ادب وتراث

من إرشيف الحرب ” شتلات الورد”

بقلم: الكاتب الصحفي والمراسل الحربي الراحل علي حيدر

كان لأم ثلاثة أبناء، كبروا حتى اصبحوا رجالاً، فدخلت بلادهم في حرب، فانضموا للدفاع عنها، فزرعت امهم ثلاثة ورود ومنحت كل واحدة منها اسماً باسم اولادها الثلاثة، مرت الأيام، ونيران الحرب لاتزال مستعرة، وفي يوم، اصبحت الأم، فنظرت من شرفتها الى الحديقة لكي تصبح على الورود الثلاث كعادتها، فهالها ما رأت، لقد ذبلت وردتان، وبقيت واحدة، فأجهشت بالبكاء لأنها خشيت أن يكون ذلك نذيراً باستشهاد ولدين من اولادها كالزهرتين الذابلتين، وبقيت في ألم وقلق الى المساء، ثم جاء الخبر…

توقف سيارة ملفوفة بالعلم، كانت واحدة، وشهيد واحد لا اثنين، تقدم الضابط من الأم: اخبرها عن ابنها الشهيد، وهنا كانت المفاجأة!، فقد كان الشهيد هو نفسه صاحب الوردة المشرقة الباقية، لا أحد الوردتين الذابلتين، وهكذا الشهداء، أحياء كورودهم في قلوبنا، وعند ربهم هم يرزقون


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى