروبا ، كأس العالم للأندية ، كأس العالم … وقد ساهمت في ذلك مجموعة من العوامل التي تظافرت من أجل الفوز بشرف التنظيم ومن بينها :

– التسويق الجيد للبلد على كل المستويات

– مساهمة الأندية واللاعبين في دورهم الدبلوماسي الموازي

– الاشعاع الكروي لتلك الدول

– التنسيق الجيد مع وبين كل الأطراف بشكل محكم ونموذجي

– القدرة العالية على التواصل والاقناع بشكل منهجي

– لعب المؤسسات ، الاتحادات ، الأندية ، الجمعيات أدوارها الهامة والمؤثرة

– تحملها المسؤولية بروح وطنية عالية وابداع وضمير ناقد

– العمل الجاد وفق مخطط ناجع واستراتيجية طموحة مبتكرة

– الالتزام بالقيم ، الأخلاق ، المبادئ والمثل العليا

ان كرة القدم قد أصبحت في وقتنا هذا سلاحا دبلوماسيا هاما وبارزا ، قل نظيره ونفوذه شاسعة النطاق ورحبة الأفق لا تعترف بأي قيود أو عراقيل كيفما كان نوعها ،ان الدبلوماسىة الكروية هي لغة العصر وممثلة لدولها على أتم ابداع وبحس ابتكاري
مبادرتي خلاققد أزالت اذن كل الحواجز ومحت الحدود وتمكنت من التجول في العالم ونشر فكرها  بأريحية وجنت ثمار ما زرعته خلال سنوات طويلة دون ملل أو كلل .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى