Sliderمقابلات

بعد أن صمَّم شعارات كُبرى الماركات العالمية البروفيسور العراقي ريان عبدالله : أتمنى تصميم العملة العربية الموحدة!!

أجرت الحوار / ناجحة كاظم 

يعد البروفيسور الالماني ريان عبد الله الموصلي العراقي الاصل، أشهر مصمم في ألمانيا بل في أوروبا. صمم شعار ألمانيا الموحد «النسر» للحكومة الألمانية وجدد شعار سيارة الفولكس فاجن وشعار سيارة الأودي وصمم شعار سيارة بوغات, وأشرف على جميع تصميمات شركة خطوط النقل العام والقطارات (BVG) وكل وسائل الإرشاد والإيضاح فيها وهو المسؤول عن تصاميم البرلمان الألماني.
البروفيسور عبد الله عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة لايبزك الألمانية وعميد ومؤسس كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية في القاهرة.ولد في الموصل وتعلم في مدارسها وغادر الى المانيا في العام 1980, وتابع دراسته العليا هناك . وهو ايضاً مؤسس كلية الفنون الجميلة بالجامعة الألمانية فى مصر، وكان أول عميد لها، وقام بتأليف 7 كتب باللغة الألمانية فى مجال التصميمات والرموز والخط العربى، حتى أصبح اسم ريان عبدالله علامةً تجاريةً عالميةً وأيقونةً لدى المؤسسات الكبرى..
“وطن برس اونلاين  حاورته لتسلط الضوء على واحدة من النماذج المشرفة للعقل العراقي المبدع.. وفيما يأتي نص الحوار:-

*ماذا عن أشهر الماركات والمؤسسات العالمية التى قُمت بتصميم شعاراتها، وكيف توصَّلت إلى ذلك؟

بعد أن حصلتُ على بكالوريوس التربية الفنية بألمانيا كان مجال التصميمات شغفى الأول؛ فتخصَّصتُ فى مجال صناعة «اللوغوهات»، فهى تُعطى مكانةً كبرى للشىء أمام الدول الأخرى، وهو مجال لا يمكن الاستهانة به، وقمتُ فى بداية الأمر بتصميم «لوجو» سيارتى «فولكس فاجن» و«بوجاتى»، فضلاً عن تصميمات أخرى للمؤسَّستين، وقمتُ بإعادة تصميم العلامة التجارية لسيارة «أودى»، ثم قمتُ بتصميم شعارات جميع شركات خطوط النقل العام، والقطارات، ووسائل الإرشاد والإيضاح فى برلين -والتى تُعتبر ثالث أكبر وسائل نقل بالعالم بعد نيويورك ولندن- ثم قُمتُ بتصميم شعار خطوط أنفاق دبى بالإمارات، ثم كُلِّفت بإعادة تصميم شعار ألمانيا الموحَّد، وهو شعار جميع الوزارات الألمانية، باستخدام النسر الذى يعنى سيد الطيور فى السماء، وهذا الشىء لأول مرة يحدث فى التاريخ أن يأتى شخص من أصول عربية يقوم بتوحيد جميع الشعارات الألمانية، فاستخدام الرمز لا يعنى عنصر القوة فقط، وإنما يعنى طبيعة الحيوان وبُعده وتفكيره وذكاءه وقدرته على السيطرة على محيطه، ثم أصبحت بعد ذلك أستاذًا بجامعة ليبزج بألمانيا، وقُمتُ بتأسيس شركة «markenbau» بألمانيا، والتى أصبحت الآن من أكبر شركات التصميم عالميًّا، ثم قُمتُ بتصميم «لوجو» شركة «فودافون»، وماركة ملابس «بيربيرى»، وكذلك «لوجو» شركة «ماكدونالدز».
*هل هناك تصميمات تتمنَّى أن تقدمها لاحقًا؟
أتمنَّى تصميم شعار يوحِّد ويربط جميع الدول العربية، وأيضًا تصميم عملة موحدة تربط الدول العربية ببعضها، فمثلاً هناك 25 دولة أوروبية يربطها محيط جغرافى، وعلى الرغم أننا يربطنا الدين واللغة، فلماذا لا تكون هناك عُملة تربط بيننا، مثلما هناك العديد من الدول الأجنبية تجمعها عُملة واحدة، ما يُعطى إحساسًا بالقوة والوحدة والاتفاق والهدف الموحد، ولكنى لم أضع تصورًا مبدئيًّا حتى الآن لشكل تلك التصميمات.

*لماذا لم تضع تصورًا مبدئيًّا لتصميمات تحلم بتقديمها، وهل هناك قواعد تحكم شكل التصميم؟ وما مراحل تصميم «اللوغو»؟
نعم، بالطبع هناك قواعد، فهى لم تطرأ فجأةً على مُخيِّلتى، لأن فكرة وشكل التصميم يتمَّان بناءً على دراسة كاملة لطبيعة الشىء أو المُنتج أو الماركة ومعرفة تفاصيلها وأبعادها، والتى قد تستغرق وقتًا طويلاً جدًّا، فإذا كانت عملية التصميم لها تصوُّر قبل عملية الدراسة، فهذا يعنى أننا نسير بطريق الخطأ، فمثلاً عندما صمَّمت شعار ألمانيا اعتمدت على دراسة كاملة استغرقت أكثر من عام، فهناك فلسفة فى عالم تصميم الرموز، و«اللوجوهات» تتم ترجمتها عبر دراسة نقاط الضعف، وما الفرص التى توجد بها، ودراسة نقاط القوة، وما المخاطر التى توجد بها، ثم أتوصل لشكل ورموز محددة، ثم يتم تحويل هذه الرموز إلى شكل تصميمى مرئى بسيط، يعبر عن هوية الشركة، وقد يتم دمج الخط العربى لتصميم «لوجو» لشركة عربية كبرى تظهر هويتها، وقد يكون حيوانًا أو نباتًا أو حرفًا، ثم تأتى مرحلة اختيار الحرف ونوعه إذا كان عربيًّا أو لاتينيًّا ولماذا، ثم الشكل، ثم الحجم، ثم الزخرفة، ثم الشبكية، فهناك 13 جزءًا ومرحلة تتم دراستها. ويقول ان أهم الرموز التى توجد حول العالم هى الدائرة، والمثلث، والمربع، وكل منهما له دلالته، وعلى المصمم أن يدرس الأدوات ومعناها حتى يظهرها فى نصابها الصحيح، فمثلاً نلاحظ أن معظم «لوغوهات» السيارات حول العالم ووسائل النقل عبارة عن دوائر بطريقة أو بأخرى، لتدل على الحركة، وقد يختلف معنى شعار الدائرة لدى شركات أخرى، كما قد يحمل «اللوغو» الواحد لشركة ما أكثر من معنى، فمثلاً «لوغو» سيارة «أودى»، وهو الدوائر الأربع المتداخلة، يحمل معانى منها الحركة، وأنها ذات أربعة إطارات، وكذلك تعنى أن هناك أربع شركات اتفقت وتوحَّدت على صناعتها، كما تعنى أن السيارة قد يتم توزيعها فى أربع قارات، وبالنهاية فهوية الشركات تكمن فى «اللوغو» الخاص بها، أما معنى شعار «فولكس فاجن» فهو عبارة عن مقطعين، الأول يعنى سيارة، والآخر يعنى الشعب، أى «سيارة الشعب»، أما معنى شعار «بوجاتى» فهو «أسرع سيارة فى العالم».

الماركات العالمية التي صممها

*ما الوقت المُستغرق فى صناعة «اللوغوهات»؟
ليست هناك قواعد تحكم طبيعة الوقت، فكل مُنتج أو ماركة تختلف عن الأخرى، فمثلاً لو كان الشعار لمخبز صغير فإن ذلك يستغرق 6 أسابيع، بينما تصميم شعار لشركة قطارات أو مترو أنفاق قد يحتاج إلى 6 أشهر.
ما شعارات الماركات العالمية الأخرى التى تحتاج إلى إعادة تصميم والعكس؟
يقول: هناك آلاف «اللوغوهات» التى لا تعجبنى عالميًّا، ولكننى أرفض ذكرها، ولكن شعارات الدول العربية تم تصميمها دون الخضوع للدراسة سالفة الذكر، وجميعها «لوغوهات» عاطفية تبعًا للطبيعة العربية، وليست عقلية، ويجب إعادة النظر بها.
* زرت بلاد عربيه كثيره كيف ترى واقع التصميم فيها وكيف تقيم المشهد العام البصري فيها؟
العالم العربي لا يزال فقيرآً كل الفقر في التصميم، رغم وجود مجموعة صغيرة من المصممين هنا وهناك. فواقع التصميم يعكس واقع المجتمع العربي من كل جوانبه, فمفهوم التصميم كمصطلح متعارف عليه، غير معروف في بلادنا، وليس له أي قيمة تذكر، إلا بعض المحاولات الصغيرة, وأغلبية المنتوجات العربية لم تصمم بالمستوى المطلوب، لا سيماً وسائل الإيضاح والإرشاد الغير متوفرة، إن كانت في العمارات، أو الشوارع العربية. وقيمة المصمم العربي في بلادنا، شبه معدومة وهذا يلعب دور بتذوق العرب للتصميم.
*هل من تيارات فنيه في مجال التصميم في اوروبا؟
أهم التيارات التصميمية قدمت من ألمانيا، مثل مدرسة الباوهاوس، وبعدها مدرسة أولم للتصميم، ومدرسة لايبزك لتصميم فن الكتاب، وهي المدرسة التي أدرّس بها، حيث نبحث حالياً في دورالتيبوغرافي كأهم أسس التصميم، إضافة إلى تطوير المدارس اللونية، وإختيار أحدث أنواع الورق في تنفيذ المنتوج، وإعتماد القَصة الذهبية في التصميم، وغيرها.
*هل الكليات الاكاديمية العربية مواكبه لحراك التصميم في اوروبا؟
الكليات الأكاديمية العربية تعيش حالة ركود وجمود، وفي أكثر الأحيان حالة فقر. المواكبة لحركة التصميم في أوروبا تتم وتنقطع من خلال الأشخاص الذين ينقلونها، وبذلك تبقى مواكبة غير متكاملة، فهناك فرق زمني كبير، والمناهج الدراسية في الكليات العربية قديمة جداً، وأغلبيتها ينقصها الورشات العملية والفنية، ميزانيات هذه الكليات غير كافية للقيام بمهامها، والهيئة التدريسية أغلبيتها ليست خريجة دراسات تصميمية، وغيرها من المعوقات.
*ماذا تفضل ان تصمم ؟
أهم إختصاصاتي هي العلامة، ليس فقط للشركات التجارية، بل إنما للدول، إضافة إلى ذلك، تصميم الخطوط العربية لهذه الشركات والدول, وكمصمم، مهمتي هي إيجاد الحلول للمشاكل التصميمية للزبون، بغض النظر عن طبيعة العمل والمنتج.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى