Sliderطب وصحة

أستقبال المولود الجديد يتطلب أستعداداً نفسياً جيداً

كانبرا- أشواق الجابر

المولد الجديد يشكل حدثاً خاصاً تحتفل به الأسرة بشكل عام وعند الوالدين بشكل خاص ، فالطفل الجديد يحدث تغيراً جذرياً وكبيراً في حياة العائلية ، ويبدأ التغيير بشكل واضح في الفترة التي تسبق الولادة لتمتد إلى مابعد ذلك خصوصاً إذا كان المولود هو الأول للعائلة 

ينشغل الزوج والزوجة في الترتيب لاستقبال مولودهم الأول ويتركز هذه الأنشغال على الجوانب المادية المرتبطة بمستلزمات الطفل ويهمل الزوجان ومن دون قصد التفكير في ماينتظرهم من مسؤوليات جديدة تتعلق بواجباتهم كأباء وامهات ومدى جاهزيتهم للقيام بأدوارهم الجديدة .

يرى البعض أن إضافة واجبات الاب والأم للأزواج الشباب  يشكل نقله نوعية في حياتهم بسبب ماينتج عن ذلك من تغيير في نمط الحياة اليومي حيث يقترن البرنامج اليومي للأزواج بحاجيات المولود الجديدة .

ويظهر التغيير بقضاء فترة أطول في المنزل وصولاً غلى ساعات النوم التي ترتبط غلى حد كبير بساعات نوم الطفل كما يلجأ الزوجان في المرحلة الأولى من عمر الوليد غلى تقليل علاقاتهم الأجتماعية الواسعة وتحديدها بنطاق ضيق .

الطريف في الأمر أن تجربة المولود الثاني لاتقل تعقيداً عن تجربة المولود الاول ، ان لم تكن تضيف اليها تفاصيل جديدة فالوالدان يحاولان التوفيق بين متطلبات الطفلين المختلفين عدا عن أحتمال مواجهتهما لمشاعر الغيرة عند الطفل الاول ؟

نجاح عبد الله -32 – عاما  تبين أنها وزوجها علاء – 36 – لم يواجها صعوبة كبيرة في التعامل مع المولودة الاولى – رنا – بخلاف ما واجهاه مع مولودهما الثاني – عمر – خصوصا أن الفارق بين الطفلين اربع سنوات ، ويحصر علاء الصعوبة التي واجهته وزوجته مع طفلتهما الاولى  بقلة الخبرة ويعلق : كنت أهرع وزوجتي الى عيادة طبيب الأطفال كلما بكت رنا في اشهرها الأولى .

ولكن مع ابنها عمر ظهرت مشكلة أخرى تتمثل بغيرة رنا التي أعتادت الدلال المستمر من جميع أفراد العائلة على مدى أربع سنوات .

ويبين الزوجان ان المشكلة تتطلب كثيراً من الفم والاستعياب لمشاعر واحاسيس كل من الطفلين والتوفيق بينهما بحيث لايتاثر اي منهما وذلك بترجيح كفة العقل على العاطفة قبل الاقداد على اي تصرف أو رد يصدر من الأب .

سماح الظاهر التي بدأت بالاستعداد لاستقبال مولودها الأول تجد أن على الأم والأب في هذه المرحلة توسيع معارفهم في مجال تربية الطفل بقراءة الكتب المتخصصة ، اضافة لاستشارة الآختصاصيين اذا استدعى الأمر .

وتنتقل الظاهر- 26- للحديث عن الاستعدادت المادية وتبحث مع زوجها عن منزل أكبر يسمح بتخصيص غرفة للطفل .

ويلعب تحديد جنس المولود خلال الحمل بحسب الظاهر دوراً في البدء بشراء مستلزماته تقول لم أتمكن من شراء جميع المستلزمات قبل تحديد جنس المولود وبعد أن عرفت أني حامل بصبي بدأت بانتقاء الملابس بالوان الأزرق والأخضر .

تشعر سماح بالسعادة عندما يشاركها زوجها في أنتقاء مستلزمات الطفل ، وهو أمر تشير اليه أختصاصيه النسائية والتوليد والطب الجينيني د – مها ماهر موضحة أن الأم خلال فترة الحمل تمر بتغيرات هرمونية تجعلها حساسة أكثر من اللازم مما يحمل الزوج مسؤولية جديدة في الحرص على صحتها النفسية ومراعاتها .

وتركز د .مها على ضرورة تواجد الزوج إلى جانب زوجته ودعمها ابتداء من اشهر الحمل الولى الى الولادة ومابعدها وفي هذا السياق تشجع الدكتورة مها تواجد الزوج الى جانب زوجته خلال عملية الولادة وتقول يحقق تواجد الزوج الى جانب زوجته دعماً لها وفرحة له عندما يرى ابنه .

ومن جانبها ترى أختصاصية الاستشارات الأسرية الدكتورة نجوى عارف أن أستقبال المولود الأول لايعد أمراً سهلاً للاسرة كونه يمثل تجربة تتطلب استعداد نفسياً من الأزواج ولهذا تنصح الأزواج المقبلين على هذه التجربة لأول مرة بتوسيع أطلاعهم في هذا المجال من خلال القراءة أو استشار المتخصصين .

وتلفت عارف إلى أن الاطلاع يساعد الزوجين على مواجهة كثير من المشاكل مثل كابة ما بعد الولادة التي تصيب المرأة نتيجة مرورها بتجربة جديدة تشعر من خلالها بالعديد من المخاوف التي ترتبط بتساؤولات حول مدى قدرتها على النجاح في تربية مولودها الى جانب تساؤلات أخرى ترتبط بالناحية الجمالية وتجعلها متخوفة من أنها لم تعد صغيرة خصوصاً مع اختلاف مقاساتها .

وتؤكد على أن العناية بالطفل خصوصاً فيما يتعلق بتلبية رغباته يجب ان يكون من قبل الوالدين بشكل أساسي لأن تغيير الوجوه عليه أمر غير صحي .

وتجد الدكتورة عارف أن عملية التربية في الفترة الأولى من حياة الطفل ليست عملية الية بل هي فرصة لبناء علاقة مع الطفل من خلال محادثته ولاتنصح د:- عارف في هذه المرحلة بمحادثة الطفل بلغة الطفولة وتقول على الوالدين محادثة أبنهما بلغتهما حتى لايجد صعوبة في تغيير طريقة كلامه عندما يصبح في عمر المدرسة .

أما بالنسبة للعائلة التي تستقبل مولودها الثاني فقد يكون المر أصعب لدخول طرف ثالث هو الطفل الول الذي يتطلب في هذه المرحلة مزيداً من المراعاة لأن كثيراً من المشاكل تظهر عند الطفل الول لمجرد شعوره بتحول تركيز العائلة منه إلى المولود الجديد .

وأخيراً تقول أن على الأم والأب أشراك أبنهما في فكرة المولود الجديد باجراء الم محادثة مع طفلها عن الجنين والسماح له بالاستمتاع الى حركات الجنين في بطنها لتجعله متشوقاً لوصول أخيه وكذلك من خلال إشراك الطفل في كل الاستعدادت مثل شراء ملابس المولود واخذ رايه في الوان الملابس والفرش وتجهيز سرير المولود واختيار اسم المولود .وأن الطفل يكون مهيئ للغيرة في كل الأعمار إلا أنها تأتي بدرجات متفاوته وتعتمد بشكل اساسي على معاملة الأهل ومدى تفهمهم لطفلهم في هذه المرحلة .وأن هذه المهمة المترتبه على الوالدين هي مهمة دقيقة وحساسة لما تتطلبه من وعي وإدراك خصوصاً أن الأهل قد يواجهون مشاكل جديدة من ابنهم نتيجة غيرته من المولود الجديد مثل الرغبة بالعودة غلى الطفولة والتبول اللاأرادي وقد يلجأ لبعض التصرفات السيئة بهدف لفت الأنتباه وتجد د.عارف أن تأنيبه عليها قد يدفعه للمبالغة فيها وتجاهل هذه التصرفات هو العلاج الأمثل .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى