Sliderمقابلات

الحمود : لبنان يتجه نحو التأزم السياسي والطائفي

خاص لصحيفة ” وطن برس اونلاين “

رأى الخبير الاقتصادي والسياسي الاردني الدكتور نصير الحمود  بأن لبنان يتجه نحو التأزم السياسي والطائفي . ونوه الحمود في حوار لصحيفة” وطن برس اونلاين ”  الصادرة في العاصمة الاسترالية كانبيرا بأن الجيل الحالي من الشباب العربي قادر على إحداث التغيير الايجابي لإعادة بناء الأمة . ويذكر   يذكر أن الحمود، سياسي أردني يشغل نائب رئيس ‘صندوق تنمية الصحة العالمية’ وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً – المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة. وفيما يلي نص الحوار مع الحمود .

كسياسي عربي هل تتوقعون أزمة طائفية في لبنان؟

واقع الحال يفيد بأن لبنان يتجه نحو التأزم السياسي والطائفي، فمن الناحية السياسية هذا الاحتقان يقود للمواجهة بين تياري 8 و 14 آذار، ومن الناحية الطائفية قد تكون المواجهة بين الشيعة وبقية أطياف الشعب اللبناني.

ما صدر من تصريحات من قبل زعماء التيار المعتدل والأقرب للسعودية تفيد بتشجيعهم ما يجري من ثورة على الساحة السورية، فيما أخذ التيار الثاني الذي يقود حزب الله في سياسة التهدئة لعلمه بتراجع فرص خروج نظام بشار الأسد منتصرا من هذه المواجهة، غير أن إطالة أمدها قد يساعد هذا التيار على إشعال جبهات أخرى تخفف الضغط عن نظام دمشق.وعلى الرغم من إدراكي بارتفاع منسوب الوعي في الشارع اللبناني حيال أهمية حصول الشعوب الأخرى على حريتها باعتبار بيروت عاصمة للديمقراطية العربية الحقيقية طيلة فترات الحكم العسكري في البلدان العربية، بيد أن تلك الشرائح لا تزال تنجرف خلف قياداتها التي تختلف مصالحها وتقديراتها حيال التطورات التي تشهدها الثورة السورية، والتي قد تكتب بنهاية أجل تيارات وبروز أخرى أكثر اعتدالا.أرجح ميل الشارع اللبناني للتأزم التدريجي قبل حصول انفراجة تتمثل في تداعي النظام السياسي في سوريا، وحينها على التيارات المحسوبة تاريخيا على نظام الأسد تغيير خطابها الطائفي والسياسي والمشاركة ببناء الدولة التي تضررت بشدة من الحروب الأهلية والتي أفقدتها جاذبيتها على المستويين الإقليمي والعالمي.

هل الإصلاح في الأردن قادم ام هي عملية شراء الوقت من قبل النظام؟

للأسف يبدو إن العملية شراء للوقت، وقد تجسدت هذه الرؤية من خلال إيكال مهمة الحكومة لرئيس وزار محافظ وذو خلفية لا تقبل المساومة والحوار مع أطياف الشارع، كما أن القانون الانتخابي المنقوص سيدفع قوى وطنية ودينية وقومية للانسحاب من المشاركة السياسية والبقاء في الشارع مطالبة بالإصلاحات الجوهرية.لم تتحقق أمور جوهرية في عملية الإصلاح المزعومة في الأردن، إذ تم إفشال توجهات رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة في هذا الصدد، كما تم الاستعانة بأوجه سياسية محافظة غير قادرة على إدارة دفة المرحلة بالغة التعقيد.عدم تحقيق الإصلاح ينذر بتعمق التحديات الاقتصادية بالمملكة التي تعاني من ارتفاع نسب البطالة والفقر وتزايد كلف المعيشة، وكلها نواتج سياسات تعسفية سابقة تم التخطيط لها وبنائها من قبل سياسيين لا يمتلكون مرجعيات وخلفية تؤهلهم للتحكم في مصير 6 ملايين مواطن.

هل تتوقعون تقسيم سوريا؟

استبعد حصول ذلك لأسباب من أبرزها وعي الشارع السوري بحقوقه وحقوق وطنه ودرايته بالتجربة التاريخية التي خلفها التغلغل الإيراني في العراق، وهو أمر مرفوض ومحسوم سلفا من قبل الشعب الثائر في سوريا والذي يكاد يكون الوحيد الذي يعاني القمع في وطنه وذلك بسبب مطالبه الإصلاحية في البداية والتي حولها النظام لمواجهة مسلحة نتيجة تجاهل تلك الاستحقاقات التي أخذت تحاكي موجة الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة الفساد والظلم في مصر وتونس وليبيا فضلا عن اليمن.السوريون شعب ودود ومسامح بطبعه، وقد تعايشت الطوائف والاثنيات في هذا البلد العظيم منذ سنوات ما قبل الميلاد، وبالتالي فهم مدركون لأهمية التعاضد في سبيل بناء مستقبل بلادهم لتعود دمشق لحاضنة العروبة بعد أن تم اختطافها لصالح إيران ذات المشاريع الإقليمية والتي لم تراع مطالب شعبها فكيف بها تشعر حيال المعاناة اليومية واللحظية للشعب السوري.

ما هو المشروع الأمريكي في المنطقة حاليا

لا أعتقد بان ثمة مشروع أميركي جديد، إذ تواكبت الثورات العربية التي بدت مفاجئة للرأي العام، بعملية إعادة التذكير بتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس بشأن مستقبل الشرق الأوسط الجديد، وأعتقد بأن لواشنطن مصلحة يمكن تحقيقها بسهولة مع الأنظمة الوليدة في العالم العربي وتتمثل في إقامة علاقات قائمة على أساس الاحترام، وبذلك يمكن لها الاستفادة من تلك العلاقات والتي ستكون أقل كلفة عليها من تكلفة فرض أنظمة عسكرية تتقاسم معهما خيرات تلك البلدان، وهو ما حصل في السنوات الماضية.

سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما لفتح قنوات التواصل مع العالمين العربي والإسلامي في خطبيه في القاهرة واسطنبول، ولم تأت هذه الخطابات في سبيل بناء شعبية لبلاده في هذه المنطقة الحيوية، بل في محاولة منه لترميم الصورة الذهنية السلبية التي خلفتها سياسات سلفه جورج بوش الابن.وفي المقابل، فإن الشعوب العربية تدرك بأن للولايات المتحدة مصالح حيوية في المنطقة، كما أن للدول العربية مصالح متقاطعة، ومن العقلانية أن يتم التعامل بندية لتحقيق المنفعة المشتركة بدلا من سياسة الانبطاح إزاء سياسات واشنطن التي كانت تملي على الشعوب العربية سياساتها من خلال سيطرتها على الأنظمة الحاكمة السابقة، والنموذج البارز في هذا الشأن نظام حسني مبارك في مصر.

تتميز بالتواصل مع الشباب العربي .. هل لديكم مشاريع للتواصل مع الشباب العرب في المهجر

أحرص على التواصل مع الشباب العربي وتبادل الأفكار ومناقشات المبادرات التي يطرحها على الدوام، إذ يشترك بصفحتي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قرابة 600 ألف صديق، جلهم من الشباب العربي الذي يتطلع لخدمة وطنه وأمته وتحقيق رفعته على أسس متقدمة تنبذ التطرف وترغب بالانعتاق من الممارسات السلبية التي أدت لتجهيل العالم العربي.أعتقد بان الجيل الحالي من الشباب العربي قادر على إحداث التغيير الايجابي لإعادة بناء الأمة والأوطان على أسس متينة ومحترمة لتعود هذه البلدان لواجهة الحضارة العالمية، فقد استبقتها من ناحية التقدم بالعلوم والفنون والأخلاق منذ صدر الإسلام مرورا بالدولة العباسية، بيد أن الاستعمار الغربي وسياسات التجهيل الممارسة من خلال أنظمة سياسية تسلمت زمام الأمر بعد خروج المستعمر أدت لذلك الانحطاط الذي بدأت الأمة في التخلص من ذيوله.

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى