مقالات

يسقط مراقب الصف : جيل عراقي جديد!

د.كاظم العلي*

قبل أيام قلائل نشرت موضوعا طريفا على صفحتي في الفيسبوك

عن قيام أطفال بعمر الورود بالكتابة إلى عميد مدارس الفراهيدي يشكون فيه من مراقب صفهم … فقام المدير بعزله على الفور…هل نتعلم من أطفالنا …لنردد عاليا : يسقط مراقب الصف!

(( ذكر أبني مصطفى اليوم أن زملاءه ( و جميعهم بعمر 13 سنة) وقعوا عريضة يطالبون فيها عميد مدارس الفراهيدي الدكتور توفيق بتغيير المراقب لدكتاتوريته و تعسفه فاستجاب لهم المدير على الفور….

بس أخوان بصراحة أبني هددني قال المظاهرة القادمة عليك …. و سنكتب أوراق يسقط الدكتاتور …و آنة خايف …يعني وين أنطي وجهي… و منصبي هو رب العائلة!! يمكن إذا عزلوني أرتاح من البيت و مسؤولياته…أربح لو أخسر ، ما أدري؟

يا مسؤولين و يا حكام ترى الدنيا غيــــــــــــــــــــــــــــر!))

– ههههههههههه التغيير ممكن في اي لحظة دير بالك دكتور.

– هههههه عمر المراهقة خطير بس من وجهة نظري ..ان جيل ابن حضرتك يبشر بأن راح يكون عنده صوت أعلى من الصوت الى عدنا ..وهذا الشيء ينطينا أمل بعراق أفضل لأبنائنا.

– بروف اذا صارت صدك ونجح ابنك وصدر امر النفي تعال للكوت يمنه اني اقبلك, ولاتنسى بالكوت هم عدنه عين مال نفط حالنه حال البصرة!!!!!!

– ههههه … حلوه بروف … طبعا لازم جيل هسه يعرف شلون يستخدم سلاح الصوت الواحد … للأسف جيلنه هسه واجيالنه الراحت ماتعرف تستخدم هيج سلاح … يستخدمون بس (( انه معلية )) بدون ميحاولون التغيير … تحياتي بروف.

– له الحمد والشكر…ان وجود هكذا اصوات تقول كلا للفردانية والدكتاتورية وبشكل جميل وحضاري لهو مما يزرع الامل بأن في الغد ومع هؤلاء النشئ سيكبر فينا التحضر والتحلل من شبح الزعيم الاوحد وشيخ المشايخ واستاذ الاساتذة و و و ..وهي كذلك تحسب للمدير الفاضل فحياه الله.

– هكذا يتعلم الجيل ، المعنى الحقيقي للديمقراطية ، حين ممارستها في حياتهم منذ الصغر . يتبادر في ذهني سؤال لك يا استاذي الفاضل بعد ان شغلت منصب رئيس لقسم الترجمة اليوم ، لو اقدم طلاب الترجمة على فعل مماثل ، فما سيكون قرارك ؟

– ينبغي على الجميع التصدي للدكتاتورية كل من موقعه ولولا سكوت الناس لما استأسد بعض الانتهازيين على رقاب الناس..في يوم من الايام جاء احد رؤساء البوسنه السابقين ليؤدي صلاة الجمعة فوجد المسجد ممتلئ وقد اعتاد الصلاة في الصف الامامي ففتح الناس له الطريق حتى وصل الصف الاول فاستدار وقال للمصلين “هكذا تصنعون طواغيتكم” فلولا تخاذل الناس وتقديسهم للرموز لما وجدت الدكتاتورية…

– يسقط مراقب الصف !

* كاتب واكاديمي من العراق


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى