Sliderتحقيقات

مجمع العميد التعليمي التابع للعتبة العباسية .. صرح تربوي يفوق أحدث مدارس وزارة التربية

* جبار بچاي / صحفي عراقي *
جبار بچاي الحچامي
  وأنت في ضريح أبي الفضل العباس عليه السلام الثابت في ذهنك أنك تؤدي الزيارة والصلاة والدعاء ، ولا تذهب أفكارك بعيداً عند الانتهاء من زيارتك بل تنشغل ذهنياً بالمدلولات المكانية حيث التطور والتوسع مستمر في العتبة العباسية على نحو كبير وكل ذلك استحقاق لصاحب المكانة المقدسة ؛ كافل الحوراء زينب. تعيش لحظات استثنائية وأنت ترى القبة الطاهرة تلوح كشلال من الذهب ينصبُ من السماء الى الأرض ويغرق أرض كربلاء بالنور والالق.. السحب البيضاء تنتشر في السماء وتَزفُ مثل حمائم قادمة من بعيد وتلفحك نسمة هواء باردة لكنها تعبق بالعطر الذي يملأ المكان فيزيدك تعلقاً وتمسكاً فتقبض بقوة على الشباك بكلتا يديك وفي مخيلتك الكثير من الحاجات التي تطلبها مطمئن آمن من قضاء حوائجك. أفواج من البشر تتدفق نحو الضريح المقدس من كل الاتجاهات ، هذه الأفواج البشرية كلها تخشع لعظمة ومكانة صاحب هذا المرقد ، وكل يريد أن يرمي همومه ومتاعبه هنا في هذه البقعة الطاهرة ويطلب مناه ومراده ويتزود بالنور واليقين ، فليس ثمة ما ينير الطريق سوى نور هذه العترة ، وليس ثمة زاد أوفى وأجزى من زاد اليقين وليس هناك لحظة أعظم من أن تكون في أرض كربلاء المقدسة بين الحرمين الطاهرين لأبي عبد الله الحسين وأخيه أبا الفضل العباس عليهما السلام، تلك الأنوار المحمدية.. ينابيع النور في أرض الله ، انها لحظة عصية على الوصف باذخة العظمة. أمام الاعمار الهائل الذي قامت به العتبة العباسية المقدسة واستمرارها في توسعة وتطوير المرقد المقدس قد لا يخطر ببالك أن العتبة ذاتها تدير العديد من المشاريع الاستثمارية المهمة التي تصب في محصلتها بتقديم خدمات نوعية للمواطين على مختلف المستويات . لا تحتاج العتبة العباسبة الى جهود آخرين في الترويج لتلك المشاريع بقدر ما تحتاج وتريد أن يعرف المواطن ولو الشيء القليل عن تلك المشاريع الكبيرة ومن هذا المنطلق وضمن مبادراتها التواصلية مع الفئات المجتمعية وبدعوة كريمة من المكتب المدني لفرقة العباس القتالية في محافظة واسط وجهت لنا مع مجموعة من الصحفيين والاعلاميين والمدونين والناشطين المدنيين دعوة لزيارة قسم من تلك المشاريع، وتبنى تلك الدعوة الأخوين محمد راضي الحسيني مسؤول المكتب المدني والاعلامي عبد الله العطافي لولب الوفد وأصغره سناً.. من بين أربعة مشاريع ومحطات محددة للزيارة كانت مجموعة العميد التعليمية أو مايعرف بمجمعُ العميدِ التربويِّ التعليمي للبنات المحطة الأولى التي ابهرتنا كثيراً. ” المجمع عبارة عن مجموعة مدارس ابتدائية ومتوسطة وإعدادية إضافة الى دور للحضانة ورياض أطفال تولي إدارتها العتبة العباسية المقدسة وذلك ضمن مشاريعها الاستثمارية.” يقول رئيس قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة الدكتور أحمد صبيح الكعبي مضيفاً. ” مجمعُ العميدِ التربويِّ التعليمي للبنات صرحٌ علميٌّ بمواصفاتٍ عالمية يدرس فيه مابين 3500 ــ 4000 طالبة إضافة الى التلميذات في المرحلة الدراسية والأطفال في الروضة والحضانة، ويتمتعن الدارسات بالكثير من الخدمات والامتيازات مثل خطوط النقل والزي الموحد إضافة الى الشيء المهم وهو البرامج التعليمية والدراسية الناضجة مع وجود كوادر تربوية وتعليمية متميزة وذات قدرات عالية وكفاءة مميزة في التدريس، وتكون الدراسة فيه مقابل أجور تقل كثيراً عما تتقاضاه المدارس الاهلية المماثلة، وتمنح إدارة المجمع تسهيلات للطالبات من ذوي الشهداء أو الدخل المحدود.” يشغل مجمع العميد التربوي التعليمي للبنات مساحة واسعة قَدْرُها (45.000م2) ، ويضمُّ المجمعُ خمسَ مدارسَ كبيرة،تَبلغُ مَساحةُ المدرسة الواحدة (6.000م2) مكونةً من ثلاثة طوابق ويتبع المجمع روضتان كبيرتان تبلُغُ مساحةُ الواحدة منهما (900م2) إضافة الى قاعتين لممارسة الألعاب الرياضية مساحةُ كلِّ واحدة منهما (900م2) ومركزٌ ثقافيٌّ كبيرٌ مشيد على وفق الطراز العمرانيِّ الحديث يتكونُ من خمسة طوابقَ بمساحة قَدْرُها (15,000م2) يقول الكعبي ” يحتوي مجمعُ العميد الذي يمثل بيئةٌ تربويةٌ تعليميةٌ آمنة على منظوماتُ حريق متطورة، وكاميراتُ مراقبة حديثة ومصاعدٌ كهربائيةٌ في كل بناية ومرآبٌ لوقوف السيارات الخاصة بخطوط نقل الطالبات والموظفين وفيه مجموعة من الشوارع المنتظمة بما يتيح انتظام حركة المركبات دون أن يؤثر مرورها في شبكة الشوارع الداخلية على القاعات الدراسية.” يقع المجمع في ( منطقة المعملجي – طريقُ كربلاءَ الحُر ) وهو مجمع عراقي بامتياز ابتداء من إعداد المخططات والتصاميم مرورا بمرحلة التنفيذ والاشراف ومن ثم التأثيث والتجهيز وصولاً الى الأدارة. “يسعى قسمُ التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة لإعداد جيل متعلم قيميٍّ فَاعل مُنمى تنميةً شاملة” كما يقول الكعبي الذي لا يمل من الشروحات عن المجمع ويذكر تفاصيل كثيرة ودقيقة وهو يتوسط رهط الوفد عند تجواله في أروقة المجمع ومشيداته المبهرة. ونحن نتنقل من بناية الى اخرى بين أبينة المجمع ذات الطراز المعماري الفريد والمتناسق والتي تتفوق بكل تفاصيلها على أحدث مدرسة شيدت بمواصفات نموذجية من قبل وزارة التربية أو الحكومات المحلية تقفز بين أذهاننا اسلئة عديدة منها ؛ كيف لمؤسسة كالعتبة العباسية المقدسة هويتها دينية الخروج الى الفضاء العام وتحقيق نجاحات فريدة كما هو نجاحها في القطاع التربوي عبر هذه المجموعة من المدارس المميزة في كل شيء؛ ثم لماذا لم يصار الى تعميم هذه التجربة واستنساخها في المحافظات الأخرى. ؟ وهل فعلا كل شيء ضمن مجموعة العميد التعليمية عراقياً خالصاً. ؟ هذه التساؤلات وغيرها سرعان مايجب عنها رئيس قسم التربية والتعليم في العتبة، الدكتور أحمد الكعبي بقوله ” مجموعة مدارس العميد التي تتبناها العتبة العباسية هي إحدى المشاريع الاستثمارية الخدمية للعتبة وهي غير ربحية ، فالعتبة تضع في أولوياتها كيفية النهوض بالجانب التربوي والاخلاقي بالدرجة الأولى ، هدفها الاسمى أن يكون هذا الصرح العلمي أحد أهم روافد ومنابع العلم والمعرفة في العراق وبما يعكس الاهتمام الذي توليه إدارة العتبة المقدسة بالجانب التربوي والتعليمي.” مؤكدا أن ” العتبة العباسية وبعد أن وضعت في أولوياتها الاهتمام بالجانب التربوي والتعليمي سعت الى أن تكون المناهج لجميع المراحل الدراسية هي ذات مناهج وزارة التربية العراقية مع إضافة مانسبته 20 % من المنهاج العام وحسب القانون النافذ لوزارة التربية ليكون منهاجا اثرائيا ضمن سلاسل متطورة وحديثة تعزز وتقوي ذهنية الطلبة.” مشيراً الى أن “الاضافات في المناهج الدراسية تعنى بالجوانب التعليمية والاخلاقية والتربوية والعقائدية وأن هذه المناهج أعدت من قبل اساتذة وأكادميين مختصين ويتبع فيها طرائق تدريس متميزة ومتقدمة تم اعتمادها بعد الاطلاع على عدد من الاساليب المتبعة في المدارس العالمية وبما يعمل على خلق تناغم في طريقة التدريس تقود في المحصلة النهائية الى التفوق والابداع.” وفيما تغطي كمامته فمه وأنفه كما هو حال الطالبات وكوادر مجمع العميد التربوي التزاما بالاجراءات الوقائية من جائحة كورونا يقول الكعبي ” إدارة العتبة العباسية مبوسطة الأيدي لأي مشروع يراد تنفيذه في المحافظات الاخرى غير كربلاء ولنا تجارب محدودة في بعض المحافظات لكن الضوابط والتعليمات وبعض الاجراءات الروتينية لدى مرجعية الجهات التي تريد اقامة مشاريع هي التي تحول دون ذلك .” لافتاً الى ” إمكانية العتبة العباسية مادياً وفنياً لتبني أي مشروع خدمي يصب في مصلحة الناس وفي أي محافظة متى ماوجدت أرضية مناسبة وتسهيلات جيدة من قبل تلك الجهات ، فالهدف تقديم خدمات مجتمعية نوعية غير ربحية .” مؤكداً قدرة كوادر العتبة العباسية على ” إعداد التصاميم والتخطيط والتنفيذ لأي مشروع مع إمكانية تحقيق متطلبات الادارة الناجحة له بالتعاون والتنسيق مع الجهات المستفيدة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى