ثقافة وفنون

عادل امام يدخل العراق بدون جواز سفر

 عبد الجبار العتابي :
على الرغم من تحفظاتنا الاولية على ما سيقدمه المسلسل المصري (فرقة ناجي عطا الله) الذي سيعرض على شاشة رمضان ، لا سيما فيما يتعلق بالعراق الذي يكون احد المحاور للمسلسل ويتناول احداثا منه في تلك المرحلة التي مر بها العراق خلال عام 2007 ، الا ان من المهم كشف بعض الخفايا التي مرّ بها المسلسل من خلال النص المكتوب قبل ان تتم مفاتحة فنانين عراقيين يقيمون في القاهرة للمشاركة فيه ، ويمكن الاشارة الى عند قراءة العراقيين للنص وجدوا فيه اخطاء كبيرة ومغالطات كادت ان تحرق العمل وتسيء قبل ذلك العراق بشكل واضح الا ان الكاتب والشركة المنتجة ومعهما الفنان عادل امام تداركوا ذلك .

قلت لعادل امام : ذكر اسم (صدام) يسيء للمسلسل لانه قتل ابناء شعبه
عملنا على تصحيح مسار فهم الاحداث والانصاف في ابراز الحقائق
نحتاج الى اعادة هيكل العقلية الثقافية العراقية وتشذيبها من ادران الدكتاتورية
يشارك عدد من الفنانين العراقيين الفنان المصري عادل امام في مسلسله الدرامي الذي يحمل عنوان (فرقة ناجي عطا الله) والذي من المؤمل ان يعرض في شهر رمضان ، والذي تتناول حلقات منه حكاية من الواقع العراقي ، والفنانون المشاركون هم : الفنان الكبير بهجت الجبوري وراسم منصور ونجلاء بدر وسلام زهرة وهدى هادي وباسم قهار وسيف الغانمي وتوفيق السعد وعمر محمد ، وقد اكد الفنان راسم منصور ، احد الفنانين المشاركين في المسلسل، ان العمل ليست فيه اساءة للعراق لكنه يتحدث عن الطائفية التي حدثت في العراق ، وقد تحقق جانبين من خلال هذه المشاركة : الاول فني والثاني تصحيحي لمسار فهم الاحداث في بلد مثل العراق القضايا فيه متشابكة وتحتاج الى انصاف كبير في ابراز الحقائق .
وقال مبتدئا حديثه قبل ان اتحاور معه في مشاركته : سعيت من البداية الى تغيير اسم (صدام) الذي اطلقه كاتب المسلسل على طفل عراقي يتعرض للخطف ويدفع له ناجي عطا الله الفدية.. واقنعت الجهة المنتجة بذلك بالقول : ان ذكر اسم صدام يسيء للعمل الفني لانه قتل ابناء شعبه .
واضاف : لم اكن ممثلا فقط في مسلسل ناجي عطالله ، بل كنت باحثا عن الانصاف ودفع الحيف عن ابناء شعبي ، ساعدتني في ذلك (مدنية) الزعيم عادل امام في ان نحذف الكثير من الكلمات والافكار التي ارادت دون قصد ان تقلل من اهمية التغير الكبير الذي حدث في العراق، وللتاريخ اقول كان الفنان الكبير بهجت الجبوري والفنانة المبدعة سنديانة الدراما العراقية نجلاء بدر يدافعان معي بكل ضراوة لتصحيح بعض وجهات النظر ، واتحفظ على موقف اسماء كانت تحاول تصوير الاوضاع بالعراق بالكارثية ، ومن الممكن ان اقول ان عادل امام اعجب بادائي واداء نجلاء بدر وصفق لها اكثر من مرة.

* ما شخصيتك التي تجسدها في العمل ؟
– اجسد شخصية عبد الرحمن، وهو رجل متدين بشكل وسطي، شيعي متزوج من زينب (نجلاء بدر) السنية، يتم تهجيره من منطقة سكناه (حي الدورة) بعدما يتم تهديده برسالة فيها رصاصة، فيضطر الى ان يذهب للعيش في بيت اخ زوجته (سعد) الذي يؤدي دوره (بهجت الجبوري) في منطقة الاعظمية، وهناك يلتقي بصديق لسعد ، مصري الجنسية وجماعته (عادل امام) ، وسرعان ما يحدث بينهما تعارف وحوارات حول الاوضاع في العراق ، بعدها يتم تهجير اخ سعد (سلام زهرة) وزوجته واطفاله من منطقة (الحرية) كونه سنيا ومتزوج من امرأة شيعية، ويتحول البيت الى معتقل لعدد كبير من الاشخاص ، وفيه تحدث مجموعة من المفارقات والحوارات، لكن الامر الخطير الذي يتم هو خطف ابني (لؤي) كان اسمه سابقا في السيناريو (صدام)، وتطلب عنه فدية قدرها 100 الف دولار ، وهنا يتدخل ناجي عطالله ( عادل امام) ويدفع المبلغ لانه يملك حقائب ممتلئة بالدولارات كان قد سرقها من بنك في اسرائيل وجاء بها الى بغداد بعد هروبه الى لبنان فسورية ومن ثم الى العراق ، ويتم اطلاق سراح لؤي (ابني) بعد دفع الفدية.. ويتم تغيير وجهة نظر ( عبد الرحمن) عن ناجي عطالله ، فقد كنت لا اطيق وجوده في البيت لان اولادي الصغار اكتشفوا ان الحقائب فيها اموال كثيرة واخبروني .

* هل المسلسل يتحدث عن العراق ام جزء منه ؟
– المسلسل يتكون من ثلاثين حلقة، ولكن اربع حلقات منها عن العراق فقط حيث يتنقل ناجي عطالله بين اكثر من بلد مثل : مصر، اسرائيل، غزة، سورية، لبنان، العراق، الصومال.

* ما قصة المسلسل اذن ؟
– يتناول المسلسل حكاية ناجي عطا الله ، وهذا كان دبلوماسيا سابقا يعمل بسفارة مصر في اسرائيل ويتم طرده ومصادرة امواله في البنوك الاسرائيلية، فيعود الى مصر ويشكل فرقة من الشباب ومن ثم يعود الى تل ابيب ويسرق البنك ، ويعود الى غزة فتحدث مواجهات فيهرب الى لبنان وهناك يضطرالى ان يهرب الى سورية ومن ثم الى العراق، ولكن هناك فرقة من الموساد تراقبه وتحدث مواجهات بينهم في بغداد في شارع الرشيد، وبعدها يغادر العراق الى الصومال .

* من معه من المصريين والعراقيين في العمل ؟
– هناك مجموعة من النجوم الشباب مثل احمد السعدني ،عمرو رمزي ، محمد امام ، نضال ، انوشكا، ومجموعة كبيرة من العراق منهم : بهجت الجبوري وسلام زهرة وهدى هادي وباسم قهار وشباب اخرين سيف الغانمي توفيق السعد عمر محمد .

* هل تعتقد ان المسلسل يشير الى الطائفية وفيه اساءة الى العراق؟
– في العمل هناك طائفية.. او شرح للوضع الطائفي بالعراق، لكن دون الاساءة الى العراق او لطوائفه مطلقا ، فالفنان عادل امام انسان متمدن ومؤمن بحق العيش والحرية للجميع لكن كانت هناك مفاهيم محظورة تناولها الاعلام العربي ونحن ساهمنا في تشذيبها ، فالخطاب الدرامي فيما يخص العراق يتحدث عن طوائف واقليات العراق ويوضح حقيقة التكوينه المجتمعية للعراق، ويقدم ماحدث فعلا ايام الحرب الطائفية ، ولكن احداث العمل اشارت الى انها كانت عام 2009، ولكنه تحدث عن امور حدثت عام 2007، وهنا .. انا اعترضت، ولكنهم اخبروني ان التصوير على هذا الاساس ولايمكن تغيره ، ثم قالوا لي لماذا لم يخبرنا الاخوة العراقيون من قبل؟ انا طبعا لم اكن اعرف بالعمل الا مؤخرا، وكان هناك من يزودهم بمعلومات فيها خلل .

* ما الذي تمثله لك المشاركة في مثل هذا العمل ؟
– انا اعتقد ان المشاركة بمثل هكذا اعمال تحقق جانبين: الاول فني والثاني تصحيحي لمسار فهم الاحداث في بلد مثل العراق القضايا فيه متشابكة وتحتاج الى انصاف كبير في ابراز الحقائق ، وقد حان الان دور الفن كي يوضح الامور برقي وتحضر وبعيدا عن التشنجات والاقتتال في الافكار والمفاهيم ، وبعيدا عن الخطاب السياسي والاعلامي الذي اثبت فشله ، وهذه المهمة تحتاج الى شخصيات تؤمن اولا بالعراق وتنوعه ولديها افق واسع وخيال متطور تصنع من خلال حياة مفترضة نسعى لها جميعا ، حياة جامعة للاحلام والطموحات التي ضحى من اجلها ابناء العراق ، انه وقت الفن والثقافة الرصينة الهادئة العميقة البعيدة عن سطحية مايقدم الان وغاياته .

* ما الذي اوحته لك هذه المشاركة او الفائدة التي خرجت بها ؟
– اننا نحتاج الى اعادة هيكل العقلية الثقافية العراقية وتشذيبها من ادران الدكتاتورية والامراض الطائفية والسياسية الحالية ، ونحتاج الى بروز جيل مؤمن بدور الفنون كعلاج جيد وليس الفن كسلعة لها ثمن ولها تذكرة وفيزا مرور في مطارات العالم ، عند فشلنا في السينما والمسرح وبامتياز ، كان علينا ان نفكر بالدراما التلفزيونية لانها مباشرة وسريعة التأثير ، لان المسرح لدينا اصبح مسرح شخصيات ليس لها دور جمالي وفكري كبير ، مسرح تقوده (ثللية) مسرح التسعينيات التجاري ومسرح الأفاقين والجهلة والقافزين على اكتاف الثقافة والابداع ، مسرح الدوائر الرسمية التي تحصي انفاس الفنان حتى تسلمه مرتبا بائسا تشمئز نفسي منه ، هؤلاء ساقوا الفن والثقافة العراقية نحو عنق الزجاجة وانا اؤكد انه لن يخرج منها دون جيل شجاع ومؤمن بالافكار المتنورة والبعيدة عن النفعية الضيقة .

* هل انت ناقم على الفن العراقي ام الفنانين ؟
– ياسيدي .. انا اخجل من العراق احيانا واخجل من اهلي عندما استحضر مواقف الفنانين او بعض الفنانين فالذين رقصوا وطبلوا وكانوا ابواقا للدكتاتورية الان يتسلمون ادارة مسارح العراق والذين سرقوا ادوات المسرح وهم المؤتمنون عليها الان يقودون الفن والثقافة ، واما وزارتنا العتيدة فمازالت اشبه بدكان بقالة تديره بعض الشخصيات الهامشية التي تعتقد ان الثقافة تدار بمؤسسات حكومية وتعتقد ان الثقافة هي انتاج حكومات ، هؤلاء قادوا الثقافة العراقية وفق سياسة الاحزاب التي تتحكم بوجودهم ، واقول لك بكل فخر وصراحة: يشرفني انا وزوجتي الفنانة نجلاء بدر اننا نسير بطريق مغاير عن ما يسير عليه الغالبية العظمى من فناني العراق
نحن لا ننتمي برابط لمثل هكذا مؤسسات ووزارة ، وقدمنا مايليق بنا كفنانين ننتمي لحضارة بلد اسمه العراق ، الفن والثقافة .. نتاج الشعوب والمجتمعات ولا يمكن تأطيرها بقانون وزاري وضعه رفاق البعث ومازلنا نسير عليه


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى