رياضة

اللغة العربية تغزو مواقع الأندية الأوروبية الكبرى

أقدمت العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة في السنوات الخمس الأخيرة على إطلاق نسخة باللغة العربية لمواقعها الرسمية على شبكة الانترنت في خطوة فسرت على أنها تدخل في إطار المنافسة بين هذه الأندية من أجل استقطاب الجمهور الرياضي العربي و زيادة شعبيتها أو الحفاظ عليها و الترويج لمنتجاتها في زمن العولمة . و استغلال الولع الجنوني للجماهير العربية بهذه الأندية التي تحظى بمتابعة عن كثب لكل مستجداتها على مدار الموسم الرياضي . و حاليا لاحظنا عشرة أندية لها نسخة عربية لمواقعها الرسمية تتضمن نفس محتوى بقية اللغات من أخبار جديدة و تقارير تحليلية و رزنامة المباريات الرسمية و الودية في مختلف المسابقات المحلية و الدولية و الحوارات بشكل و ديكور مميز جداً للفت انتباه القراء العرب .و من بين الأندية العشرة نجد تسعة أندية تمثل الدوريات الكبرى الأربعة الإنجليزي و الإيطالي و الإسباني و الألماني فضلاً عن الدوري الفرنسي و يبقى هذا العدد مرشح للزيادة على المدى القريب مع نجاح التجارب الحالية .

البداية في الأندية الإسبانية والإنجليزية

و يعد نادي برشلونة الإسباني أول ناد أوروبي يطلق موقعا له باللغة العربية في اكتوبر من العام 2008 أما أخر نادي فكان باريس سان جرمان في اكتوبر المنصرم ، و يعتبر الدوري الإنجليزي الأكثر تمثيلاً في هذا الصدد بوجود ثلاثة أندية لها مواقع عربية هي ليفربول و مانشستر يونايتد و مانشستر سيتي الذي تمتلكه شركة إماراتية ، و تحظى الأندية الإنجليزية بسمعة و شهرة كبيرة في العالم العربي خاصة بعدما أصبحت مبارياته تبث على قنوات ابو ظبي الرياضية كل أسبوع . و من إسبانيا هناك إلى جانب برشلونة الذي يعد الأشهر في الوطن العربي من حيث المتابعة نجد أيضا غريمه ريال مدريد الذي لا تقل شعبيته عن شعبية البارسا ، ثم نادي ملقا الذي أطلق موقعه العربي بعدما اشترت ملكيته شركة قطرية

العملاق البافاري وحيداً في ألمانيا

الى الان يبقى بايرن ميونيخ النادي الوحيد من أندية الدوري الألماني الذي له موقع عربي رغم أن مباريات البوندسيلغا و مباريات الكأس تحظى بمتابعة عربية كبيرة خاصة أنها تبث هي الأخرى عبر قنوات دبي الرياضية غير المشفرة و بالمجان ، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول عدم إقدام أندية أخرى على غرار بروسيا دورتموند و باير ليفركوزن على نفس الخطوة التي سار عليها العملاق البافاري.

قطبا ميلانو في الواجهة وسان جرمان الفرنسي الوحيد

و من إيطاليا نجد الغريمين قطبي مدينة ميلانو الإنتر وميلان و و اللذين لهما شعبية واسعة عند مستخدمي لغة الضاد ،خاصة بالنسبة للروسونيري منذ حقبة نهاية الثمانينات أيام الثلاثي الهولندي رايكارد و فان باستن و خوليت الثلاثي الذي ألهم الجمهور الرياضي العربي من المحيط إلى الخليج ، و لا يستبعد أن يسير على منوالهما نادي روما خاصة بعدما اقترب أحد الأثرياء العرب من شراء ملكيته، أما الدوري الفرنسي فيبقى ممثلا بناد واحد هو البي أس جي بعد ان عادت ملكيته للقطريين .
هيئات كروية رسمية لحقت بالركب

و لم تكن الأندية الأوروبية وحدها من أهتمت بهذا الجانب بل أيضا هيئات كروية رسمية على غرار موقع الاتحاد الدولي الذي أضاف العربية إلى لغاته منذ العام 2009 و موقع الاتحاد الإفريقي عام 2010 و هو تاريخ متأخر جداً إذا علمنا أن المقر الاجتماعي لكاف متواجد ببلد عربي هو مصر .و يعزى إطلاق هذه الأندية و الهيئات الدولية لمواقع عربية إلى عوامل كثيرة ، ففضلا عن العامل التجاري المتمثل في استعمالها كإشهار للترويج لمنتجاتها و زيادة نسبة مبيعاتها في السوق العربية . فان احتضان الملاعب العربية لبطولات دولية هامة ساهم في ذلك لما لتلك البطولات من أهمية للإعلام الأوروبي و العالمي بشكل عام ، على غرار احتضان مدينة أبو ظبي الإماراتية لكأس العالم للأندية عامي 2009 و 2010 و مشاركة بطلي أوروبا برشلونة و إنتر ميلان ، و هي البطولة التي ستعود للملاعب العربية من المغرب العامين القادمين ، فضلا عن إسناد تنظيم نهائيات كأس العالم للعام 2022 لبلد عربي ممثلا في قطر ، إضافة إلى الزيارات المتتالية للأندية الأوروبية للبلدان العربية خاصة الخليج و المغرب ، و خصوصا في فترة الراحة الشتوية حيث أصبحت تقيم هناك معسكرات تدريبية و مباريات ودية ضد أندية عربية بل و حتى بطولات ودية على غرار كأس الإمارات .

العرب يتواصلون بالاجنبية

و يبقى الأمر الغريب هو انه في الوقت الذي تعرف فيها الأندية الأوروبية قيمة و أهمية لغة الضاد و تضيفها إلى مواقعها فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للعديد من الأندية و الاتحادات العربية التي تصر على مخاطبة محبيها عبر لغات أجنبية الفرنسية بالنسبة لشمال إفريقيا و الإنكليزية لبقية العرب و تهمش اللغة العربية تهميش غير مبرر أو في أحسن الأحوال نجد أن النسخة العربية لتلك المواقع تفتقر لتحديث الأخبار و غالباً ما يكون الخبر أو التقرير مكتوبا باللغة الأجنبية و لا يتم ترجمته إلى العربية إلا بعد ساعات أو حتى يوم كامل أو أيام في وقت كان يفترض أن تدشن الأندية و الاتحادات العربية مواقعها الرسمية باللغة العربية بل و تبقيها كذلك ما دام أنها تفتقد لجمهور أخر غير الجمهور العربي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى