Sliderاستراليا

أزمة الغواصات، أسبابها وتداعياتها !

 كتب / خالد عثمان*

خالد عثمان

تسببت الاتفاقية الدفاعية بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في نشوب توتر اقليمي مع الصين وازمة دبلوماسية بين فرنسا والدول الموقعة على الاتفاقية الدفاعية، لان توقيع الاتفاقية أدى الى اتفاقية سابقة لبناء غواصات فرنسية في ميناء مدينة أدلايد عاصمة ولاية جنوب أستراليا. استراليا قررت الغاء الاتفاقية المتعثرة مع شركة نافال الفرنسية لجملة من الاسباب من بينها تسرب المعلومات الفنية عن الغواصات الفرنسية في الهند، نكوص الشركة الفرنسية عن نسبة ال 90%؜ من العمالة المحلية بالاضافة تزايد التكلفة عن الميزانية المقررة لها. ولكن تظل هواجس الصراع الاقليمي مع الصين هي المحرك الاساسي، لان الغواصات الفرنسية تعمل بوقود الديزل مع امكانية تحويلها الى الوقود النووي مستقبلا، وهنا تأتي اهمية الاتفاقية الدفاعية اذ تسمح لاستراليا بالاستفادة من التقنية الامريكية في تصنيع وتشغيل الغواصات والمتاحة حاليا لبريطانيا فقط استقبلت الصين أخبار الاتفاقية الدفاعية بغضب بالغ حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بان استراليا كمن يطلق الرصاص على قدمه، وهذا تحذير مبطن لان الصين مدركة لحجم التحديات المحيطة بها وهي تسعى لريادة العالم سياسياً واقتصادياً. فرنسا، الخاسر الاكبر تعتبر الاتفاقية من آثار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الذي عمل جاهداً لسحب استراليا من الاتفاقية مع فرنسا وكون الاحزاب الحاكمة في استراليا وبريطانيا هي احزاب محافظة تخدم مصالح الليبرالية العالمية وشركاتها. استراليا تحتاج هذه الغواصات النووية كونها رأس الرمح في الصراع الحتمي بين الغرب والصين، وهذا وحده يفسر انسحاب استراليا برغم من خسارتها لاكثر من 2بليون دولار حتى الآن، ولكن ماهو دور الناخب الاسترالي في فقدان الوظائف وفي تحويل استراليا لحديقة نووية خلفية للولايات المتحدة الامريكية.

  • كاتب وصحفي من السودان
  • رئيس تحرير صحيفة المهاجر الاسترالية في  ملبورن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى