ثقافة وفنون

الفنان المغترب قيس السندي : “صراع من اجل البقاء “

يعرض الفنان التشكيلي العراقي  المغترب قيس السندي أخر نتاجاته الفنية في قاعة رؤى 32 للفنون في العاصمة الاردنية عمان  تحت عنوان  “صراع من أجل البقاء ”  ويضم المعرض 35 عملا فنيا نفذت بألوان الاكريليك على القماش ويستمر المعرض حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري  .  ويقول السندي :ان أعماله  تجسد صراع الانسان منذ بدأ الخليقة مع الطبيعة والكائنات التي حوله من  أجل البقاء هذا الصراع الذي بدأ يأخذ أشكالا جديدة مع مرور العصور في ظل التطورات والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المجتمعات  , فضلا عن تركيز الاعمال على صراع المغترب العراقي مع ثقافات المجتمعات الجديدة التي هاجراليها قسرا لاثبات وجوده .   ويضيف الفنان  : «تنطلق هذه التجربةالتي حاولت تلوينها بتجاربي الشخصية من خبرتي كواحد ممن تعرضوا للنفي عن الأرض التي ولدت فيها والتي تغذت روحي من نسغها وأحاول من خلال أعمالي أن أروي قصصاً تستعيد بعض تاريخ العراق والى توثيق الأشواق اللانهائية التي راودت أبنائه . وشهد المعرض الذي احتضن بين اروقته لوحات جمعت بين الحداثة والاصاله وتناولت عذابات الانسان منذ الازل  مع من حوله وذكريات الفنان في وطنه الام وفي الوطن الجديد الذي حل  به فضلا عن معاناة المرأة حضورا مميزا من قبل النقاد والمهتمين بالفنون من العرب وابناء الجالية العراقية المقيمة في عمان  .  وعلق الناقد التشكيلي فاروق يوسف على تجربه السندي بقوله : أرى ان الفنان قد بذل جهدا عظيما خلال السنوات القليلة الماضية من أجل ان يبدو تمكنه التقني حدثا طبيعيا , إنه الان يرسم بيسر ذلك لان يده صارت هي الاخرى تحلم ،اما عينيه فقد صارت تلتقط الافكار اليومية العابرة  ’مهمة تقع خارج محيط الرسم , لذلك صار الفنان يلجا الى تقنيات أخرى غير الرسم  ليعبر عما يجري له وعما يرغب في أن يقوله .
ويضيف يوسف: لقد قُدر له ان يكون تأها ولانه لم يجد في المتاهة حلا لازمته الوجودية  فقد صار يصف الخطوات التي يلقيها  لايرغب  في أن يعيدها بفجر مختلف غير أن شعوره بالفجيعة وهو شعور قديم صار يقترب به من وظيفته رائيا في الرسم يتحقق لديه نوع من الانسجام النغمي التي تتكفل الاصباغ برعايته غيرانه في التقنيات الاخرى يكتفي بالتناقض دليل انسجام مع الحقيقة .
من جهته وصف الناقد التشكيلي عاصم فرمان اعمال السندي بقوله:   تجربة الفنان هذه تشكل نقطة تحول في مسيرة الفنية  قياسا لاعماله السابقة .  وقال:  ان السندي فنان مجتهد ومثابر يبحث عن استقرار اسلوبي ومعرضه هذا  ناجح متميز من ناحية المضمون والاسلوب والالوان ويقترب بشكل كبيرمن من العنوان الذي اختاره للمعرض    . بينما يرى الناقد التشكيلي مؤيد البصام ان السندي لم يقدم في معرضه أعمالا فنية تختلف عن ماهو موجود حاليا في الساحة التشكيلية العراقية اذ ان معظم الفنانيين التشكيليين الشباب وخاصة المغتربين  منهم تنتمي اعمالهم الى اسلوب مابعد الحداثة بسبب تأثرهم بالفنون التشكيلية الغربية  .  والى جانب اللوحات التي احتضنها المعرض عرض الفنان اعمال تجهيزية وفيديو أرت تناولت المشاكل الكونية الدائمة التي رافقت الانسان منذ الازل  مثل : كفاحات اللاجئين وشح المياه والبحث المضني للانسان عن أرض ثابته له يمكن ان يثبت اقدامه فيها ويحمي روحه من القلق .
يذكر ان الفنان التشكيلي قيس السندي من مواليد عام 1967، حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الفنون الجميلة من جامعة بغداد. وهو مقيم في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة ويعد معرضه هذا المعرض الشخصي العاشر لنتاجاته التي سبق أن عرضت في معارض منفردة في عدة مدن أمريكية إلى جانب عمان ودبي والكويت.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى