Sliderثقافة وفنون

مركز تراث البصرة يستضيف غازي فيصل حمود للتحدث عن دور المكتبات في ثقافة المجتمعات

كتب – سعدي السند :
المعروف عن البصرة ومنذ تأسيسها عام 14 هجرية وحتى الآن انها تسوّق الأبداع بشكل معروف وموثق كونها وفي كل عصر كانت صاحبة عطاء متجدد ورافدا معرفيا متميزا مازال مثار اعجاب المفكرين والمبدعين والأكاديميين والباحثين والدارسين في شتى أنحاء العالم … واضافة الى مبدعيها بمختلف التخصصات كانت ايضا عامل جذب لكثير من الأعلام الذين شدوا الرحال اليها طلبا للعلم .. وظلت على الدوام بمكانتها العلمية هذه بأن تدفع الناس الى التوافد عليها واتخاذها موطنا لهم بعد التمصير وكان من بين هؤلاء الوافدين رجال من الصحابة والفقهاء وحفظة القرآن والأدباء والعلماء ممن كان لهم وللمبدعين من ابنائها في مختلف العصور والأزمان الأثر الواضح في أن تنهض البصرة وتصبح مكانا لنهضة علمية وفكرية ظلت منارا للأجيال …وهكذا وثّق لنا تاريخ البصرة الحافل الزاخر اسماء كبيرة لأبنائها جعلوا من البصرة منبتا للأبداع وحقلا خصبا لنشوء المدارس اللغوية والأدبية والفكرية والفلسفية اذ ان في صفحات التاريخ مايكفي من الشهادات على المكانة المتميزة التي حظيت بها البصرة بين مدننا العربية والأسلامية حيث كانت تحفل بعلوم متنوعة ومعارف مختلفة ومحامد كثيرة … وبتعاقب العصور ادّت هذه المدينة ادوارا تاريخية لم تزل موضع فخر واعتزاز لدى الأجيال ..
هذه المقدمة كانت تدور في ذاكرتي وأنا أتابع ندوة متميزة ضمن سلسلة الندوات التي ينظمها مركز تراث البصرة التابع لقسم شؤون المعارف الاسلامية في العتبة العباسية المقدسة حيث أقام المركز ندوة ثقافية تحت عنوان (الكتاب والمكتبات ودورهما في ثقافة المجتمعات) ضيّف فيها الاستاذ (غازي فيصل حمود) صاحب دار المكتبة الاهلية للتوزيع والنشر في البصرة تحدث فيها عن دور المكتبات في ثقافة المجتمعات بشكل عام، وفي البصرة خصوصاً واشاد بإسهامات علماء ومفكري البصرة خلال الفترات التاريخية المتعاقبة مبيناً ان البصرة انجبت العديد من رجالات الفكر والادب، وقد ادّت المجالس الادبية دوراً مهماً في توسيع دائرة النشاط الفكري والثقافي في البصرة، فضلاً عن دور المدارس وخزائن الكتب.
وشهدت الندوة التي أدارها الدكتور عامر السعد الكثير من الاسئلة والمداخلات بخصوص واقع المكتبات في البصرة، وتأسيس المكتبة الاهلية ومؤسسها المرحوم (فيصل حمود)، أجاب عنها الاستاذ المحاضر الذي قدم شكرة الجزيل للمركز على هذا الابداع المتميز من خلال الاصدارات المتنوعة التي تعنى بالجوانب التراثية لمدينة البصرة العريقة، وفي الختام جاءت فقرة التكريم من قبل المركز إذ قُدم درع المركز وكتاب شكر للأستاذ غازي فيصل حمود على جهوده المتميزة في مجال الكتب والمكتبات.
ويذكر ان المكتبة الأهلية في البصرة والتي تأسست عام 1928 على يد المرحوم فيصل حمود رحمه الله تعد من أقدم المكتبات في البصرة وقد واكبها وتواصل معها المئات من مبدعي البصرة وزوارها من داخل العراق وخارجه وهي الآن تتواصل مع الأبداع والمبدعين بذات الهمة التي بدأت بها بفضل راعي المكتبة وفخرها الأستاذ غازي فيصل حمود يساعده نجله المبدع الكاتب مصطفى غازي فيصل وقد أصبحت منذ عام تقريبا دار نشر اذ صدر عنها حتى الآن عدد من الكتب وكان اول اصدار لها (صدى صرخة) للقاص والروائي الكبير محمد خضير الذي دشّن أولى اصدارات دار المكتبة الأهلية وهو من رواد المكتبة ومن أقرب أصدقاء الأستاذ غازي فيصل حمود .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى