Sliderاستراليا

في أستراليا أسماء مدن مصرية ونصب تذكارى لمدينة العلمين؟

القاهرة / من زيدان القنائى

أشهر قليلة تفصلنا عن الإحتفالية المئوية الكبرى بمناسبة إنتهاء الحرب العالمية الاولى وسوف تحتفل بها جميع دول التحالف التى شاركت فى الحرب ( بريطانيا العظمى , فرنسا والامبراطوية الروسية ) والدول الداعمة لها ومن بينها القارة الأسترالية الكبرى التى فتحت ذراعيها للعديد من المهاجرين المصريين بينهم عائلتى , وكم كانت مفاجاة من العيار الثقيل لى عندما أكتشفت بمحض الصدفة انه توجد بلدة صغيرة على أسم موطنى الاصلى مصر بالقارة الأسترالية الخضراء ما جعلنى ابحث عن أسترالية مصر عبر العديد من المواقع الالكترونية إضافة الى الاتصالات المباشرة ببعض الأصدقاء ومجالس البلديات الواقعة في حدودها تلك البلدة , اذ وتتوالى المفاجأت فبعد ان كنت ابحث عن مصر ظهر لى حى آخر باسم مدينة مصرية اخرى مما ذاد علئ مجهود البحث كى ما أقدمه إهداء لأعزائى أهل بلدى مصر حكومة وشعباً والمصريين بالخارج وخاصة أستراليا الذين أعتقدوا ان اول من هاجروا اليها في الخمسينيات والستينيات

من الطبيعي ان نجد اسماء لمدن كبرى واحياء أو شوارع مشتركة في بعض بلدان وقارات العالم المختلفة منها الاسكندرية على سبيل المثال ولكن من النادر جداً ان تجد اسم بلد كبير مثل مصر , مدينة العريش المصرية وايضاً نافورة ونصب تذكاري باسم العلمين في أى من بلدان العالم سوى أستراليا وربما القليل من البلاد الأخرى ان وجدت مجتمعة ولكن السؤال الشاغل لى ولآخرين من أين أتت هذه الأسماء ومن أطلقها على هذه المناطق الأسترالية ؟

بعد تمحيص وتدقيق وصلت الى ان بعد عودة الجنود الذين شاركوا ضمن القوات الأسترالية خلال الحروب العالمية الاولى والثانية خاصة معارك العريش والعلمين بمصر وذلك بالتزامن مع تأسيس مدن جديدة بالولايات الأسترالية لإقامة بعض المعسكرات لقواتها المسلحة عليها أطلق هذه الأسماء كى ما يحفروا بحروف من ذهب أسم مصر ومدنها على الاراضى الأسترالية والتى يعجز عن فعلها أستراليون من أصول مصرية لإحياء ذكرى شهداء أستراليا الذين قضوا فى الحروب وتاريخها التى خاضوها بمصر للأجيال القادمة ما جعلنى أفتخر بوجودى في بلد مثل أستراليا.

قبل الدخول في مواقع هذه المدن علينا ان نتعرف أولاً على أعداد وكيفية قدوم المصريين المهاجرين لاستراليا منذ قبل عام ١٩٠٠ طبقاً لما ورد بالتقارير الصادرة عن مكتب الإحصاءات الأسترالي والتى جاءت على النحو التالي
.
عام ١٩٠١ كان يوجد نحو ١٠٨ من مواليد مصر يعيشون بأستراليا وارتفع هذا العدد الى نحو ٨٠٣ بعد الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٧ كان معظمهم مصريين من أصول أوروبية وصل العدد لأكثر من ٨٠٠٠ بعد ثورة ٥٢ عام ١٩٥٤ وواصل هذا العدد في الارتفاع نتيجة للحروب التى مرت بها مصر وهاجرها عدد كبير من الأقباط خاصة بعد حرب ٦٧ حتى وصل عدد المهاجرين المصريين الى ٢٣ الف بحلول عام ١٩٧١ م ثم قفز لنحو ٣٣ الف عام ٢٠٠١ ثم الى حوالى ٣٧ الف مهاجر مصرى عام ٢٠٠٦ ذو أغلبية مسيحية من الأقباط من مجموع الجالية المصرية ( الاستراليين من أصول مصرية إضافة الى اولادهم من الجيلين الثاني والثالث ) التى يقدر عددها حتى الان أضعاف هذا الرقم منهم نحو ١٠٠الف قبطى على الأقل ٧٠ الف يقطنون بولاية نيو ساوث ويلز وحدها

أولاً مصر الأسترالية : عبارة عن مدينة صغيرة بوادى لوكير الشهير بالزراعة وخاصة الخضروات والتابع لبلدية تاوؤمبا وتبعد مصر حوالي ٩٤ كم من برزبن عاصمة ولاية كوينزلاند ويعتقد ان التسمية جاءت تخليداً لشهداء الجنود الأسترالية على ارض مصر خلال الحربيين العالميتين الاولى والثانية نتيجة وجود العديد من الجنود العائدين من الحرب بهذه المنطقة حيث وضعت القوات الأسترالية بصماتها على مدينة القاهرة العاصمة المصرية وبالتحديد حى هليوبوليس الذى كان يقع فى حدوده فندق هليوبوليس بلاس الذى تم بناءه نهاية عام ١٩١٠ و أطلق عليه فندق القصر والذى تكلف نحو ٢,٥ مليون جنية إسترليني بحسب ما قاله القائد الدكتور أوهاجان وقتئذ ( قصر الاتحادية حالياً ) والذى حولته الكتيبة الطبية الأسترالية لمستشفى عام لعلاج مصابى الحرب العالمية الاولى سنه ١٩١٤ والتى استمرت حتى عام ١٩١٨ حيث انتشرت خارجة خيام الجنود إضافة الى سيارات الإسعاف كما كانت القاهرة أيضاً بمثابة المدينة الاولى لملتقى الجنود التى يقضون بها أوقات أجازاتهم حيث اعتادوا على زيارة منطقة الاهرامات وأبو الهول وغيرها لتحيا بلدة مصر الاسترالية

ثانياً مدينة العريش الساحلية : وهى المدينة الثانية التى توجد بولاية كوينزلاند وتبعد عن العاصمة برزبن نحو ١٦٠٠ كم ويبلغ عدد سكانها حوالي ٤٤٠ نسمه حتى عام ٢٠١١ وتأسست المدينة عام ١٩٢٠ وسميت على أسم مدينة العريش المصرية الساحلية أيضاً بشمال سيناء التى شهدت الحرب العالمية الاولى وأستخدمت كقاعدة عسكرية تحتوى على مستشفى للقوات الأسترالية كما تأسست مدرسة باسم ماريا كريك الحكومية عام ١٩٢٢ التى تغيرت لاسم مدرسة العريش الحكومية عام ١٩٢٥ وايضاً تأسس مكتب للبريد للمدينة عام ١٩٢٦ وبعد عده أعوام حولها الاستراليين من أصول إيطالية الى مزارع لقصب السكر ومن أشهر معالم المدينة محطة قطار العريش التاريخية إضافة الى نادى العريش لقدامى المحاربين ( RSL ) الذى أنشئ عام ١٩٣٠ ونادى العريش لألعاب الجولف كما عملت الحكومة الفيدرالية الأسترالية بإصدار طابع بريدى تذكاري للحرب العالمية الاولى بسيناء عام ٢٠١٧ .
ثالثاً العلمين : توجت أسم المدينة المصرية التى جرت على أراضيها الحرب العالمية الثانية بعدد من الأماكن والمواقع الشهيرة على الأرضى الأسترالية إضافة الى إطلاق اسماء عدد من شوارعها باحياء مختلفة بالعديد من الولايات الأسترالية ومنها
١ – نافورة العلمين التذكارية بسيدنى : جاء بناء النافورة بحديقة فيتزورى بحى كينجز كروس وسط مدينة سيدنى عاصمة نيو ساوث ويلز والتى تعتبر النصب التذكاري لإحياء ذكرى شهداء الفرقة التاسعة مشاة للجنود الاستراليين التابعة للقوات الأسترالية المشاركة لقوى التحالف بمعركتى العلمين الاولى فى يوليو ١٩٤٢ والثانية فى نوفمبر من نفس العام , وقد كلف المهندس المعمارى روبرت وودورد وأحد قدامى المحاربين الفائز بالمسابقة التى نظمتها بلدية سيدنى عام ١٩٥٩ بتصميم والاشراف على بناء النافورة التى تم إفتتاحها رسمياً من قبل السيد هارى جينسن عمدة مدينة سيدنى عام ١٩٦١ .
نافورة العلمين تحفة فنية جمالية وأحد الرموز السياحية لمدينة سيدنى التى تنافس كل من دار الأوبرا وكوبري سيدنى المعروف باسم سيدنى هاربر بريدج فى جذب السياح نظراً لمميزاتها التى تتكون من أربع احواض كبيرة متدرجة ويتوسطها رأس النافورة على هيئة كرة برونزية يبلغ قطرها حوالى أربعة أمتار يتتدفق منها الماء عبر ٢١١ ساق مرتبه بشكل أشعاعى على هيئة قرص الشمس والتى تشكل ألواناً مختلفة فى ضوء الشمس نهاراً والاضاءة الليلة أيضاً ما جعل العديد من دول العالم بناء مثيل لها , وفى عام ٢٠١٠ تم الاتصال بالسيد وودورد قبل وفاته لعمل تجديدات بالنافورة التى تأثرت بعد ٥٠ عام بفعل بعض التلفيات على سيقانها وتآكلها مما اثر على قوة تدفق المياه من خلالها وقد تم اعادة أفتتاحها يوم السبت الموافق ٢٨ يوليو عام ٢٠١٢ م .
ثانياً قرية العلمين بالعاصمة الفيدرالية كانبرا : هذه القرية تعد مركزاً للإقامة الشاملة لقدامى المحاربين من كبار السن وتقوم القرية بتقديم العديد من الرعاية والخدمات الصحية والطبية وغيرها للمقيمين بها كما انها تقع فى محيط الحدائق , المنتزهات , مراكز التسويق التجارية والنوادي العامة , كما قامت الحكومة الأسترالية على مدى الأعوام السابقة بإصدار طابع بريدى وايضاً عمله معدنية من فئة ٥٠ سنت لإحياء ذكرى حرب العلمين بسعر ١٠ دولارات .
بينما أنا ابحث عن هذه المعلومات خاصة عن العريش ( شمال سيناء ) منذ ١٠٠ عام أثناء الحرب العالمية الاولى التى أستمرت من عام ١٩١٤ الى عام ١٩١٨ تذكرت سيناء خاصة مدينة العريش فى هذه الأيام فى الوقت الذى تحارب فيه قواتنا المسلحة المصرية الارهاب بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الفائز بالرئاسة المصرية لفترة ثانية متمنياً إعلان السيد الرئيس فى يوم ٢٥ ابريل بانتهاء الحرب على الاٍرهاب فى مصر وخاصة سيناء وخلوهما من الإرهابيين والقضاء على أصحاب الفكر التكفرى أثناء الاحتفال بعيد تحرير سيناء أرض الفيروز .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى