ادب وتراث

هي وهو ..  للشاعر طالب عبد العزيز من العراق

       طالب عبد العزيزشاعر من العراق

                   هي

لو كنتُ امرأةً من البصرة

لقبلّتك في الشارع، أمام الذاهبينَ الى الدنيا 

لكنني، صبيَّةٌ من أهل الزبير

سمراءُ ، وبابُ بيتنا خشبٌ ونحاس 

أكتفي بالرّقص في المنزل،

وأضمنُ لمن أحبُّ القبّلة في السرير.

                   هو

لو كنتُ رجلاً من العامّة

لوقفتُ بانتظاركِ قربَ بائعِ الاحذية

ريثما يُصلحُ شأنَ حذائك .

لكنني، امرؤ من سلالةِ أشرافٍ، ملّاكين

أقفُ على الشُّرفة مساءَ كلِّ يوم ،

أمنحُ المارَّة نظرتي ..

التي تقودهم الى النَّهر.

              هي

لو كنتُ مغنيةً في مَلهى ليليّ

لأخذتُ مجلسيَ عند طاولتك

أصارحُكَ كأسَك الاخيرة، وأسمعُك أغنيتي

التي تحبُّ ..

لكنني امرأةٌ من الحجاز

يدخلُ الأمراءُ، صاغرينَ على أبي  

فأنا أرعى إبلهُ في النَّهار

وأبكي حبيباً مقتولاً  في فراشي

كلَّ ليلة.

                   هو

لو كنتُ مُحقّقَ مخطوطاتٍ كفيفٍ

لكتبتُ تقريظاً لعينيكِ المُبصرتين

ولمجدَّتُ إسمكَ في ديباجة كلِّ كتاب 

لكنني فلّاح من أبي الخصيب

أصعدُ النخل في نهاراتِ القيظ 

وانزلُ الماءَ، في الليل، صيّاداً للسمك

أقصى مناي أن تُحبّني امرأةٌ

من أهل العراق .

                  هي

لو كنتُ زوجةَ إمامِ المسجد

لطلبتُ منك أنْ تصلّي خلفهُ ..

وألا تتبرمَ من قنوته في صلاةِ الفجر

فهو ما زال على مذهب إمام الكاظمين

لكنني أستاذةُ الكيمياء ..

أعرفُ العناصرَ، ما إرتضى بذاته ونأى

وما انجذبَ منها واندمج 

فلا أتركُ المختبرَ إلا ساعةً من نهار ٍ،

القِّنُ خَزانة ثيابيَ درساً في الفقدان.

                       17 شباط 2021


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى