مقالات

(( عندما يكذب المسؤول ..! ))

عبدالسادة البصري

مالذي يجبر المسؤول على الكذب ، إذا لم يكن مؤهلاً للوفاء بوعوده ؟! أم أنها فكرة غوبلز :ــ كذّب كذّب حتى يصدّقك الآخرون ؟! قبل أكثر من شهر وخلال أزمتي المستمرة مع الإيجارات ، انبرى احد الزملاء بالسعي ، عسى ولعل أن يحصل من جهة ما إيجاد حل لها ، ذهب إلى احد البرلمانيين وشرح له حالتي ، فوعده ذلك البرلماني خيرا ووضع الشمس في يمينه ، أبلغني فرحا أن أزمتي خلال أيام قليلة ستنتهي وأتخلص من الإيجارات ومحنتها ، ومثله انبرى آخرون هذا يقول كلّمت المحافظ ، وذاك يقول تحدثت مع فلان ووووو ، حتى راودتني أحلام اليقظة بحصولي على مأوى يلمّني وعائلتي بعيدا عن همّ الإيجارات والمشاكل مع أصحاب البيوت !! كل هذه الأحلام والوعود والكلام المعسول ذهبت أدراج الرياح ، وكأن المسؤول لن يعد أبدا ، لأنه لا يستطيع الوفاء بوعده ، وكل ما قيل كان تخديرا لي فقط ، كما الاخرين من المخدّرين بوعود المسؤولين هنا وهناك !! لو أحصينا كلمات ووعود مَنْ جلس على الكرسي متسيّداً على رقاب الناس بالصدفة ، وصار مسؤولاً ــ لم أقل منذ 2003 فقط ، بل وما قبلها ــ وحسبناها حساب عرب كما يقال ، وبحثنا عن نسبة الوفاء بها ، حتى بقدر حبّة الحنطة ، لم نجد لذلك أثراً أبدا ، كلّهم يكذبون للأسف ، يقولون ما ليس لهم به علم ولا طاقة إيفاء ، ولا حتى استعداد نفسي للعمل به وتقديم الخير للناس ، كي يكونوا أوفياء أمام أنفسهم قبل كل شيء ، لكن هيهات وأنّى لهم ذلك وهم معجونون بالفساد والغش وخداع الناس !! لو تحقق بقدر ذرّة رمل مما قالوه ووعدوا به المواطنين لصرنا الآن في أحسن حال ، وبلدنا يضاهي البلدان المتقدّمة في كل شيء من ازدهار وخير ومحبة واقتصاد قوي جدا !! لكنهم خلاف ذلك دائما ، من حروب ودمار وتشريد واعتقالات إلى فساد وإرهاب وقتل وأزمات متزايدة ، اقتصاد مرتبك ومنهار ، انعدام في كل مقوّمات الحياة ، تأخر رواتب الموظفين والعمال وهذه لم تحصل في أيّ بلد مهما كان اقتصاده ضعيفا ، تلكؤ في الزراعة والصناعة وتحوّلنا من منتجين إلى مستهلكين ، أزمات لا حصر لها من كل جانب ، شعب ينتفض فيُجابَه بالنار والحديد والقتل والاختطاف ، أسىً يسكن النفوس ويأسٌ من كل شيء، انفلات امني واحتراب طائفي ومناطقي وعشائري في ظل غياب سلطة القانون القوية والردع الحقيقي لكل مذنب !! حين يكذب المسؤول ينهار كل شيء ويضيع الوطن ، لنتأمل قليلا أين وصل بنا الحال إذاً !!!!


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى