ثقافة وفنون

دبي تستضيف معرض الفن العراقي المعاصر

تحت رعاية معالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الامارات العربية المتحدة تنظم مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية ” معرض الفن العراقي المعاصر ” بقاعة المعارض في مبنى المؤسسة . ويأتي هذا المعرض استكمالاً لسلسلة معارض نظمتها المؤسسة طيلة سنوات كان لها صداها في الوسط الفني داخل و خارج الدولة. حيث شارك فيها فنانون لامعون واحتضنت المؤسسة تجارب ناشئة فضلاً عن استقدام المعرض من الخارج و الاهتمام بشتى مدراس التشكيل .وقد رحبت الأمانة العامة لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بهذا المعرض عبر كلمة توزع خلال الافتتاح هذا نصها:

لقد بلغ الفن التشكيلي العراقي ذروة تطوره في ستينات القرن الماضي، واستمر في حركته الديناميكية في التطور الإبداعي على يد مجموعة من التشكيليين العراقيين الذين أصبحوا في واجهة هذا الفن، لا على مستوى العراق والوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم. وقد استمرت هذه النهضة في تطورها مشكلة تجربة فريدة في انتمائها وجذورها وتأثرها العربي والأوروبي المعاصر مثلما أثرت في الفن التشكيلي على مستوى العالم. ومثلها مثل أي نهضة حضارية معاصرة في العراق تعرضت إلى التهميش والسرقة ومن ثم إلى هجرة مبدعيها الجماعية لكبار الفنانين التشكيليين العراقيين الذين حققوا لهم شهرة وأسلوباً ومدرسة وقد وزعت هذه الهجرة المبدعين على مجمل خارطة العالم، حتى يصعب تتبعهم اليوم وتلمس إبداعاتهم. ومنذ الربع الأخير من القرن الماضي وحتى الآن، أصبح رصد حركة الإبداع، أو ضم عدد من الفنانين التشكيليين تحت خيمة معرض واحد، أو تلمس التطور والحركة الديناميكية المشهودة للفن التشكيلي العراقي أصبحت شبه مستحيلة، وذلك لغياب منظمات عراقية ثقافية قادرة على استيعاب هذا الهدر الكبير للإبداع العراقي، والوقوف أمام حركة سرقة الإبداع والثقافة والتاريخ والتراث، واتساع قاعدة التخريب المنظمة لهذه الفنون والثقافات التي تشكلت عبر مئات السنين، أضف إلى ذلك ضعف المسؤولية التي تلت بعد سقوط بغداد، والهدم المنظم للبنية الثقافية التحتية، ومحدودية دور وزارات الثقافة العراقية، كل ذلك جعل مثل هذه المحاولات الصغيرة الجادة للملمة بعض الأعلام تحت خيمة ما بين الحين والآخر مهمة قد لا تبدو سهلة ، وتكتسب أهمية كبيرة كونها تعطينا من جانب آخر بعض أبعاد المشهد التشكيلي المعاصر في العراق على الرغم إلى كل ما تعرض له هذا الفن وغيره جراء الاحتلالات والحروب المتتالية. لا ندعي أننا قمنا بعمل كبير بقدر ما هو خطوة مشيناها بعد عدة خطوات بذلناها لنقدم من خلالها جانباً من جوانب إبداع معرض للهدم والتفتيت والقتل العمد، ولمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عدة مبادرات سابقة جاءت على أشكال مختلفة لدعم الفن العراقي بأجناسه المختلفة وعبر جهود مضنية للمساهمة في إعادة صورة هذا الفن والكشف عن إبداعات مختلفة لا في الفن التشكيلي فحسب بل وفي سائر الفنون والآداب والثقافات والفكر. إن هذه المهمة ينبغي أن تتبعها مهمات أخرى لمنظمات ومؤسسات عربية وأجنبية بل وعراقية أيضاً لمحاولة إعادة الصورة المتألقة لعراق كان متألقاً عبر كل الصور والعصور.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى